وصف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق "جيمس كومي"، في كتابه الجديد الشيق "ولاء أعلي، الحقائق والكذب و القيادة"، رئاسة ترامب بـ "حريق الغابات" الذي يلحق ضررًا جسيما بمعايير البلاد وتقاليدها، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
موضوعات مقترحة
كما اعتبر "كومي"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "غير مناسب أخلاقيًا" لتولي منصب رفيع كرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، لكونه لا يتقيد بإظهار الحقائق التي يتجاهلها باستمرار والقيم المؤسسية التي يحتم عليه التحلي بها كونه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، في كتابه الذي سجل مبيعات تصل إلى 600 ألف نسخة في الأسبوع الأول، طبقًا لما أعلنته مؤشرات سوق الكتب في الولايات المتحدة، ما جعله في صدارة الكتب الأكثر مبيعًا.
وأشار كومي، في كتابه الجديد ولاء أعلي، إلى أن "ترامب يقود الولايات المتحدة الأمريكية استناداً لغروره وأنانيته والولاء الشخصي"، وأنه يستخدم طلبه للولاء بأساليب زعماء المافيا.
كما رأي "كومي" الذي قاد التحقيق الذي قام به مكتب التحقيقات الفيدرالي منذ عقود، حول ما إذا كان أعضاء حملة ترامب متواطئين مع روسيا للتأثير على انتخابات عام 2016، أن ثمة تشابه واضح بين رؤساء المافيا الذي ساعد في الإمساك بهم وسجنهم، والرئيس الأمريكي الشاغل حاليًا للمكتب البيضاوي، ويسرد كومي قي الكتاب تفاصيل علاقته المتوترة مع ترامب، ويصوره رئيساً أنانياً وغير نزيه، وفقًا لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
وأضاف كومي أنه جلس ليتذكر بعد اجتماع مع ترامب في البيت الأبيض في فبراير 2017م، أيامه كمدعي فيدرالي يواجه المافيا، بينما كان يعمل داخل دائرة " أشبه بدائرة موافقة صامتة"، تحت قيادة رئيس يعمل بأسلوب السيطرة الكاملة، والولاء الكامل، كما يميل للكذب حول كل الأشياء، كبيرها وصغيرها، ما يخدم بعض قواعد الولاء ويتنافي مع قواعد تضع المنظمة فوق الأخلاق وفوق الحقيقة.
كما يركز "كومي" علي مواضيع رئيسية في هذا الكتاب المشحون، وهي العواقب السامة للكذب؛ والآثار المدمرة لاختيار الولاء للفرد، فضلًا عن الحقيقة وسيادة القانون.
ويري كومي أن بلاده تمر بفترة عصيبة، "في بيئة سياسية تتنازع فيها الحقائق الأساسية، وتكون الحقيقة فيها موضع تساؤل، ويصبح الكذب طبيعي، ويتم تجاهل السلوك غير الأخلاقي أو الإعفاء عنه أو ربما يتم مكافأته".
"ولاء أعلي" كان أول كتاب مذكرات كبيرة وخطيرة علي المستوي السياسي من قبل فرد رئيسي في "الميلودراما المقلقة"، داخل إدارة ترامب، وعمل كومي، الذي أقاله ترامب بشكل مفاجئ في مايو 2017، في ثلاث إدارات سابقًا، ويؤكد كتابه كيف أن سلوك الرئيس الأمريكي جاهل بشأن واجباته الأساسية كرئيس، وكيف كان يستهتر بالضوابط والتوازنات التي تحمي ديمقراطيات بلادهم، بما في ذلك الاستقلال الأساسي للقضاء وتطبيق القانون.
كما يحتوي كتاب كومي على شهادته التي قدمها أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في يونيو 2017 بتفاصيل عاطفية كبيرة، وهو يعرض موهبة كاتبه علي السرد - وهي مهارة شحذها بوضوح خلال أيام عمله كمحامي للولايات المتحدة في المقاطعة الجنوبية لنيويورك.
يقدم المجلد الكثير من الأخبار الكارثية عن التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي. أو المحامي الخاص روبرت مويلر - ليس بشكل غير متوقع، بالنظر إلى أن مثل هذه التحقيقات مستمرة وتتضمن مواد سرية، ويفتقر إلى التحليل القانوني الدقيق الذي جعل كتاب جاك جولدسميث لعام 2007 "رئاسة الإرهاب" شديد الوضوح حول ديناميكيات أكبر داخل إدارة بوش.
يمنح "ولاء أعلى" للقراء بعض الروايات شبه السينمائية عما كان يفكر به كومي حينما كان يقول في السابق أن ترامب طالبه بالولاء، خلال حفل عشاء واحد في البيت الأبيض، عندما ضغط عليه ترامب ليترك التحقيق حول مستشاره للأمن القومي السابق مايكل فلين، وعندما سأل الرئيس ما يمكن أن يفعله كومي "لرفع سحابة" التحقيق الروسي.
. . .