في الأول من يناير 2016، بدأ رسميًا تنفيذ أهداف التنمية المستدامة الـ17 لخطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي اعتمدها قادة العالم في سبتمبر 2015 في قمة أممية تاريخية. وبمقتضى هذه الأهداف تعمل البلدان خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة على تحقيقها من خلال حشد الجهود للقضاء على الفقر بجميع أشكاله ومكافحة عدم المساواة ومعالجة تغير المناخ، وغيرها.
موضوعات مقترحة
قدمت الوزيرة ندى العجيزي، الوزيرة المفوضة، ومدير إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية، شرحًا تفصيليًا لأهداف التنمية المستدامة الـ17، خلال أولى فعاليات ملتقى الشباب، بعنوان "دور التنمية المستدامة في العدالة الثقافية"، وشاركها الدكتورفتحي مصيلحي، أستاذ الجغرافيا بجامعة المنوفية، وعضو المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، الذي قدم ورقة بعنوان "الشباب والصعود الحضاري لمصر.. مشروع واحات مجتمعات الورش والصوب (الوادي الموادي)"، وأدارت الندوة الدكتورة هويدا صالح.
ذكرت "العجيزي" أن التنمية هي عملية شاملة؛ اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية، تستهدف التحسين المستمر لرفاهية السكان بأسرهم، والتنمية المستدامة خاصة هو مفهوم يعني أن التنمية يجب أن تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بمستقبل الأجيال المقبلة في تلبية احتياجتهم الخاصة.
استعرضت الوزيرة المفوضة، أولى أهداف التنمية المستدامة، وهو الفقر، إذ تقول "خُفِّضت معدلات الفقر المدقع إلى النصف منذ عام 1990. ورغم عظمة ذلك الإنجاز، لا يزال هناك واحد من كل خمسة من سكان المناطق النامية يعيش على أقل من 1.25 دولار يوميا، وهناك ملايين أخرى يحققون أكثر من ذلك قليلا، بينما هناك الكثيرون الذين يواجهون خطر الانحدار إلى هوة الفقر من جديد".
كما أكدت أن الفقر أكثر من مجرد الافتقار إلى الدخل والموارد ضمانا لمصدر رزق مستدام، حيث إن مظاهره تشمل الجوع وسوء التغذية، وضآلة إمكانية الحصول على التعليم وغيره من الخدمات الأساسية، والتمييز الاجتماعي، والاستبعاد من المجتمع، علاوة على عدم المشاركة في اتخاذ القرارات. لذا، يتعين أن يكون النمو الاقتصادي جامعا بحيث يوفر الوظائف المستدامة ويشجع على وجود التكافؤ.
وحول الهدف الثاني؛ "القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة"، والهدف الثالث؛ "ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية"، والهدف الرابع؛ "الحصول على فرص في التعليم الجيد بالنسبة للفتيان والبنات.
وأكدت "العجيزي" أهمية الهدف الرابع، مشيرًأ إلى أن نسبة المتسربين والمتسربات من التعليم كبيرة جدًا، وتحقيق الهدف الرابع سيٌلص بالتأكيد من خطورة هذا التسرب".
ويضم الهدف الرابع، مقصدًا ثقافيًا مهمًا، وهو ضرورة أن يكتسب جميع المتعلّمين المعارف والمهارات اللازمة لدعم التنمية المستدامة، بما في ذلك بجملة من السُبُل من بينها التعليم لتحقيق التنمية المستدامة واتّباع أساليب العيش المستدامة، وحقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، والترويج لثقافة السلام واللاعنف والمواطنة العالمية وتقدير التنوع الثقافي وتقدير مساهمة الثقافة في التنمية المستدامة، بحلول عام 2030
وفي نهاية حديثها أشارت "العجيزي" إلى أن اللجنة العربية بجامعة الدول العربية، وهي لجنة رفيعة المستوى معنية بمتابعة اتفيذ أهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠ في المنطقة العربية، من خلال حضور سنوي للدول النامية والدول المتقدمة، واستعراض أبرز ما حققته من أهداف التنمية المستدامة، في شكل محاسبة موضوعية، مؤكدة أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة هو صمام أمان للدول العربية.