استضافت قاعة ضيف الشرف "لطيفة الزيات"، اليوم الأحد، ندوة "مستقبل العلاج النفسي في مصر"، شارك فيها الدكتورة نهى إبراهيم، والدكتور محمد فتحي، والدكتور: أحمد خيري حافظ، وأدارتها الدكتورة: آمال كمال.
موضوعات مقترحة
بدأت الندوة بكلمة الدكتورة نهى إبراهيم، والتي تناولت فيها، جلسات المتابعة للمرضى النفسيين، حيث أشارت إلى ضرورة وجود تواصل بين المريض والطبيب المعالج، في أي وقت، كما أوضحت الفرق بين العلاج النفسي والإرشاد النفسي.
وأشار الدكتور محمد فتحي، في كلمته إلى أن مصر تعاني من فوضى في مجال العلاج النفسي، حيث إن كل من حصل على دورة تدريبية أو دورتين يطلق على نفسه "دكتور"!، في ظل عدم وجود رقابة من الجهات المعنية بمتابعة هؤلاء المدعين.
وأضاف أننا عندما نتعرض إلى أى خلل نفسي، فلا مفر من اللجوء إلى الله، وهناك من يجد العلاج وهناك من يفشل في ذلك ويشعر بالنقص، ويدخل بعدها في نوبة من المشاكل النفسية.
وتلعب الثقافة والمحيط المجتمعي دورًا هامًا في مجال العلاج النفسي، وللأسف ينظر غالبية المصريين لأساتذة علم النفس نظرة غير صحيحة، فمختصي علم النفس سواء خريجي كليات الطب أو علم النفس، مهمتهم الأساسية تشخيص المرض ووضع خطة العلاج.
كما حدد فتحي الفرق بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي، واستنكر فتحي ما يحدث في الدول العربية فيما يتعلق بالمعالج النفسي، مؤكدًا أن البعض ينظر للعلاج النفسي من منطلق السبوبة، بقصد جنى الأموال، مما يسئ لمهنة الطب والعلاج النفسي، فالطبيب يعمل على علاج الكيمياء، بينما المعالج النفسي يعمل على النفس وتفريغ الطاقات، ويجدر بنا الإشارة إلى أن علم النفس ليس علمًا بل علوم كثيرة ومتشعبة.
وأكدت الدكتورة آمال كمال في مداخلتها أن العالم يتجه الآن إلى التكامل بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي، وكلما كان هناك توافق بين الاثنين، كانت النتائج العلاجية أسرع وأكثر تأثيرًا، والمعالج النفسي يكون علاجه في المخاوف النفسية مثل الوسواس القهري وغيرها أكثر تأثيًرا من الطبيب النفسي، أما ما يتعلق بالأمراض العقلية فهذا هو تخصص الطبيب النفسي أكثر من المعالج.
وفي رده على سؤال أحد الحضور عن موقعنا في مصر من المستجدات في مجال العلاج النفسي، أوضح الدكتور: أحمد خيري حافظ، أن مصر لم تعرف المعالج النفسي إلا عام 1940 بالصدفة، عندما افتتح أحد المعالجين النفسيين عيادة للعلاج النفسي، وقد حولت وزارة الصحة وقتها هذا الأستاذ للنيابة، مما أحدث ثورة كبيرة، لم تحل إلا بحكم المحكمة التي قضت بأن العلاج النفسي فرع مستقل بذاته وهذا لا يستلزم أن يكون المعالج النفسي طبيبا، ودارت معركة شرسة ترتب عليها تشكيل أول رابطة للمعالجين النفسيين.
وكانت مصر سباقة عندما أصدرت القانون 159 سنة 1956، والذي ساوى بين المعالج النفسي والطبيب، وهذا يؤكد الريادة المصرية في المجال.
وأشار إلى ضرورة الأصدقاء في حياة الإنسان مؤكدًا أن الصديق الحق هو بمثابة معالج، من خلال ما يسمعه من صديقه، وما يقدمه له من نصائح، وفي ختام كلمته أكد الدكتور: أحمد خيري حافظ ضرورة أن نتابع آخر المستجدات في مجال العلاج النفسي، وأن تشدد الرقابة على المراكز الوهمية والمزيفة التي تخدع المواطنين تحت شعار الاستشارات النفسية.