Close ad

في ذكرى وضع حجر الأساس للمتحف المصري .. حكاياتنا مع البناء والأسمنت | صور

20-4-2018 | 21:10
في ذكرى وضع حجر الأساس للمتحف المصري  حكاياتنا مع البناء والأسمنت | صورالمتحف المصري
محمود الدسوقي

قبل عام 1900م  لم تشهد مصر إقامة بنايات حكومية ومدارس بالأسمنت الخالص، حيث تظهر الوثيقة النادرة الصادرة في 31 مارس عام 1890م، والتي تنشرها بوابة الأهرام إجراء تحقيقات موسعة وتشكيل لجنة من مهندسين في واقعة سقوط مدرسة بمدينة بورسعيد تابعة للقنصلية الفرنسية ومبنية بالجير المشحم 

موضوعات مقترحة

كان سقوط مدرسة العزيز بمدينة بورسعيد سببا مباشرا أن تشكل لجنة من خلال مقاول تابع للقنصلية الإيطالية من جهة ومن خلال الإدارة المصرية من جهة أخري ومن خلال القنصلية الفرنسية التابعة لها مدرسة العزيز، حيث أظهرت اللجنة المشكلة أن سبب سقوط المدرسة هو استعمال الجير المشحم والسرعة في عمل البناء دون أن يترك المقاول لمونة الدور الأرضي أن تتحمل ثقل بناء الدور الثاني مع أن هذه الاحتياطات كان ضرورياً، حيث يبلغ سمك حيطان المدرسة نحو 55 سنتيمترا.

في ذكري وضع حجر الأساس للمتحف المصري والذي يوافق  أبريل عام 1897م والذي تم بناؤه بالأسمنت كاملا وبعد بناء أكبر مصنع لإنتاج الأسمنت في مصر في محافظة بني سويف تسرد "بوابة الأهرام" قصة دخول الأسمنت مصر؟.

يوضح الأثري فرنسيس أمين لــ"بوابة الأهرام" أن المتحف المصري الذي تم افتتاحه في عام 1903م كان أول بناء معماري يبني من الأسمنت في مصر فيما كان ونتر بلاس هو أول فندق يبني من الأسمنت في مصر، لافتا أن في عهد عباس حلمي الثاني شاع الأسمنت في مصر حيث ظهرت شركات إيطالية وانجليزية لتوريد الأسمنت لمصر التي شهدت في هذه الفترة بناء خزان أسوان وقناطر أسيوط التي تم استخدام نحو 125 ألف متر مكعب من الخرسانة، و85 ألف متر مكعب من أعمال البناء "الحجر والطوب" و 125 ألف متر مكعب من القار، وأكثر من 4 آلاف طن من أنابيب الحديد في تأسيسها.

وأوضح أمين أن شركة جاروتسو وزعفران كانت من الشركات الإيطالية الرائدة في توريد الأسمنت لمصر في هذه الفترة، بالإضافة لشركات بريطانية قامت بتوريد الأسمنت لبناء قناطر أسيوط وخزان أسوان، مضيفاً أن كافة المؤرخين يجزمون أن الأسمنت عرفته كافة الحضارات القديمة في بناء المعابد ولكن من خلال الجير الكلس .

عام 1906م وبعد شيوع الأسمنت في مصر أكدت الصحف المصرية الصادرة آنذاك أن الاسمنت قديم الاستعمال من أيام الفراعنة والكلدانيين والاشوريين بالعراق والأغريق وغيرهم، حيث كانوا يستخدمون الجير الكلس، حيث رأوا أنه إذا وجدت في الأحجار الكلسية طفل وحرقت كان منها جير يجمد تحت الماء وهو المعروف بالأسمنت الا إن القدماء كانوا يظنون أن الاسمنت لايكون إلا بحرق حجارة شديدة الصلابة وظلوا كذلك حتي القرن الثامن عشر حين أراد المهندس سميتون أن يبتني منارة معروفة باديستون في انجلترا فامتحن كثيرا من صلابة الأسمنت المائي فاكتشف أن الصلابة تتوقف علي مقدار الطفلة في الحجر الكلسي لا بحرق الأحجار.

كان في جزيرة بورتلاند جنوبي انجلترا الكثير من الأحجار والكلسية والطفل فيتكون منها أسمنت بعد ان يتصلب بالماء فسمي أسمنت بورتلاند علي اسم الجزيرة وشاع استعماله في العالم بعد ذلك باسم أسمنت بورتلاند.
وأضافت الصحف أن قطع الحجارة ونحتها كان هو الأسمنت الشائع منذ آلاف السنين أما أسمنت بورتلاند كان له في أمريكا عام 1890م نحو 16 مصنعا وفي عام 1905 تم التوسع في بناء نحو 83 مصنعا تصنع في السنة 31 مليون برميل وكان المصنوع منه عام 1889م نحو 300 ألف برميل فقط .

وأوضح فرنسيس أمين أن بعد شيوع الأسمنت الحديث في العالم قامت مصر بتصنيع الأسمنت مابين القاهرة وحلوان في عصر الخديو حلمي الثاني وقد كثر عليه الطلب مما جعل السوق مفتوحة للشركات الأجنبية في مصر، فيما تشهد الأيام المقبلة افتتاح أكبر مصنع مصري لإنتاج الأسمنت والذي بدأت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة إنشاءه بشرق النيل، بمحافظة بني سويف منذ 18 شهرًا.


..

..
كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة