Close ad

أحفاد "الإسكندر" في ضيافة عروس المتوسط.. "العودة إلى الجذور" مبادرة حنين ليونانيين وقبارصة عاشوا بالمحروسة

29-4-2018 | 17:18
أحفاد الإسكندر في ضيافة عروس المتوسط العودة إلى الجذور مبادرة حنين ليونانيين وقبارصة عاشوا بالمحروسةالإسكندرية
الإسكندرية - محمد عبد الغني

جاليات كثيرة، وجنسيات متعددة، اتخذت من الإسكندرية موطنا وسكنا، عبر التاريخ الطويل للمدينة القديمة، والممتد منذ عهد الإسكندر الأكبر، وتبقى الجالية اليونانية، أحد أكثر الجاليات تأثيرا ثقافيا وحضاريا واقتصاديا في تاريخ المدينة القديمة.

موضوعات مقترحة
 
بدأ أفراد الجالية اليوناية، التوافد على عروس البحر المتوسط، منذ النصف الثاني من القرن الـ19 وبداية القرن العشرين، واشتغل أفرادها بالتجارة، والصناعة، وأسسوا الكثير من معالم المدينة المميزة.

"الهجرة" تتبنى مبادرة أحياء الجذور

الدور الكبير الذي لعبه أبناء الجالية اليونانية في مصر، شجع كلا من وزارة الهجرة، ومحافظ الإسكندرية، على إطلاق أسبوع الجاليات "إحياء الجذور"، والمقرر انطلاقه يوم غد الإثنين، بحضور ورعاية الرئيس المصري، ونظيريه اليوناني والقبرصي، حيث من المقرر أن تستقبل الإسكندرية، 70 يونانيًا، و50 قبرصيًا، كانوا يعيشون في مصر، وذلك بهدف إحياء السياحة التاريخية للجاليات اليونانية والقبرصية.

أشهر عائلات الجالية اليوناينة 

أحمد عبد الفتاح، عضو المجلس الأعلى للآثار سابقا، يقول إن الجالية اليونانية شكلت جزءا مهما من تاريخ الإسكندرية، حيث بدأ أفرادها التوافد عليها منذ أواخر القرن الـ18، وازداد وجودهم في ظل حكم محمد علي باشا، واشتهروا بدأبهم على العمل في التجارة، إلا أنهم مارسوا العمل في مختلف الحرف والمهن، حتى إن عددهم بلغ نصف عدد سكان الإسكندرية في عهد الخديو إسماعيل، قبل أن تتقلص أعدادهم بسبب سياسة التأميم في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.

وأضاف، عاش في الإسكندرية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والنصف الأول من القرن العشرين، نحو 120 ألف يوناني، بينهم عدد من العائلات اليونانية الغنية والشهيرة، ومنها "سلفاجوس وبيناتشيس وسرفوداكيس ورودوكاناكيس، وموصيري".

ويتابع، خلال تلك الفترة تمكن اليونانيون، من التواجد بشكل كبير وملحوظ، وظهر ذلك جليا في المباني والمنشآت التي شيدوها، وبقت شاهدة على حقبة مهمة من تاريخ المدينة، حيث تمكنوا من إنشاء 16 مدرسة، ومستشفيين ودار للأيتام وأخرى للمسنين، ويعتبر النادي البحري اليوناني أول نادٍ رياضي بحري تأسس في مصر عام 1909.

وأشار إلى أن الإسكندرية ضمت أول جمعية يونانية تأسست خارج اليونان في 25 إبريل 1843، بمبادرة من القنصل الأول لدولة اليونان ميخائيل توسيتسا، وحملت بدايةً اسم "الجمعية اليونانية المصرية للسكندريين"، وفي عام 1888 تم تغيير اسمها إلى "الجمعية اليونانية بالإسكندرية"، موضحا أن الجالية اليونانية كان لها نشاط بارز على الصعيد الاقتصادي والتجاري، بتأسيس عدد كبير من المقاهي والمطاعم التي لا تزال تحمل أسماءهم، وأصبحت علامات مميزة بالمحافظة، ومنها "أثينيوس، ديليس، تريانون، إيليت، بودرو، سانتا لوتشيا، وبسترودس".

ولفت إلى إطلاق عدد من أسماء الشخصيات اليونانية المؤثرة ثقافيا واقتصاديا على مناطق عدة بالإسكندرية، مثل "جليم، زيزينيا، وجاناكليس".

رحيل أبناء الجالية اليونانية

في الخمسينيات، هاجر معظم أفراد الجالية إلى اليونان والبرازيل وكندا وأمريكا وأستراليا، وهي المجتمعات التي وفرت لهم مناخا "كوزموبوليتانيا" يشبه حياتهم في الإسكندرية، حيث تعدد اللغات والجنسيات، لكنهم ظلوا مترابطين يعيشون على أمل العودة، فأسسوا روابط واتحادات خاصة بهم بوصفهم مصريي الهوية.

ويبلغ عدد أعضاء الجالية في الإسكندرية حاليا نحو 4 آلاف يوناني، بين يونانيين مصريين ويونانيين وافدين، منهم المعلمون والطلبة الدارسون في الجامعات المصرية، أو المختصون في علوم الآثار، وهم يتبعون البطريركية الأرثوذكسية اليونانية.

يرأس الجالية اليونانية بالإسكندرية حاليا "إدموندو كاسيماتيس"، صاحب محلات «مينرفا» الشهيرة بمحطة الرمل، الذي ورث المحل عن أجداده منذ أكثر من 100 عام، وهو مقيم بالإسكندرية مع أبناء عمومته وأولادهم الذين يديرون أيضا عددا من المطاعم والمقاهي بالإسكندرية.

رئيس الجالية: المصريون واليونانيون طباعهم واحدة

يقول رئيس الجالية اليونانية، المولود في الإسكندرية عام ١٩٣٠، إن المصريين واليونانيين لهم طباع واحدة، ويرجع ذلك إلى علاقاتهم الوثيقة منذ آلاف السنين، التي تمتد إلى عهد الفراعنة، حيث كان مدينة اسمها نافكراتيس وهي مدينة يونانية في مصر، تضم تراثا يونانيا تحت الأرض، من مبان قديمة وآثار شاهدة على تلك العلاقة التاريخية.

ويتابع رئيس الجالية، اليونانيون عاشوا في كل مكان في مصر، ولكن تبقى الإسكندرية ذات مكانة خاصة لدى أبناء الجالية المصرية، لأنها كانت تضم العدد الأكبر من أبنائها، وكبار المستثمرين الذين كانوا يمدون الحكومة اليونانية من عشرينيات إلى ستينيات القرن الماضي بالتبرعات المالية.

من جانبه قال الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، إن هذه الزيارة التاريخية هي بمثابة رسالة من مصر للعالم أجمع، بأننا مهتمون بكل من عاش على أرض الإسكندرية، كما أن الملتقى تجربة رائعة للترويج للسياحة بالمحافظة، مضيفا، أنه يجب علينا جميعا العمل على إظهار مدينتنا بالمظهر الذي يليق بها أمام زوارها".

وأعرب سلطان، عن سعادته وفخره الكبير باستضافة الإسكندرية لهذه المبادرة المهمة، التي تهدف إلى الترويج الجيد لعروس البحر المتوسط.

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة