Close ad

تامر عبد الحميد الفائز بجائزة ساويرس: مسرحيتي عن "مانيكان" مطرود يحلم بالعودة لفتارين المحلات | صور

9-1-2018 | 15:44
تامر عبد الحميد الفائز بجائزة ساويرس مسرحيتي عن مانيكان مطرود يحلم بالعودة لفتارين المحلات | صورتامر عبد الحميد أثناء تتويجه بجائزة ساويرس
حوار - مصطفى طاهر

قال الكاتب والسيناريست تامر عبد الحميد الفائز بالمركز الثاني بجائزة ساويرس الثقافية، لأفضل نص مسرحي، عن النص المسرحي "كان يا مانيكان"، إن ما حمسه للبدء في كتابة النص، هو أن تلك التجربة تعيده للمسرح الذي يعتبره بيته الأول الذي نشأ به ممثلاً ومؤلفًا ومخرجًا، قبل أن يحترف كتابة السيناريو للتلفزيون والسينما.

موضوعات مقترحة

وأوضح أنه أنتج النص ضمن تجربة "بدأت منذ أكثر من عام، إذ كانت هناك منتجة متحمسة لإنتاج مجموعة من عروض مسرح القطاع الخاص، يقوم ببطولتها مجموعة من الشباب، على شرط أن تكون النصوص المسرحية متميِّزة ومتطورة تقنيًا، وتحوي أفكارًا مدهشة وطازجة، وكان الاتفاق يتضمن أن أقوم بكتابة وإخراج مجموعة من العروض، وأن أشرف على كتابة وإخراج بقية العروض".

كانت مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية قد أعلنت الليلة الماضية عن جوائز دورتها الثالثة عشرة في الفروع الأدبية المختلفة، وحصد خلالها تامر عبد الحميد جائزة المركز الثاني لأفضل نص مسرحي، عن النص المسرحي "كان يا مانيكان"، كما فازت الكاتبة "ياسمين إمام" بالمركز نفسه مناصفة مع عبد الحميد عن نصها المسرحي "فردة حذاء واحدة تسع للجميع".

دافع مختلف لخوض التجربة

ويضيف عبد الحميد في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام": إن مرونة المنتجة وطموحها هما اللذان أغرياني بفتح بوابة خيالي على اتساعها، ومن هنا جاء النص الأول في سلسلة النصوص هذه، وهو نص "كان يا مانيكان"، كوميديا فانتازية غنائية استعراضية، والمدهش أن الفكرة في الأساس كانت فكرة فيلم منذ أكثر من 10 أعوام، وظلت حبيسة الأدراج، وفي أثناء بحثي عن فكرة تصلح للمسرحية، ذكرتني زوجتي السيناريست والمونتيرة "نهى حسن" بهذه المعالجة، واكتشفت أنها بالفعل صالحة لأن تتم معالجتها في قالب مسرحي، مجموعة من المانيكانات تستغني عنها المحلات التي كانوا بها، وبشكل ما تدب الحياة في هذه المانيكانات، فيقررون الانخراط في الحياة لتحقيق هدفهم بالعودة لفتارين المحلات التي طردوا منها.

ويستطرد: ولم يٌكتب لتجربة الإنتاج هذه الاكتمال، وعادت المسرحية حبيسة الأدراج، إلى أن تم الإعلان عن فتح باب الاشتراك في جوائز ساويرس، وعادت زوجتي مرة أخرى لتحمسني للاشتراك، وهو ما حدث.

الرغبة في النشر

وعن طموح خروج المسرحية للنور، يقول تامر عبد الحميد: بعيدًا عن الرغبة في أن أرى هذا النص حيًا على خشبة المسرح، سواءً في عرض من إخراجي أو إخراج آخرين، فإنني أستعد لنشر المسرحية في كتاب بالتعاون مع صديقي الناشر عبود مصطفى، وذلك ليصبح متاحًا للمهتمين، وليزداد رصيدي من الكتب المنشورة إلى كتابين، بعد روايتي الأولى "رخصة إقامة للمسلمين" التي أستعد قريبًا لإصدار طبعتها الثانية، إضافة لعملي الحالي على ديواني الأول وروايتي الثانية، دون الإشارة إلى المؤلفات المتناثرة هنا وهناك من مقالات نقدية أو أعمال منشورة للأطفال سواء في كتب منفصلة أو في مجلات الأطفال العربية المختلفة شعرًا ونثرًا وقصصًا مصوَّرة، فحين يتعلق الأمر بالكتابة فأنا أعدها عالمي الرحب الذي أتنقل بين جنباته مكتشفًا ومجرِّبًا ومستمتعًا.

وعن خطوات ما بعد هذه الجائزة، يقول تامر عبد الحميد: ربما أتحمس لنشر نص مسرحي ما زال هو الآخر دفينًا، نصٌّ كُتب عام 2004، وهي مسرحية شعرية من فصل واحد أتمنى بالفعل أن تواتيني الفرصة لإخراجها وأيضًا لرؤيتها تُقدَّم على خشبات المسارح برؤى مختلفة.

الكتابة عالم رحب

وعن الكتابة يضيف تامر عبد الحميد: عودة على وصفي للكتابة بالعالم الرحب، فإنني أريد أن أستفيض، وأن أفرق بين أمرين: الكتابة بوصفها (طرائق لاستعمالات متنوعة للغة)، والكتابة الـ"درامية" تحديدًا. فإذا كنت ممن يفتنون باللغة كوسيط لنقل الأفكار، وأخوض دائمًا في مناطق جديدة منها بحثًا عن صوتي الخاص، وأتعامل مع اللغة بصفتها كائنًا حيًّا، فإن الوصف نفسه ينطبق على (الدراما) بقوالبها المختلفة، أنا من المغرمين بالدراما وبألعابها المختلفة، أستكشف في طرق السرد المتنوعة، وكما تشغلني اللغة بمكوناتها، تشغلني أيضا "الصورة" كعنصر رئيس من عناصر الدراما، وبسبب افتتاني بالصورة الذي لا يقل عن ولعي باللغة، جذبتني (السينما) كعالم آخر مازلت أحاول جاهدا أن أترك به بصمة ما.

ويتابع: ولا أعتبر مشاركتي مع صديقي المخرج محمد حماد في كتابة سيناريو الفيلم الروائي الطويل "الكيلو 56" الحاصل على جائزة المنظمة الدولية الفرانكفونية من ملتقى دبي السينمائي 2012، أو كتابتي سيناريو الفيلم الروائي القصير "ربيع شتوي" من إخراج "محمد كامل" الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان "كليرمون فيران" الدولي للأفلام القصيرة بفرنسا 2015 ومثل مصر في أكثر من 200 مهرجان دولي بأكثر من 53 دولة، والحاصل على 34 جائزة دولية حتى الآن، أقول إنني لا أعتبر هاتين التجربتين إلا خطوات أولى بسيطة مقارنة بما أصبو للوصول إليه بالفعل.

ولع الكاتب المسرحي بالصورة

وعن السينما أضاف عبد الحميد: في خطٍ آخر موازٍ لتجربتي في الكتابة، ما زلت أسعى لتحقيق فيلمي الروائي الطويل الأول كمؤلف ومخرج، وبسبب ولعي بالصورة على إطلاقها، فإن هناك مشروعًا ما زال جنينًا لتجربة (تشكيلية)، فأنا أومن أن الفن ليس عبارة عن مسارات تتقاطع أو تتوازى، بل هو وحدة واحدة، والفكرة يمكن التعبير عنها بكل الطرق ما دامت قد التزمت بتقنيات الوسيط الذي تتعامل من خلاله واستطعت صياغة فكرتك باستخدام آليات هذا الوسيط.

ويستطرد: ومن هنا فأنا أفكر جديًا –على المدى البعيد– في إقامة معرض فن تشكيلي، وإضافة لكل ما سبق، فأنا مستمر في تدريس كتابة السيناريو سواء عن طريق المحاضرات التي ألقيها في الجامعات والأماكن المتخصصة أو عن طريق حلقات برنامج (السيناريست) التي أقوم بإنتاجها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لا يمنع إطلاقًا أن أكمل عملي كسيناريست محترف سواء في مجال الكتابة للأطفال الذي لم أتوقف عن العمل به منذ عام 2006 أو في مجال التأليف التلفزيوني أو الإذاعي والإشراف على ورش كتابة المسلسلات، لدي الكثير لأقوله، ولا أعرف كم لدي من الزمن لأعيشه، ولذا أستغل كل ما يمكن استغلاله من الوقت لأعمل، وأجرِّب، وأكتشف، وكلما ازددت معرفة، ازددت فضولًا.

يذكر أن تامر عبد الحميد، من مواليد 24 سبتمبر عام 1977م، تخرج عام 2001 في كلية التربية بجامعة الأزهر في تخصص اللغة الإنجليزية، كانت بدايته مع مسرح الهواة حيث شارك في الكثير من العروض المسرحية في قصور الثقافة ووزارة الشباب والمسرح الجامعي خلال الفترة من 1998 حتى 2002، كممثل ومؤلف ودراماتورج وكاتب أغاني ومخرج ومصمم استعراضات ودراما حركية وسينوغرافيا، وشارك في العديد من المهرجانات على رأسها مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، ثم تفرًّغ للكتابة الدرامية والتلفزيونية إلى جانب عمله كصانع أفلام ومدرب ومحاضر لكتابة السيناريو وصناعة الفيلم، عمل كمسئول تحرير بمجلة باسم للأطفال في الفترة من 2011 إلى 2013، وشارك في العديد من المهرجانات السينمائية كعضو في لجان الاختيار والمشاهدة والتحكيم.


 

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة