Close ad

غزو الثلوج لمصر منذ 127 عامًا.. تعرف على أقوى أعوام الصقيع في العالم

5-1-2018 | 17:51
غزو الثلوج لمصر منذ  عامًا تعرف على أقوى أعوام الصقيع في العالمالصقيع في مصر
قنا - محمود الدسوقي
موضوعات مقترحة

عام 1891م أي منذ 127 سنة، ضربت موجة من البرد والصقيع عدة دول،  أدت لتجمد أجزاء من البحر المتوسط بالقرب من مارسيليا كما اتجهت موجة الصقيع لعدة دول عربية مثل؛ الجزائر وتونس.

الأمر الذي جعل صحف القرن التاسع عشر أن تنشر رصدًا للظواهر المناخية في العالم وأن يقوم عدد من الكتاب بكتابة جدول يحوي الأعوام التي شهدت موجة من الصقيع والتي أدت لتجمد الأنهار وارتبطت برياح باردة.

كانت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية حذرت اليوم الجمعة، من الرياح النشطة بسبب تداخل كتل غبارية قوية على الدلتا والقاهرة والجيزة وشمال الصعيد.

وأكدت الهيئة أن الرياح ستكون أقوى على السواحل الشمالية وثم الدلتا والقاهرة وأقل حدة على مدن شمال الصعيد، وأوصت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المواطنين بعدم الخروج من المنازل الساعات القادمة.

الدكتور لويس يوسف صابونجي، أحد رواد النهضة العلمية والأدبية والذي ألّف مؤلفات عن الثورة العرابية في مصر عام 1882م وتاريخ فتنة لبنان وسورية 1860م، والذي تولى رئاسة الطائفة السريانية في بيروت كتب مقالًا  مهمًا في مجلة المقتطف عام 1891م ساردًا الأعوام التي شهد العالم بها موجة من الصقيع والبرد كما تحدث عن الصقيع في عام 1891م.

قبل موجة الصقيع التي تحدث عنها صابونجي وفي عام 1887م فقد ضربت المنطقة العربية موجة من الصقيع جعلت الصحف تكتب عنه، تحت عنوان "برد الشام ومصر" حيث قالت "إن الصقيع والبرد يكون موجة أو مواجات توالت علي أوربا، وجانبا من غرب آسيا وعمت بلاد مصر أيضا فإن الأخبار الواردة إلينا أيضا من بلاد أوربا وبلاد الشام تؤكد، أن البرد في النواحي شديد والثلج متراكم وقد تزايد وقوعه في أواسط أوربا ويقال أن البلاد المجاورة كبلاد الألبا في سويسرا قد حل بها من الرزايا مالايوصف لتراكم الثلوج فيها وانسداد طرقها، وسقوط القلاع ودحا ريح الثلج جوانب من الجبال ".

قال صابونجي في مقاله النادر " إنه لا يحسب البرد بردًا إلا إذا تجمدت الأنهار وتجمدت الخمر في الدنان ويتشقق لحاء الأشجار لافتاً أنه في عام 1776م تسبب البرد في تجمد نهر السين بباريس ونهر الراين بألمانيا ونهر المسيسبي بأمريكا ونهر دجلة وفي عام 1891م تجمد نهر السين بباريس و12 نهراً آخرين في دول مثل أسبانيا وتركيا وتجمدت أجزاء من البحر المتوسط بالقرب من مارسيليا وتساقطت الثلوج في تلمسان بالجزائر وفي تونس ووصلت درجة الحرارة لمعدلات متابينة تحت الصفر في دول مثل فرنسا وموسكو وغيرها من الدول.

وأكد صابونجي أن الريح الباردة المتشعبة بالبرودة تؤدي لحرق الوجه واليدين لافتا أن دور البرد في الأرض هي دورة طبيعية ثم استرسل في شرح أقوال العلماء مؤكداً أن بعض العلماء أكدوا أن البرد في أوربا هذا العام يعادل برد القطب الشمالي منذ 20 قرناً مضت.

من الأمور الغريبة التي لاحظها العلماء في الصقيع كما يقول صابونجي أن الحيوانات والنبات تعرف قدوم الشتاء الشديد لذا لاحظ العلماء أن وبر الخيول في أمريكا ازداد أكثر صرامة وقوة عما قبل كما صار فرو الثعالب والأرانب أشد كثافة وهذا دليل علي أن الطبيعة تدير نفسها بحكمة بالغة لاتدركها عقول البشر القاصرة.

إنه بعد 43 سنة وفي عام 1934م طالتها موجة من الصقيع في شهري يناير ونوفمبر، أدت لتساقط الثلوج الذي وصفه الأجانب آنذاك، بأن ثلج أوروبا لن يضاهي ثلوج القاهرةوقال الأثري فرنسيس أمين لــ"بوابة الأهرام " إن الباحث هرولد ريستن رصد في كتاب نادر لم يترجم حتي الآن حكايات أهالي القاهرة في موج الصقيع التي أدت لتساقط الثلوج علي أهرامات الجيزة وبالقرب من تمثال أبوالهول.

ويضيف فرنسيس، أن الكتاب النادر والذي لم يترجم للغة العربية، رصد كيف أن المصريون يرتدون الملابس الثقيلة أكثر من الأوربيين في موجة الصقيع النادرة التي طالتهم، كما رصد احتفال الجاليات الأوروبية التي كانت تعيش بكثافة في مصر احتفالاتهم بأعياد الميلاد كما رصد ارتفاع سعر الدفايات كما قامت الجمعيات الأهلية بحث المواطنين علي التبرع بالبطاطين للفقراء، وقامت الحكومة بإنشاء نظام معونة الشتاء بسبب سقوط ضحايا جراء نشوب حرائق هائلة، بسبب محاولة المواطنين التغلب علي الصقيع بالتدفئة وإشعال النيران.


٠٠

٠٠
كلمات البحث
اقرأ ايضا: