Close ad

مبدع متعدد المواهب أنصف شكسبير.. "جوجل" يحتفل بذكرى ميلاد صمويل جونسون

18-9-2017 | 18:24
مبدع متعدد المواهب أنصف شكسبير جوجل يحتفل بذكرى ميلاد صمويل جونسون صمويل جونسون في احتفالية "جوجل" بذكرى ميلاده
محمد فايز جاد

يعد الشاعر والناقد صمويل جونسون، الذي يحيي محرك البحث "جوجل" اليوم الإثنين، الذكرى 308 لميلاده، واحدًا من أبرز الأسماء في تاريخ الأدب عالميًا وليس في إنجلترا وحدها.

موضوعات مقترحة

إسهامات عديدة قدمها جونسون، الذي ولد في 18 سبتمبر عام 1709 في ليتشفيلد بإنجلترا، تجعل من الصعب حصره في إنجاز واحد من إنجازاته الأدبية المتعددة. عاش صمويل جونسون الطفل حياة قاسية، بدأها بعدوى أصابته كان أخف آثارها أن تركت تشوهات على وجهه، فيما أصابته بعد ذلك بالعمى في إحدى عينيه، والصمم في إحدى أذنيه.

كابن لأحد بائعي الكتب نشأ الطفل صمويل في مناخ سمح له بالاتصال بالوسط الثقافي، والتعرف إلى أسماء أبرز الكتب وكتابها. في 1717 أرسله والداه ليدرس في مدرسة القواعد حيث تعلم اللغتين اليونانية واللاتينية. بيد أنه لم يتمكن بعد ذلك من إتمام دراسته في أوكسفورد، التي بدأها في 1728، حيث لم يقض فيها سوى 13 شهرًا ترك الدراسة بعدها بسب افتقاره للمال الكافي.

في 1738 التحق جونسون بمجلة "The gentleman" كمحرر، ولكنه خلال تلك الفترة عمل على عدد من الترجمات، بالإضافة لكتابة السيرة الذاتية لعدد من كبار الكتاب الإنجليز. وفي العام نفسه نشر قصيدته الشهيرة "لندن" التي سار فيها على نهج هجائية الشاعر الروماني جوفينال، التي وجه فيها انتقادًا للحكومة برئاسة روبرت والبول آنذاك.

أما أعظم أعماله الشعرية فجاء في 1749 حيث نشر قصيدته "غرور الآمال البشرية" التي تقدم رثاءً لأحلام البشر، وهجاء لغرورهم في ظنهم إمكان العثور على أحلامهم في الوقت نفسه.

ورغم ذلك فإن جونسون يحظى باهتمام بأعماله النثرية يفوق الاهتمام بأعماله الشعرية. في عام 1755 نشر صمويل جونسون عمله الذي خلده كواحد من أكثر الكتاب والمفكرين تأثيرًا، وهو قاموسه الذي استغرق في كتابته نحو 8 سنوات. ورغم أن قواميس لا حصر لها نشرت قبل جونسون، فإن قاموسه يعد الأكثر أهمية، بل ويعد القاموس الذي غير نظرة العالم لفكرة كتابة القواميس إلى الأدب، بالإضافة لتأثيره على اللغة الإنجليزية نفسها.

أنجز جونسون قاموسًا شديد الغنى والتكثيف، يتتبع الكلمة في مراحل تطورها المختلفة، واستخداماتها في الأوساط المختلفة وبمعانيها المختلفة. كما دعم جونسون قاموسه بعدد من الأبيات الشعرية، والأقوال المأثورة للحكماء والشعراء المتحدثين باللغة.

كان صمويل جونسون في حاجة لدفع تكاليف جنازة والدته التي رحلت في 1759، لذلك كان عليه أن يكتب شيئًا يتقاضى عنه أجرًا، لدفع التكاليف، فأنتج عمله السردي "راسلاس أمير الحبشة" الذي خرج من هذه المعاناة ليضيف الكثير لاسم جونسون.

تروي راسلاس أمير الحبشة حكاية الأمير الحبشي الذي قرر أن يخرج في رحلة هو وشقيقته بحثًا عن "خيار الحياة"، ليقابلا أصنافًا من البؤس البشري المتمثل في الأساس في العبودية.

يطرح صاحب "غرور الأماني البشرية" في قصته رؤيته لظاهرة العبودية، والبؤس الذي يقع على من يعانون العبودية. ولقيت قصته، التي حفلت بالطبع بقدر غير قليل من الوعظية متأثرة بظروف عصرها والألوان الأدبية المنتشرة آنذاك، لقيت دعمًا وترحيبًا من المتحمسين للتخلص من نظام العبودية.

كناقد يعد صمويل جونسون أحد الأصوات المهمة، التي لم تؤثر في الشعر فقط، وإنما في المسرح كذلك، بخاصة حين تناول أعمال شكسبير التي ظلت لفترة طويلة محل جدل نقدي. كان النقاد، تبعًا لقواعد النقد النيوكلاسيكي، يعيبون على شكسبير عدم التزامه بالوحدات الثلاث التي وضعها أرسطو، والتي تنص على وحدة الحدث، وحدة الزمان، وهي ألا يتجاوز الوقت الذي تدور فيه الأحداث يومًا واحدًا، ووحدة المكان.

ولكن شكسبير لم يلتزم بهذه القواعد -التي كانت مقدسة بخاصة لدى الكلاسيكيين ويعد الخروج عنها خطأ جسيمًا ينفي عن المسرحية انتماءها للجنس الفني- في الكثير من مسرحياته التي تنقل فيها شكسبير من مدينة لأخرى مثل "أنطونيو وكليوبترا" أو التي يمتد فيها الزمن الاعتباري للأحداث لأيام طويلة.

كان جونسون من أشد المدافعين عن شكسبير؛ حيث رأى أنه لا مبرر للالتزام بالقواعد الكلاسيكية التي وضعها أرسطو تبعًا لظروف عصره، والغرض والمناسبة التي تقدم فيها الأعمال المسرحية في زمنه.

في 13 ديسمبر من عام 1784 رحل صمويل جونسون عن عالمنا بعد أن خلد اسمه كواحد من النقاد والشعراء المؤثرين في تاريخ الأدب، والذين أضافوا كثيرًا للإنسانية، ليحتفل العالم كله اليوم – ممثلًا في مستخدمي محرك البحث الشهير- بذكرى ميلاده.

كلمات البحث
اقرأ ايضا: