منذ عام 2015م وحتى الآن، قام تنظيم داعش الإرهابي بتدمير عدة مواقع ومنحوتات أثرية، تحمل العديد من القيم الثقافية المختلفة من الناحية التاريخية، والأثرية، والمعمارية، وكذلك الفنية والجمالية في دولتي سوريا والعراق، ومنها ما كان مدرج ضمن لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو مثل مدينة الحضر وآشور والتي تدعى بقعلة الشرقاط وكالح بالعراق.
موضوعات مقترحة
كان تنظيم داعش، قام مساء أمس الأربعاء بتدمير المنارة الحدباء والتي بناها نور الدين زنكي، عندما أسس جامعه في القرن السادس الهجري، وجامع النوري أو الجامع الكبير أو جامع النوري الكبير هو من مساجد العراق التاريخية ويقع في الساحل الأيمن (الغربي) لمدينة الموصل.
وقال الدكتور عصام حشمت مدرس الترميم بجامعة جنوب الوادي بقنا وصاحب دراسة المئذنه الملوية بالعراق لــ"بوابة الأهرام "، إن من أبرز المواقع الأثرية التي دمرت على يد تنظيم داعش، الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد منذ يونيو من عام 2015م؛ مدينة النمرود وهي مدينة أثرية آشورية تقع جنوب شرق الموصل، كانت مرشحة للإدراج على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" للتراث العالمي، يعود تاريخها للقرن الـ13 قبل الميلاد، وكانت تعرف باسم "كلحو".
ومتحف الموصل؛ وهو ثاني أهم المتاحف بعد المتحف الوطني في بغداد، نشر التنظيم المتطرف في 26 فبراير 2015م شريطًا مصورًا، يظهر قيام عناصره بتحطيم آثار وتماثيل بعضها من نمرود وأخرى من مدينة الحضر الأثرية، التي يعود تاريخها إلى العهد الروماني، ومدرجة على لائحة التراث العالمي.
ومرقد النبي يونس؛ في 24 يوليو 2015م، حيث تم تفجير مرقد النبي يونس، وهو من أبرز المعالم في مدينة الموصل، بالإضافة لمكتبة الموصل، ففي فبراير من عام 2015م أُحرِقت الآلاف من الكتب والمخطوطات النادرة بمكتبة الموصل، ولم يتضح حجم الدمار الذي تعرض له مبنى المكتبة، حيث وصفت منظمة "اليونسكو" حرق الكتب كمرحلة جديدة من مراحل الحرب الثقافية التي يقوم بها تنظيم داعش.
وأضاف صاحب دراسة المئذنة الملوية أن التنظيم قام أيضا بهدم تمثال أبو تمام في يونيو من عام 2015م وهو تمثال ضخم للشاعر العباسي أبو تمام والذي يقع في حي الطوب بمدينة الموصل و الكنيسة الخضراء في مطلع أكتوبر من عام 2015م حيث تم تدمير "الكنيسة الخضراء" والتي تقع بمدينة تكريت كبرى مدن محافظة صلاح الدين والتي يبلغ عمرها حوالي 1300 عام ، والتي تعد شاهداً على المجزرة التي تعرض لها المسيحيون على يد المغول خلال العام 1258م.
كذلك مرقد الأربعين حيث تم تدمير "مرقد الأربعين" والذي يقع في مدينة تكريت والذي يضم رفات 40 جنديا من جيش الخليفة عمر بن الخطاب خلال الفتح الإسلامي لبلاد ما بين النهرين في العام 638هـ.أن ما يحدث بدولة العراق من تدمير للتراث من قبل دعاة الجاهلية " تنظيم داعش " يعد كارثة بكل المقاييس تهدد تراث الإنسانية وينم عن خطة ممنهجة لتدمير تراث العراق، أن ما حدث ومازال يحدث يعد مخالف لما نصت عليه اتفاقية لاهاي في 14 مايو عام 1954م لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح والبروتوكول الخاص به والتي طبقت لأول مرة في حرب عام 1967م بين مصر وإسرائيل.
وتساءل عصام حشمت لماذا لا نرى مؤتمرات دولية تعقد لإنقاذ تراث الدول العربية المهددة بالخطر كما حدث بأوروبا بعد ما أفاق العالم على تدمير لمواقع أثرية ببعض الدولة الأوروبية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لافتا أنه هناك بعض الأجراءات التي لابد من اتخاذها للحفاظ علي التراث الإنساني وهي:تحرك المؤسسات الدولية المعنية بالحفاظ على الممتلكات الثقافية للتكاتف لإنقاذ تراث الإنسانية المهدد والموجود ببعض الدول العربية مثل العراق وسوريا واليمن وفلسطين. كذلك سرعة توثيق وتسجيل المواقع الأثرية المهددة حتى يتم الرجوع إليها في حالة الترميم وإعادة البناء للمواقع التي دمرت.
مع رصد المواقع المتضررة من قبل تنظيم داعش بالاعتماد على الدراسة الميدانية. مع دراسة قوانين حماية الآثار وبيان مدى جدوى تطبيقها ودورها في حماية المواقع الأثرية والتراث الحضاري المهدد.