Close ad

"شعرية غياب المرجع".. الشرقاوي يقرأ القصيدة الحديثة "كثيفة الأشجار"

14-12-2017 | 11:28
شعرية غياب المرجع الشرقاوي يقرأ القصيدة الحديثة كثيفة الأشجارشعرية غياب المرجع
خالد عبدالمحسن

صدر حديثًا عن مؤسسة الانتشار العربي كتاب "شعرية غياب المرجع تفجير اللغة" للدكتور أبو اليزيد الشرقاوي، ويعد الكتاب ضوءًا كاشفًا ودليلاً لمرتادي شعر الحداثة والسائرين على دربهم مبدعين ونقادا ومحبين، فهو دراسة تلقي الضوء على شعرية غياب المرجع من خلال تفجير اللغة ومحاولة خلق لغة شعرية تحل محلها، معتمدا على الغموض والحلم وتقنيات أخرى.

موضوعات مقترحة

ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام؛ الأول: مدخل نظري وفيه سياحة ثقافية للبحث عن تفجير وهو المصطلح العربي الذي يشير إلى هذا الإجراء متتبعا بإيجاز رحلة فصل الدال عن المدلول من خلال تغييب المرجع.

أما القسم الثاني، فيعالج إجراءات غياب المرجع ويتوقف أمام الألعاب الشعرية التي يلجأ إليها الشاعر لتغييب المرجع، والفن كله ألعاب، وثمة من يدرس الأدب والنقد على أنهما فن لعبي.

فيما يتوقف القسم الثالث عند هذا الذي "يبحث عن الصورة في السجادة، "عن القارئ الذي يجهد نفسه ليفهم ويبني حمولة دلالية تجعله يمسك بصورة ما بالنص وكيفية حدوث ذلك هي إستراتيجية التلقي الذي يلائم هذا النمط من الكتابات الشعرية الطليعية.

مع دراسة الدكتور أبو اليزيد الشرقاوي "شعرية غياب المرجع" نراه يقف موقف الناقد الخبيرالمحايد، الذي يتناول القضية تاريخيا وتطبيقيا، ويعطي للجمهور حيثيات الحكم لكي يشاركه الجميع الرأي، فقد تابع غياب مرجعية لغة الشعر عدة عوامل منها الخصوصية للغة الشعر عن اللغة العادية، وتناول د.أبو اليزيد ذلك متتبعها تاريخيا قديما وحديثا، وتأثير المدارس الغربية على الشعر العربي الحديث، ومحاولة ايجاد تقنية جديدة للغة الشعرية تتناسب مع الاتجاه الحديث، ممثلة في: "الغموض والإبهام والصوفية الأسطورية"، وتتبع ذلك تطبيقيا على رأس اتجاه حداثي، في شعر محمد عفيفي مطر في ديوانه "رباعية الفرح"، وتناوله تحليلا وتنظيرا وتقعيدا، لكي يخدم دراسته "غياب المرجع".
إن دراسة د.أبو اليزيد ملاحة في ظل الأمواج المتلاطمة للاتجاه الحداثي وهي أيضًا تخدم المبدع والمتلقي بخلق جسور ومعابر تصل بين الاثنين ، فهي مرساة وميناء محايدة تعطي النقد الحق في أن ينير الطريق ويعطي الأدوات ويترك للمتلقي الحكم.
ولكي تكون الدراسة مثمرة أكاديميا، خرج بعدة خطوات وإستراتيجية للقراء لارتياد النص الحداثي، لكي ندخل عالمه نفهمه ونتذوقه، كي لايتهم بالإغراب والإبهام والأسطورية.
في كتابه، يتناول المؤلف عوالم الشعر الحديث كغابات كثيفة الأشجار مليئة بالكهوف والأسرار تحتاج إلى دليل يعرف دروبها ومسالكها ماهر بأحوالها يستطيع أن يصل إلى المراد دون مخاطرة، وإذا أردت الولوج إلى هذه العوالم لابد أن تكون مسلحا بالمعارف والخبرات التى تجنبك الدخول في متاهات الغموض الإغلاق وتبلغك السلامة.

هناك دراسات تناولت الشعر الحداثي تحزبًا له ودفاعا عنه وصلت إلى حد التعصب وأخرى اتهمته بالتغر يب والإغراب واللاشعرية، وقلما نجد من يقف على الحياد عارضا للمزايا والقصور دون الانتصار لفريق على حساب الآخر.

ومشكلة الحداثة والأصالة أنه لا تعارض بينهما إذا تناول القضية محام عالم بها، يعرف القوانين وينتصر للحق، أو جراح ماهر يستخدم كلتا الأداتين القديمة والحديثة بنفس المهارة في جراحته.


٫٫
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة