Close ad

الشيخ "زكريا أحمد" في الذكرى الـ57 للرحيل.. لماذا خشي" أمير الشعراء" على الفصحى من موسيقاه؟ | صور

15-2-2018 | 16:48
الشيخ زكريا أحمد في الذكرى الـ للرحيل لماذا خشي أمير الشعراء على الفصحى من موسيقاه؟ | صور الشيخ زكريا أحمد‎
مصطفى طاهر

حكاية من الحكايات المركزية في تاريخ الموسيقى العربية، يمر طيفها اليوم على رءوس السميعة في جميع أنحاء مصر والوطن العربي، مع حلول الذكرى الـ57 لرحيل أيقونة الألحان المصرية، الشيخ "زكريا أحمد".

موضوعات مقترحة

"بوابة الأهرام" تستعرض ومضات من حياة الأسطورة وأحد عمالقة الموسيقى العربية، الذي ولد في عام 1896م، لأب حافظ للقرآن وعاشق للاستماع للتواشيح، فما بين الجلال القرآني والحس الموسيقى للأب كانت أول المكتسبات التي تحققت لزكريا أحمد في مرحلة الطفولة، وكان الحس الموسيقى الذي صاحب الأغنية المصرية في أجمل تجلياتها فيما بعد، ما بين الكتاب، ثم الدراسة بالأزهر، بدأ الشيخ زكريا أحمد حياته مع التعليم وهي التي عرف فيها بين أصدقائه وزملائه وأساتذته بأنه قارئ للقرآن ومنشد ذو شعبية وحضور كبيرين، أما تعلم الموسيقى فكانت بدايته مع الشيخ درويش الحريرى الذى ألحقه ببطانة إمام المنشدين الشيخ "على محمود" حيث كانت مرحلة النضوج الكبرى، ولم يكن الشيخ على محمود وحده هو صاحب حجر التأسيس في مشروع الشيخ زكريا، بل كان هناك أيضا الشيخ المسلوب وإبراهيم القبانى.
 

ومع رياح ثورة 1919م وسط أجواء حماسية شغلت فؤاد المصريين، بدأ الشيخ زكريا أحمد رحلته مع التلحين بعد نضوج وعيه الموسيقى واكتمال معرفة الموسيقى و تفاصيلها، ومن إحدى شركات الإسطوانات التي بدأ بها مشواره مع الشيخ على محمود والشيخ الحريري، عرف الشيخ زكريا طريقه للمسرح الغنائي عام 1924 ولم يكن قد تجاوز عامه الثلاثين، حيث كانت ألحانه في مرحلة الشباب، أيقونة موسيقية متوهج لمعظم الفرق الشهيرة في القاهرة والإسكندرية، ومن أبرزهم فرقة علي الكسار، ونجيب الريحانى، ومنيرة المهدية، وزكي عكاشة، وزكى عكاشة وغيرهم، وقدم خلال فترة نشاطه الكبرى تلك ما يزيد على60 مسرحية قام خلالها بتقديم أكثر من 500 لحن، قبل أن تلعب المقادير دورا في لحظة اللقاء الكبير مع كوكب الشرق.

 

فى عام 1931م بدأ الشيخ زكريا أحمد رحلته مع أم كلثوم، لحن لها تسعة أدوار خلال مرحلة الثلاثينات أولها "هو ده يخلص من الله" عام 1931م، وآخرها دور "عادت ليالى الهنا" عام 1939م، كما لحن لأم كلثوم الكثير من أغانى الأفلام، مثل الورد جميل، غني لى شوي شوي، ساجعات الطيور، قولى لطيفك"، أما مرحلة الأربعينيات فشهدت تجليات الشيخ زكريا مع ثومة في أغانىها الكلاسيكية الطويلة التي أصبحت العلامات الأبرز في مشوارها الحافل، مثل أغاني "حبيبي يسعد أوقاته، أنا في انتظارك، الأمل، أهل الهوى ، وغيرها حتى لحظة خلافهم الشهير عام 1947م، وبعد غياب طال أكثر من 10 سنوات، لحن لها أخر أغانيه قبل رحيله "هو صحيح الهوى غلاب"، قبل رحيله في مثل هذا اليوم 15 فبراير، من عام 1961م.


كان الشيخ زكريا المحطة الأهم في تطوير فن الطقطوقة، بألحانه الغارقة في الأصالة، والتي حولت الطقطوقة لقطع موسيقية خالدة في الذاكرة الجمعية للمصريين، ورغم الإقلال من شعر الفصحى فى ألحانه، وهو ما جعله في مرمى النقاد دائما، ومعه في ذلك مع محمد القصبجى والشيخ سيد درويش، بنسب متفاوتة، لكن "الشيخ زكريا أحمد" نجح في أن يقدم فنا راقيا، رغم حقيقة أنه كان فنا شعبيا بالدرجة الأولى، نجح في أن يحتل مكانة كبيرة في قلوب المستمع المصري والعربي، جعل أمير الشعراء أحمد شوقي يخشى على اللغة العربية، من النجاحات التي تحققها أغانيه، فقال كلمته الشهيرة "أخشى على الفصحى من عامية بيرم"، قاصدًا بيرم التونسي، شاعر الشيخ زكريا الأساسي، ورغم أن الشيخ زكريا من المجددين الأوائل إلان أنه كان منحازاً إلى موروثاتنا الموسيقية، حتى وهو مستغرق في التطوير والتجريب، فجاءت موسيقاه مع تطورها شرقية بإمتياز جعلت منه علامة مسجلة لا تغيب عن ذاكرتنا حتى بعد 57 عامًا على رحيله.
 

كلمات البحث
اقرأ ايضا: