Close ad

كيف رسم تلاميذ مصر نهر النيل ومنابعه بإفريقيا؟ | صور

19-11-2017 | 19:32
كيف رسم تلاميذ مصر نهر النيل ومنابعه بإفريقيا؟ | صورإحدى خرائط التلاميذ
محمود الدسوقي

عام 1925م أي منذ 92 سنة، رثي الطالب أحمد محمد خليفة، بمدرسة أم عباس الثانوية بالقاهرة، في كراسة الجغرافيا، الزعيم سعد زغلول قائلاً "الرئيس الجليل سعد باشا زغلول، كأنه ملك أنزل من السماء رحمة لسكان وادي النيل من منبعه إلي مصبه (نصره الله أمين ) الأوفياء أحمد خليفة.

موضوعات مقترحة

استمر خليفة طالب مدرسة أم عباس في رسم خرائطه التي أظهرت الطرق البرية والبحرية لحركة التجارة بين مصر والعالم أجمع، رغم بكائه الحاد علي سعد زغلول، ووضع بكاءه في الكراسة الجغرافية النادرة، وبعدها بـ20 عامًا، كان علي الطالب صبحي بضيف كال في الصف الثالث الثانوي، بمدرسة الأمير فاروق الثانوية في العام الدراسي 1943م 1944م، أن يرسم ذئباً بحجم كبير، بالقرب من خريطة الطقس في إفريقيا.

قام معلمه، ويدعى حسن، بتعنيفه لخطئه في تقدير المرتفعات في تضاريس حوض النيل "فأعطاه درجة صفر، رغم اتقانه رسم بحيرة فيكتوريا، وتقدير الارتفاعات فوق سطح البحر، والتي وضعها في مربع كبير فوق البحر الأحمر، إلا أن التلميذ استمر يرسم الخرائط، ويرسم مايهواه من رسومات أخرى مازالت تحتويها كراسته النادرة.

وتنشر بوابة الأهرام " مجموعة من رسومات الطلاب النادرة، والتي أصبحت تنتمي لعلم الجغرافية التاريخية، حيث تظهر الخرائط قيام الطلاب بكتابة درجة الحرارة في شهر يوليو، بالقرب من بحيرة فيكتوريا، حيث كانت تبلغ مابين 22 و24 درجة مئوية، بالإضافة لمتوسط درجة الحرارة في الخرطوم، والأبيض خلال شهر يناير، وهي الخرائط التي حازت علي 9 درجات من 10، من خلال المعلم الذي أشرف علي تصحيحها.

كان التلميذ المصري في المرحلة الابتدائية في عام 1944م، أي العام الذي رسم الطالب صبحي  كل الخرائط الجغرافية لنهر النيل، أن يجيب علي سؤال، كيف نشأ الأسطول المصري في عهد محمد علي ؟ وماهي الخدمات التي أداها الأسطول في حروب ذلك العهد، وكان علي الطالب بالمرحلة الابتدائية، أن يجيب برواية المؤرخين الذين سردوا قصة قيام محمد علي باشا ببناء الأسطول، منذ شرع محمد علي باشا في قطع أشجار التوت والنبق في الوجهين البحري والقبلي، واستخدم 10 آلاف من الإبل، والجمال، لنقل الأخشاب، ومنها أخشاب من الأناضول، وهي الإبل التي مات منها الكثير، وهي تنقل الأخشاب.

كما كان علي التلميذ في المرحلة الابتدائية، الذي تدرب علي رسم الخرائط الجغرافية، أن يرسم خريطة يظهر فيها توزيع الأمطار في الوجه البحري بمصر، كما عليه أن يجيب علي سؤال أهمية القسم الشرقي من الولايات المتحدة ؟ وشهرة أنقرة في صناعة السجاد، وشهرة ليون بالحرير، وقيام صناعة السكر في الوجه القبلي، وأهمية مصر للملاحة الجوية.

الطالب صبحي، تدرب جيدًا علي علم الخرائط في المرحلة الابتدائية، استخدم أيضًا عددًا من ألوان الخشب، لتوضيح نباتات حوض النيل حيث ظلل مزروعات، وادي النيل، والأعشاب الصحراوية، والسفانا الخشنة، والسفانا المكشوفة، ونباتات المستنقعات، والسفانا العالية مع غابات المنطقة الجبلية، حيث حاز علي درجة 9 من 10 بسبب دقتها المتناهية.

في خريطة النيل وأسمائه، وأنهاره، والتي أحاطها طالب مدرسة الأمير فاروق برسومات لنساء، وصف الطالب كافة أسماء نهر النيل من منابعة في إفريقيا، حيث يطلق عليه النيل في مصر، والنيل النوبي، الذي يجري في السودان، والنيل الأبيض، والنيل الأزرق، والسوباط وبحر الغزال، وبحر الجبل، وهي الخريطة التي حاز عليها التلميذ بدرجة قليلة تبلغ 7 درجات ونصف من معلمه، الذي كان يكتفي بالتوقيع باسمه الأول حسن فقط.

وأوضح إسلام أحمد محمد، خبير بتطوير مناهج الدراسات الاجتماعية بقنا لــ"بوابة الأهرام" إن عدد التلاميذ في مصر كانوا يبلغون في عام 1925م، أي العام الذي رسم الطالب أحمد خليفة، خرائطه، ورثي الزعيم سعد زغلول، نحو مليون طالب، حسب تقارير وزارة المعارف آنذاك، لافتاً أن دستور عام 1923م، نال التعليم منه نصيبا، حيث كان الدستور يظهر كفاح المصريين في التعليم ضد الاحتلال الإنجليزي، الذي وضع قيودًا علي التعليم، وجعل الشعب يعيش حياة الجهل والتخلف، فقد نصت المادة 18 منه، أن يكون تنظيم التعليم بالقانون، فيما نصت المادة 19 من الدستور، أن يكون التعليم الأولي إلزامي للمصريين، من بنين وبنات، وهو مجاني في المكاتب العامة، حيث تم إنشاء 127 مدرسة للتعليم الابتدائي في المحافظات.

وأضاف خبير المناهج التعليمية بقنا، أن عددًا من الكراسات التي كان يرسمها الطلبة، ويستخدمونها موجودة في المتاحف العالمية، مثل المتحف الإثنوغرافي بهولندا، والذي يضم كراسة رسم نادرة لطالب في المرحلة الابتدائية، لافتًا أن التعلیم المصري ظل بعد ثوره 1919م، یحتل الكتاب المدرسي فیه الحیز الأكبر، ورغم قلة عدد المدارس، والمتعلمین، فإنه ركز على الجانب المعرفي، وأھمل الجانب المھاري والوجداني" كما كانت ھناك عدة مدارس، كانت في مصر منھا المدارس الأجنبیة، التي كانت منفصلة ولا تتبع وزارة التعلیم (المعارف) كما أن نسبة الأمیة كانت مرتفعة جدًا، وتصل لنحو 98 % في عام 1912م.

وأوضح، أنه في فترة الأربعینیات "استطاع عمید الأدب العربي، طه حسین، أن یعطي للتعلیم المصري قبلة الحیاة بشعاره "العلم كالماء والھواء.


..

..

..

..

..

..

..
كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة