«الأوضاع في غزة وجهود مصر للاستقرار الإقليمي وإنفاذ المساعدات» تتصدر اتصال الرئيس السيسي و«روته» | الرئيس السيسي و«مارك روته» يتوافقان على أهمية ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كاف لقطاع غزة | الرئيس السيسي يحذر من أي عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي | خبير اقتصادي: ملف اللاجئين أحد أسباب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي | بايدن: قانون المساعدات لـ «إسرائيل» و«أوكرانيا» يحفظ أمننا ويجعل حلفاءنا أقوى | مندوب فلسطين بالجامعة العربية: الاحتلال استخدم سياستي الفصل العنصري والإبادة الجماعية رغم التحذيرات الدولية | الرئيس السيسي يناقش في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي الوضع بقطاع غزة وجهود مصر لوقف إطلاق النار | عضو بـ«المستوردين»: «مواد البناء» تضع مصر على قمة الدول المنتجة في الشرق الأوسط | وزيرالاتصالات: لا بد من حوكمة البيانات وتوافر الكفاءات الرقمية لجذب الاستثمارات فى مجال الذكاء الاصطناعى | توقيع اتفاق ثنائي في مجال النقل الجوي بين مصر وسلطنة عمان | صور |
Close ad

المترجم أحمد صلاح الدين: التجربة الإنسانية باتساع الأرض.. وأساطير جديدة في "حتى رحيل الروح"

16-8-2017 | 18:23
المترجم أحمد صلاح الدين التجربة الإنسانية باتساع الأرض وأساطير جديدة في حتى رحيل الروحالكاتب المترجم أحمد صلاح الدين
منة الله الأبيض

تجربة جديدة يطرق أبوابها الكاتب المترجم أحمد صلاح الدين، وهي تجربة الأدب الهندي، بعد الأدب الروسي وترجمات لأعمال البلاروسية سفيتلانا إليكسفيتش بعد حصولها على جائزة نوبل في الآداب العام الماضي.

موضوعات مقترحة

انتهى "صلاح الدين" من ترجمة رواية "حتى رحيل الروح" للكاتب الهندي الشاب دورجوي داتا، الترجمة عن اللغة الإنجليزية، وتصدر قريبًا عن دار الرافدين ببيروت، القاهرة، بغداد منتصف هذا الشهر.

دورجوي داتا المولود في السابع من فبراير عام 1987 هو مؤلف ستة أعمال بين الأكثر مبيعا في الهند، فقد باع أكثر من مليون نسخة من أعماله خلال الثلاث سنوات الماضية. ترتيبه الثالث في الهند بين الكتاب الأكثر مبيعًا وفق إحصائيات ايه سي نيلسين لمبيعات الكتب. دورجوي داتا من أكثر الكتاب شهرة في عالم الأدب في الهند وخارجها، تتميز شخوص رواياته بالكوميديا السوداء والواقعية، وهو من الكتاب المعروفين بالجرأة في كتاباته.

رواية "حتى رحيل الروح" هي أحد أهم روايات الكاتب الشاب، والتي حققت نجاحا كبيرا فور صدورها عام 2012. وهذه هي أول ترجمة عربية لأحد أعمال الكاتب الهندي الشاب. تتحدث الرواية عن مفهوم الحب كفعل وحالة، عن أثر أحداث الطفولة والعلاقة مع الأبوين على مسار حياة الناس، عن المواجهات المؤجلة التي تنحر في حياة البشر حتى تحدث.

تعرّف "صلاح الدين" على أعمال دورجوي داتا من فترة قريبة، ولما وقعت في يده رواية "حتى رحيل الروح" أعجبته كثيرا، وجد أنها ربما تكون فرصة جيدة لتقديم محتوى أدبي جديد للقاريء العربي في تجربة مختلفة.

