يعقد أتيليه القاهرة، في السابعة من مساء اليوم الثلاثاء حفل مناقشة كتاب "بنت في حقيبة" للفنانة التشكيلية والكاتبة هبة حلمي، الصادر عن دار "العين" للنشر بالقاهرة، ويشارك في المناقشة كل من: د.سمير مندي، والروائي أحمد شوقي علي.
موضوعات مقترحة
وقالت هبة حلمي في تصريح لـ"بوابة الأهرام" عن تجربتها مع الكتابة: "لا يمكن فصل ثورة يناير 2011 وما تلاها من أزمة واحتقان عام وخاص عن بدء تجربتي مع كتاب "بنت في حقيبة" الذي كتبته بالتوازي مع معرضي (أولد سكول) الذي افتتح في ديسمبر 2015. كأنهما كانا جزءًا من الاحتياج نفسه للخروج من الأزمة الراهنة، وأفول الأمل ربما، مع استكشاف للحقيبة القديمة التي وجدتها في صندوق الذكريات في ركن الغرفة. بفتح الصندوق والنظرة بعين الحاضر على الكتابات القديمة ولدت الكتابة كأنها المرآة أو الوعي الذي يرى ويحلل ويتخيل ويهضم كل ما سبق من تاريخ اجتماعي وسياسي وشخصي؛ بهدف عبور الأزمة قد يكون.
وتضيف: الكتاب مبني بالأساس على ذكريات عبث بها الخيال والزمن معًا، كونت بها كتابًا يؤرخ لجيل عاصر التغييرات القاسية للهجرة الجماعية للخليج العربي من حقبة السبعينيات من خلال عين طفلة نشأت في بلاد النفط، ثم من خلال نظرة شابة يتكون وعيها بنفسها كأنثى وبوجودها الاجتماعي وتطور وعيها الطبقي والسياسي وحلمها الأوسع من الشخصي في التسعينيات، ثم ناضجة تحاول من مرآة الوعي تلك أن تتماسك وتواجه ظلام الثورة المغدورة.
يقول محمود الورداني في تقديمه لـ"بنت في حقيبة": غادرت هبة حلمي مقعدها أمام اللوحة وباليتة الألوان لضرورة فنية بلا شك. وفي آخر معرض لها "أولد سكول" كان هناك أكثر من بورتريه لها. وهنا أيضًا في نصوص هذا الكتاب تبحث عن نفسها. ليس في الأمر نرجسية مطلقًا، بل على العكس تمامًا. ربما كان ما أسرني في هذه النصوص بساطتها المتناهية، وانفتاحها على مختلف التأويلات. نصوص عصية على التصنيف، بقدر ما هي عصية على أن تصرح بشيء محدد أو محدود، فالكاتبة نفسها لم تصل إلى معان محددة.
ويضيف: قد تكون كتابة هبة حلمي إحدى محاولاتها للتصالح مع النفس، والوصول لما يشبه السلام عبر الكتابة، لذلك تلمس القلب وتحفر في الروح على نحو آسر. تبحث الراوية عن نفسها طفلة وامرأة وأمًا وفنانة منحازة للثورة والناس. تكتب هبة حلمي ما لم يكتب عن المرض والألم وجدة ومكة وعيادات الأطباء ومكابدات الحب والخوف. تكتب عن "متعة تقشير الجروح الغائرة"، عن تلك اللحظة التي "أحببنا فيها أنفسنا ونحن معًا، أحببنا أنفسنا كما نحب أن نكون" عندما أشرقت شمس الثورة للحظات. وأخيرًا: هذه النصوص كما كتبت هي في إحداها: "حنين لحلم لم يحدث أبدًا".