Close ad
15-2-2018 | 14:58
لحظة فارقةنهاد عبدالملك
نهاد عبد الملك‎

ولأنك حبيبي، أحتاج لأن أقف تحت المطر، ليغسلني ربي من كل شوائب الشك بكلماتك ..

موضوعات مقترحة
فاض حبي واشتياقي لك حتى زاد عن قدرة استيعاب قلبي.. حتى أنه فاق أيضًا قدرة عقلك، فلم تعيره اهتمامك الكافي!، وفي نقطة فاصلة، تمرد عقلي على قلبي، وأعلن ثورته.. هزني بعنف لأقف أمام مرآتي فتحدثني: "أفيقي .. أنظري إلى ماذا تحولتِ" !!
لم تعودي أنتِ ..عودي لقوتِك واهجري ضعفكِ ..
للأسف، أنتَ لم تعي يومًا أن لكل شيء نهاية مطاف، وطاقة احتمال.. نظرتُك، التي لطالما سحرتني، كانت تلبس كل أغطية الطهر في حضوري، وأعترف لكَ بأنَّكَ رسخت بي عقيدة، ماكانت أمة كاملة لتستطيع ذلك، وهي أن الخيانة خُلقت لآدم، فالخيانة لديهم دون مبرر، و كأنكم عشقتم الخيانة لذاتها !! ولكن المرأة عندما تخون فيكون لحب وضعف بقلبها ..
تطلبون الوفاء و لا تقدمونه !!
سئمت التعبد بمحراب حبك، وأنت تدنسه بخطاياك !!
يضحك ضحكة بلهاء، وهو ناظر لها، وكأنه غير مستوعب لما تقول !!
تكمل حديثها له: "سأتركك للأيام لتتعلم، و تكتشف كم أن الوفاء معدن نفيس وغالٍ .. فعندما تتعثر قدماك بأدنى المعادن في طرق حياتك المقفرة القاحلة، وعندما ترجو نفحة حب، تعيد لك أنفاس الحياة، تصبح كما الظمآن في الصحراء يرجو قطرة ماء، تبلل شفتيه .. تبقيه على قيد الحياة، ولا يجدها !
وقفت لتنصرف .. يحاول منعها من الانصراف ..
تنهره: "لا تمنعني من الرحيل .. فأنتَ من أوصلتنا لتلك اللحظة الفارقة" ..
أمسك يدها، وتشبث بها، وأقسم عليها أن تسمعه: "اعتبريني مريضًا يطلب منك أن تساعديه وتعالجيه .. كوني لي الصديقة قبل الحبيبة .. أحكي لكِ فتمنحيني النصيحة.. هل تتحملين هذا من أجلنا ..
من أجل أن يعيش حبنا ؟"..
أطرقت في صمت، وكأن صوته يخدرها..
طنين هاتف يحدثها: "بُعدُكِ عنه موت بطيء لكِ".. وشيء ما بقلبها يحثُّها على أن تمنحه تلك الفرصة، فلربما يُحدِث الله بعد ذلك أمرًا ..
توالت الأيام، وهو يفرغ في جعبتها كل نزواته، وأحاسيسه، وتصوراته، وهي تحلل، وتستنتج، وكأنها باتت طبيبته النفسية، وليست الحبيبة العاشقة ..
تحملت فوق طاقة البشر، ولكنها أصرت على استكمال الطريق ..
وبعد عام .. تزوجا، وعاشا أفضل سنوات عمرهما، حتى حانت لحظة الفراق القدري ..
هاهي تقف أمام قبره.. تتذكر كيف دارت بهم الأيام، من حب وهيام إلى ألم و نزاع، ثم توافق حتى نهاية المطاف .. تلك هي الحياة !
قال تعالى: (وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) صدق الله العظيم.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: