شهدت قاعة سيد حجاب، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، مناقشة كتاب "الحلم والكيمياء والكتابة في عالم محمد عفيفي مطر"، اليوم الأحد، شارك فيها الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الأسبق (مؤلف الكتاب) والقاص والأديب سعيد الكفراوي، وأدارها الشاعر والكاتب الصحفي محمد حربي.
موضوعات مقترحة
في كلمته، قال الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة السابق، ومؤلف الكتاب، إن الشاعر محمد عفيفي مطر تأثر به قبل أن يراه، وليس من خلال كتاباته، ولكن حديث أصدقائه عنه، رسخ بداخله صورة ذهنية عظيمة عن شخصية عميقة الثقافة.
وأضاف "عبدالحميد"، أنه تعلم منه كثيرًا، لأنه شاعر واسع الثقافة مدرك لكافة جوانب الحياة، وكانت كتابته تتميز بالحضور الكثيف للمعرفة، فهو كاتب "يعلم قارئه"، ويجعله دائم البحث فيما هو يكتبه، مشيرًا إلى أنه يعتبر الشاعر العربي الوحيد الذي يمتلك رؤية فلسفية كاملة حول العالم.
وتابع: "مطر كان قادرًا على بث الصور والحياة في الأفكار التي يتناولها، كما أن شعره تميز بالصمت في الحياة والموت والصراع، والليل والنهار، فالعالم الخاص بمطر لا يمكن أن نتعرض له في كلمات قليلة".
وأشار، إلى أن الكتاب يشتمل على مجموعة نادرة من الرسائل بخط "مطر" استفاد بها في الكتاب، موضحًا أن الكتاب جاء في 7 فصول، تناولت فيها جانب "الصمت" في شعره "مطر"، وفصل عن نبذة في حياته، وفصل يسمى "الرعب" رصد من خلاله التعذيب الذي تعرض له مطر عندما تم اعتقاله.
وقال القاص سعيد الكفراوي، إن "مطر" هو المبدع الذي اخترق الدنيا وجاس في أنحائها، والدكتور شاكر عبدالحميد في كتابه عن محمد عفيفي مطر، أستطيع أن أقول إنه قرأه كانما لم يقرؤه أحد من قبل.
وأضاف "الكفراوي" أن فصل "الرعب" في الكتاب جسد ما عانى منه "عفيفي" من تعذيب، حيث كنا نجلس يوميًا على القهوة، لكنه غاب عنا ما يقرب من 15 يومًا، وعرفنا بعدها أنه تم اعتقاله، مشيرا إلى أن "مطر" شاعر عاشق لمصر ظل طول عمره يدافع عن قيمها ومبادئها.
وتابع: "الفلسفة كانت بابه لدخول عالم الشعر، وفصل الصمت في الكتاب عبر عن كيفية أن يصبح الصمت لغة للشاعر يعبر فيه عن الأشياء المختلفة، كما أن فصل الرعب رصد المعاناة التي تعرض لها مطر جراء التعذيب أثناء اعتقاله، وفصل الكيمياء رصد التحول والتأويل في صراع عالم الليل، وغيرها من الفصول التي تناولت العديد من الجوانب الحياتية للشاعر محمد عفيفي مطر".
وأكد أن "عبدالحميد" وضع شعر مطر في قلب ثقافة العالم، الذي يتأثر بالفلسفة والتصوف، ويحمل في طياته ألوانًا عدة من الشعر، مشيرا إلى أنه في ختام كتاب "عبدالحميد" أكد، على أنه حاول في أبواب 7 أن يدخل إلى عالم محمد عفيفي مطر، ولكنه وجد أنه قد دخل غابة مظلمة تعثر فيها، وبحث عن محاولة للخروج، وهذا يؤكد على عظمة الشاعر محمد عفيفي مطر، الذي لا يستطيع أن يلخص حياته في 7 أبواب فقط.