إذ يقول خلال حديثه لــ"بوابة الأهرام": "بالطبع هناك شهرة كبيرة للسينما الهندية التي تتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة في مصر والدول العربية، لكن الأدب الهندي ربما لا يعرفه القارئ العربي جيدًا. وتمثل التجربة بالنسبة لي كمترجم مساحة جديدة اكتشف فيها هذا العالم من خلال الكلمة المكتوبة بواسطة كاتب شاب عصري يقبل على شراء أعماله أعداد كبيرة من القراء في الهند. وقد ساعدني على خوض هذه التجربة أن الرواية مكتوبة باللغة الإنجليزية لأني لا أعرف الهندية".

وحول معايير ترجمة النص دون غيره، يرى "صلاح الدين" أن مسألة المعايير في منتهى الأهمية، لأن نجاح مشروع ترجمة رواية ما من أدب ما يعتمد بالأساس على اختيار العنوان أو الموضوع كخطوة أولى، خاصة عندما تقدم كاتبا للمرة الأولى، لأن العمل الأول يعتبر بمثابة فتح حوار للتعارف بين الكاتب والجمهور المستهدف، لذا يجب أن يكون هادئا ومقبولا، لأن أحيانا يحدث أن يُقدم عمل ما لأحد الكتاب ولا يلقى قبول القراء، أو ربما يكون عملا ضعيفا من الناحية الفنية – ليس بالضرورة كل أعمال أي كاتب الأجنبي شهير أو غير شهيرة جيدة.

حتى من حصل منهم على جائزة نوبل – فتحدث مشكلة ويكون الانطباع الأول سلبيا. الأمر الآخر القيمة الفنية للعمل، فلا يجب أن يكون العمل بلا قيمة فنية أو ضعيف أدبيا، فلا جدوى من ترجمة مثل هذا العمل، حتى ولو كان حاصلا على جائزة كبيرة. بالإضافة إلى أن العمل مهما كان موضوعه هاما وملفتا، يفقد كل أو بعض قيمته نتيجة للصياغة الفنية الضعيفة أو المنقوصة، وفي الحقيقة لا يشترط أبدا أن يكون العمل المرشح للترجمة يتناول موضوعا يتماس مع الواقع في اللغة المترجم إليها، أو يتشابه معه، على العكس ترجمة الأجنبية التي تثري المحتوى العربي بحكايات مغايرة، أو تقدم طرائق فنية مختلفة في الكتابة في غاية الأهمية.

أما عن الفارق بين ترجمة الأدب الهندي والروسي، يرى أن الأمر يتعلق مبدئيا بكل ثقافة وخصائصها، تاريخها الأدبي، التطور الفني في كل منها، هذا في العموم. أما لو انتقلنا إلى الحديث على مستوى الكتاب، فهذا أمر آخر، فربما تتشابه موضوعات بعض الكتاب الهنود مع نظرائهم في روسيا المعاصرة، ولا يجب أن نغفل هنا البعد الإنساني للأدب، فهو منتج إنساني بالدرجة الأولى يخص الإنسان في كل مكان، حتى ولو كان العمل الأدبي يتحدث عن أمور شديدة المحلية. الكاتب الجيد في أي مكان بإمكانه أن يصنع عملا أدبيا مرموقا ينال تقدير قراء ونقاد الأدب في العالم. أما عملية الترجمة في ذاتها فلا اختلاف بين أدب وآخر، الاختلاف يكون بين النصوص.

في النهاية، لا ينشغل المترجم صلاح الدين بمسألة مقارنات التجارب الإنسانية في حياة الشعوب، لأن التجربة الإنسانية باتساع الأرض، ولكل شعب من الشعوب قصصه وأساطيره الخاصة وملامح تميزه عن غيره، الحكي منذ بدايات بناء التراث الشفاهي مرتبط بوجود الإنسان، يتنوع بتنوع الجغرافيا وطبيعة التجربة الإنسانية. في كلا الأدبين عظمة، رغم الشهرة الواسعة للأدب الروسي، خاصة منتجه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، إلا أن الأدب الهندي أدب لا يخلو من السحر منذ أيام قصص الفيدا والأساطير الهندية القديمة.
 

كلمات البحث
اقرأ ايضا: