قال د.أنور مغيث، رئيس المركز القومي للترجمة، إن الترجمة تستحق أن نحتفي بها في ثقافتنا المعاصرة، "لأنها مهمة وهشة، وهي هشة لأنها تحتاج لدعم الدولة".
موضوعات مقترحة
جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات يوم المترجم، الذي ينظمه المركز القومي للترجمة، اليوم الخميس، وذلك بقاعة "طه حسين" بالمركز القومي للترجمة، وشهدت هذه الجلسة الافتتاحية مشاركة كل من: المترجم الفلسطيني صالح علماني، والمترجم المصري محمد حمدي إبراهيم، الذي ألقى كلمة المترجمين.
وأشار مغيث في كلمته إلى أن دعم الدولة للترجمة كان "سنة بدأها الخليفة المأمون بإنشاء بيت الحكمة للترجمة في بغداد"، وفي العصر الحديث، يقول مغيث: عرفت مصر ٣ محطات مهمة لدعم الدولة للترجمة في العصر الحديث ارتبط كل منها بواحد من المفكرين، وهي: تأسيس مدرسة الألسن على يد رفاعة رافع الطهطاوي، ثم لجنة التأليف والترجمة والنشر برئاسة طه حسين ومشروع الألف كتاب، وأخيرًا المشروع القومي للترجمة وتأسيس المركز القومي للترجمة على يد د.جابر عصفور.
وأضاف مغيث، أن المركز لا يسعى لما وصفه بـ"احتكار الترجمة" مشيرًا إلى أنه يسعى لتوسيع النشر المشترك مع دور النشر.
ويرى مغيث، أن الترجمة تمثل "مهمة لا غنى عنها لمواجهة التعصب الديني الذي يتزايد يومًا بعد يوم"، مضيفًا: ونأمل في تجاوز هذه الظروف لنتجاوز النظر إلى الترجمة بصفتها مجدية وننظر لها بصفة ممتعة.
وفي كلمته تحدث المترجم الفلسطيني صالح علماني عن مصطلح "خيانة الترجمة"، الذي يرتبط بصفة دائمة بما تقتضيه الترجمة من أمانة، مشيرًا إلى أن "ترجمة الكلمة بالكلمة انتهت ولم يعد لها وجود".
ولفت مترجم "مائة عام من العزلة" إلى أن "الأمانة تتحقق في الترجمة عندما تتحقق قراءة العمل المترجم بالسلاسة والسهولة اللتين كتب بهما العمل الأصلي، وذلك حين لا يلحظ القارئ أن العمل مترجم عن لغة أخرى"، مضيفًا أن الترجمة: "كأية مهنة أخرى، لها أخلاقياتها"، والتي يرى أنها متعددة، وإن توقف عند صفتين رآهما أساسيتين وهما: النزاهة والحس السليم".
من جانبه قال محمد حمدي إبراهيم، إن المترجم هو "المبدع الثاني للنص المترجم بعد مؤلفه"، مشيرًا إلى أنه "يمنح النص رونقًا ويكسبه طلاوة، تجعل القراء يحسون أنهم يطالعونه في لغته الأصلية، دون أن يشعروا أن الترجمة تقف حاجزًا بينهم وبين العمل".
وأضاف: بحكم فطرتنا التي جبلنا عليها فقد جبلنا على الاختلاف القائم على التنوع، هناك اختلاف في ألواننا وأعراقنا وألسنتنا وديناتنا، غير أن ذلك لم يؤد لاختلاف مشاعرنا التي تنبع من طبيعتنا الإنسانية".
ويتطرق إبراهيم إلى الحديث حول "الأمانة في الترجمة"، قائلًا إن: المترجم مطالب بالوفاء للغة التي يترجم عنها بقدر وفائه للغته الأم، من هذا المنطلق فإن المترجم قادر على التحلي بالتجرد، كما أنه سوف يجد متعته في حب النص الذي ينقله وكذا النص الذي يبدعه عن طريق الترجمة.
ويرى إبراهيم أن: الترجمة أمانة جسيمة لا تقل عن الأمانة التي عرضها الله على قوى الكون وحملها الإنسان، فهي أمانة منح المترجم الفرصة كاملة ليتصرف فيها بحرية دون رقيب عدا ضميره الإنساني.
وتابع: حيث إننا نجتمع اليوم هنا في المركز القومي للترجمة، أحس أن الواجب الحق يقتضي أن نضاعف الجهد المبذول دائمًا لأن ما ينتظره المجتمع مازال أكبر حجمًا مما تحقق.
واستطرد: من جانبي قمت بترجمة الميثاق الدولي للترجمة وسلمته لاتحاد الكتاب عله يكون كفيلًا بتبصير المترجمين بحقوقهم.
ويختم محمد حمدي إبراهيم كلمته قائلًا: أود أن أوصي نفسي وكبار المترجمين بأن يمدوا الجيل الأصغر من المترجمين بخبرتهم، فهذا الجيل ما زال يتلمس طريقه نحو الإجادة، كما أهيب بشباب المترجمين إلى السعي إلى المعرفة أينما كانت، وإلى التزود بالخبرة أينما وجدت.