Close ad

روت وقائعها الأهرام منذ 136 سنة.. داوود باشا مدير قنا يضبط خبيئة مومياوات ملكية | صور

17-1-2018 | 13:08
روت وقائعها الأهرام منذ  سنة داوود باشا مدير قنا يضبط خبيئة مومياوات ملكية | صورمومياء
قنا - محمود الدسوقي

في عام 1881م، أي منذ 136 سنة، قامت جريدة "الأهرام" بتغطية وقائع ضبط أول خبيئة مومياوات ملكية بالأقصر، بعد نجاح خطة داوود باشا، مدير قنا آنذاك، الذي قام بتنفيذ خطة بوليسية محكمة للإيقاع بمن يقومون ببيعها للأجانب.

موضوعات مقترحة

قالت "الأهرام": وجدت هذه الآثار في ناحية القرنة التي على رأس الجبل الغربي ضمن منزل لعائلة فلاحية تعرف ببيت عبدالرسول الأقصر، أما كيفية الوصول، فإن صاحب العائلة اكتشف من مدة بتصرفه في الأثر لبعض السياح وخلافهم على علم أخيه المدعو أحمد محمد، فوقع بينهما خلاف فشكاه إلى مدير قنا، والمديرية أرسلت توًا مندوبين وقامت بالتحفظ على المحل".

ما الخطة التي وضعها مدير قنا للإيقاع بأفراد عائلة عبدالرسول، بخاصة أنه من ضمن المتورطين في بيع الخبيئة كان الأغا قنصل بلجكيا وروسيا آنذاك، الذي كان يملك حصانة؟ وما قصة الخبيئة التي أوردتها جريدة "الأهرام" وتناقلت الصحف والمجلات المصرية والعالمية وقائع الخبر؟ يقول الأثري فرنسيس أمين لـ"بوابة الأهرام" إن العالم الأثري ماسبيرو روى بدقة قصة الخبيئة التي نشرت وقائعها الصحف، لافتًا إلى أن الخبيئة بعد اكتشافها تم بيع الكثير منها في أوروبا، حيث كان ينتظر أفراد بيت عبدالرسول موسم الشتاء فيقومون ببيع الكثير من الخبيئة للسياح والرحالة الأجانب.

ويضيف أمين أن الأثري ماسبيرو يروي في كتابه النادر المكتوب باللغة الفرنسية وقائع القصة قائلًا: "في عام 1871م عثر أهالي القرنة وهم يحفرون على مقبرة بها توابيت مكدسة، أغلبها خراطيش ملكية، حيث قام عبدالرسول باستخدام ساقية زراعية للكشف عن الخبيئة، وقاموا بتفريغ المومياوات والتمائم والأواني الكانوبية و6 لفافات بردي، وخلال 10 سنوات كانوا يهبطون في مكان اللقية ويأخذون منها ما يريدون ويقومون ببيعها حتى وصلت الخبيئة لأوروبا"، حيث اكتشف ماسبيرو خلال رحلته لباريس بعض الآثار المنقولة من الخبيئة.

تفحص ماسبيرو بعض الآثار التي كانت تخص بانجم من الأسرة 21، وأصر ماسبيرو على تتبع مكان الخبيئة، بخاصة حين قام في عام 1876م أحد الموظفين، ويدعى كامبل، بعرض بردية تخص بانجم من الأسرة 21 الفرعونية، وأكد الموظف أنه اشترى البردية من الأقصر بسعر 400 جنيه إسترليني. كما اكتشف ماسبيرو صورًا فوتغرافية لآثار من الخبيئة تم عرضها في متاحف أوروبا، مما جعله يصر على تتبع مكان الخبيئة، كما يقول فرنسيس أمين، لافتًا إلى أن ماسبيرو قام برحلة عام 1881م لمديريتي قنا والأقصر، وكان الهدف منها الوصول لسر الخبيئة، وقد استخدم الشدة مع الفلاحين، وكل التجار أجمعوا أن عبد الرسول وأخاه محمد ومصطفى أغا عياد، هم الذين يستخرجون الخبيئة ويقومون بيعها.


في 4 أبريل عام 1881م أصدر ماسبيرو أمرًا بإلقاء القبض على عبدالرسول وإخوته، وطلب من داوود باشا محافظ قنا أو مديرها برفع تقرير لوزارة الأشغال، وتم فتح تحقيق موسع مع بعض سكان القرنة، وتم إلقاء القبض على أحمد عبدالرسول وعلى حسين أحمد عبدالرسول أثناء عودتهما من سباق حمير في القرنة، لتبدأ وقائع التحقيقات معهما، حيث قام داوود باشا وعلي أفندي حبيب مفتش آثار دندرة بقنا بفتح تحقيق معهما كي يكشفا لهما عن المتورطين معه في الحفر وببيع أجزاء من الخبيئة، وأكد عبدالرسول أنه لايعرف الخبيئة ولم يقم بالبيع.

حاول نبلاء وأغنياء "القرنة" الضغط للإفراج عن عبدالرسول مؤكدين أن أحمد عبدالرسول "لا يستطيع أن يذبح دجاجة" فيما قام مصطفى أغا عياد القنصل بالضغط على الحكومة وجعل اثنين من معارفه وهما: أحمد سرور وإسماعيل سيد نجيب يقومان بضمانة عبد الرسول، مما أدى بمدير قنا داوود باشا إلى أن يشك في أمره.

يوضح فرنسيس أمين أن الكتاب النادر يروي أن داوود باشا قام بوضع خطة وهي الإفراج الفوري عن أحمد عبد الرسول، ثم من معه، بخاصة أن القوانين لن تسمح له بإلقاء القبض على القنصل ولا على شقيق عبدالرسول الثاني الذي كان يعمل مع القنصل واسمه محمد عبدالرسول.

وبعد خروج عبدالرسول من السجن، اجتمع مع العائلة مؤكدًا أنه يريد نصف ثمن الخبيئة وليس الخمس، وأنه يريد تعويضًا كبيرًا من العائلة على الأيام التي عاشها في سجن قنا، كما اختلف أفراد العائلة فيما بينهم: هل يواصلون بيع مكونات الخبيئة أم لا، غير أنه نشب خلاف كبير بين أحمد عبدالرسول وشقيقه محمد أدى لأن يقوم شقيقه محمد بأن يشكوه لدى مدير قنا لتنجح الخطة التي روت بعض تفاصيلها "الأهرام".


يقول فرنسيس أمين إن مدير قنا داوود باشا أرسل تليغراف للحكومة: "بعد أن تحققنا من مكان الخبيئة في القرنة يوم 25 يونيه الجاري ويضيف جدنا أنه ممر طويل يحوي أكثر من 30 تابوتًا وتماثيل وأشياء آخري"، مؤكدًا أن التوابيت يغطي أغلبها نقوش وأن وجود الثعابين المنقوشة يؤكد بأننا بصدد كشف، وأوضح داود باشا أنه لا يستطيع حصر الأشياء في هذا المكان إلا إذا استخرجناها خارجا من المكان".

كان خديو مصر على علم بالخبيئة من خلال ماسبيرو مدير مصلحة الآثار المصرية الذي كان متواجدًا في باريس آنذاك، مما جعل الحكومة تقوم بإرسال بروكش باشا وكيل المتحف للإشراف على العملية، ويوم 27 يونيه عام 1881م صدر الأمر من الخديو بأن يقوم بركش باشا مسؤل الآثار بالسفر إلى طيبة بصحبة مفتش منطقة الأهرامات الأرمني ماطفيان، والأثري المصري أحمد أفندي كمال السكرتير والمترجم بالمتحف، ومحمد عبدالسلام ربان مركب المنشية، وانطلقت البعثة يوم 1 يوليو، ووصلت قنا يوم 4 بعد الظهر، وكانت المفاجأة في انتظارهم، فقد قام داوود باشا بتسليمهم طرد من محمد عبدالرسول ومن بين الطرد الأواني الكانوبية للملكة أحمس نفرتاري و3 برديات جنائزية للملكة ماعت كا رع وأشياء أخرى، وكان هذا خبرًا سعيدًا يؤكد الكشف، فقام داوود باشا بتوكيل وكيله محمد بيه البيضاوي وموظفين المديرية ويوم الأربعاء 6 يوليه.

تحركوا لمكان الخبيئة - كما تقول "الأهرام"- حيث اكتشفوا أكبر خبيئة مومياوات ملكية، وتوضح "الأهرام" أنهم اكتشفوا 4 كتب تاريخية مكتوبة على ورق البردي وغيرها من التماثيل المهمة لأعظم ملوك مصر، كما قام الكثير من الرحالة الأجانب بإجراء حوارات مع أحمد الرسول حتى بعد وصوله لعمر 100 سنة، كما يؤكد الأثري فرنسيس أمين، لافتًا إلى أن أغلب الحوارات التي دارت معه لم يتم تسجيلها وفقدت للأسف.



#

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة