Close ad

إبراهيم فرغلي يحاضر في ميلانو عن "الجسد في الأدب العربي المعاصر" | صور

29-11-2017 | 12:43
إبراهيم فرغلي يحاضر في ميلانو عن الجسد في الأدب العربي المعاصر | صور إبراهيم فرغلي في ميلانو
مصطفى طاهر

أقيمت في متحف الثقافات بمدينة ميلانو الإيطالية، ندوة تحت عنوان "الجسد في الأدب العربي المعاصر" حاضر فيها الكاتب إبراهيم فرغلي، وأدارها الناقد د.وائل فاروق أستاذ النقد والأدب العربي في الجامعة الكاثوليكية في ميلانو.

موضوعات مقترحة

قدم وائل فاروق مدير الندوة، فرغلي بوصفه أحد المجددين في النص الأدبي، وقدم نبذة عن إصداراته الأدبية، ثم أوضح أن الأدب العربي المعاصر، الذي ولد نهاية القرن التاسع عشر، قد مر بمراحل تطور أدبية مثله في ذلك مثل الأدب الأوروبي: الواقعية، الرمزية، الرواية التاريخية، وأخيرًا ظهرت تيارات عادت للتقاليد السردية العربية، الممثلة في الفولكلور والتراث الشعبي والحكايات العجائبية والأساطير، وفي كل هذه المراحل والأنواع الأدبية، احتل الجسد مكانة أساسية.

وأشار د.وائل فاروق، إلى أن إبراهيم فرغلي بنصوصه الإيروتيكية، قد قدم تجارب ما بعد حداثية في تناول الجسد.

وقال إبراهيم فرغلي، في بداية المحاضرة: إن محاولة تتبع فكرة الجسد في الأدب والفن العربي على مدى النصف قرن الأخير، في الأدب وفي الفن التشكيلي، تكشف بشكل واضح أن هناك محاولات لإخفاء هذا الجسد، وتغطيته وتجاهله وقمعه، وبالرغم من اختلاف أسباب هذا الإنكار أو القمع للجسد، فإن الواضح أن ما يمكن أن تجتمع عليه تلك الأسباب المختلفة، هي حالة من الخوف من الجسد.

وقال الروائي المصري، إنه كانت هناك محاولات لجيل الستينيات مثل إحسان عبدالقدوس، ويوسف إدريس لإضاءة الجسد، لكنها تتراوح في مدى فنيتها ومدى كشفها للموضوع، ومن لبنان عرفت الكاتبتان كوليت خوري وليلى بعلبكي مثلا بجرأة تناولهما للموضوع بشكل فني وكلاسيكي.

وأشار فرغلي إلى تعرض الكاتب المصري نجيب محفوظ للجسد، كهدف من أهداف السلطة، تستخدمه كوسيلة من وسائل تهديد الحريات، وقهر البشر من خلال أجسادهم، حيث تناول مشاهد تعذيب المعتقلين السياسيين في فترة حكم عبدالناصر في روايته الشهيرة الكرنك، التي تحولت أيضا إلى فيلم سينمائي، وخصوصا ما تتعرض له الأنثى بشكل خاص، فهي لا تتعرض للتعذيب فقط بل تتعرض للانتهاك الجسدي الذي يمس مفهوم الشرف أيضا في المجتمع المصري.

وقال فرغلي، إن موضوع التعذيب أخذ شكلا آخر أشد تركيزا في روايتين مهمتين للكاتب السعودي الراحل عبدالرحمن منيف هما شرق المتوسط وشرق المتوسط مرة أخرى، وتعرض فيهما للقسوة الشديدة التي قام بها السجان في أكثر من بلد عربي لقمع المعارضين، وسلط الضوء بقوة على هذا الموضوع، وهو ما تعرض له أيضا الكاتب المغربي الطاهر بن جلون في تلك العتمة الباهرة، لكن الجسد كموضوع للتحرر واكتشاف الذات ومحاولة التعرف على رغباته، للأسف أتت دائما، إما كرد فعل على الكبت وقمع الجسد، فتكتب بطريقة فجة ومباشرة، أو بطريقة مجانية تبدو كأنها كتابة تجارية موجهة لجمهور واسع، يسعى للتلصص والفضائحية وليس استخداما فنيا للجنس والجسد.

وأشار فرغلي إلى أن اللافت أن هناك دائمًا إجابات كلاشيهية يبرر بها من يتناول موضوع الجنس بشكل غير مبرر فنيا، بأن ذلك أمر معروف في الأدب العربي، ويذكر ألف ليلة وبعض كتب التراث التي كانت تتناول فعل الجنس، ووصف أعضاء المرأة بصراحة إلى آخر هذه الجوانب التراثية، والحقيقة طبقا لتقديره الشخصي أن تلك المدونات كانت مدونات برنوغرافية وليست إيروتيكية، بمعنى أنها تقترب من فكرة فعل الجنس المحض كفعل لذة محض، بينما الإيروتيكا تختلف تماما، من حيث مقاربتها للون ما من الشعر في الموضوع، اي ربطه فنيا بالجسد.

من المقرر أن يحاضر "إبراهيم فرغلي" للمرة الثانية، غدا الخميس 20 نوفمبر، في الجامعة الكاثوليكية بميلانو، في حلقة نقاشية تحت عنوان "الميتا رواية بوصفها سلسلة ألف ليلة"، ويتحدث فيها عن تجربته الروائية وخصوصيتها فيما يتعلق بالكتابة داخل الكتابة، وعلاقة ذلك بالنصوص التراثية العربية وخصوصا ألف ليلة وليلة.


٫٫٫٫

٫٫٫٫

٫٫٫٫
كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة