Close ad

من تاريخ الثورة العرابية.. كتاب نادر يضيع في حريق الإسكندرية.. والنديم متهم

1-6-2017 | 23:21
من تاريخ الثورة العرابية كتاب نادر يضيع في حريق الإسكندرية والنديم متهم قصة ضياع كتاب نادر في احداث ثورة عرابي
قنا - محمود الدسوقي

بعد واقعة ضرب الأسطول الإنجليزي لمدينة الإسكندرية في 11 يوليوعام 1882م، الذي عبرت عنه مشاهد مسلسل "واحة الغروب" المقتبس من رواية بالاسم نفسه للروائي بهاء طاهر، اندلعت في اليوم الثاني من المجزرة البشعة النيران في حي المنشية وانتشر الحريق بعد ساعة في بقية الأحياء الشعبية والأجنبية ليحترق كتاب "الوافي في تاريخ المسألة الشرقية وحرب الروس 1877م" لمؤلفه المحامي والصحفي السوري أمين شميل بعد مرور 3 سنوات على قيامه بطبعة في مطبعة "الأهرام" بالإسكندرية.

وجهت أصابع الاتهام في واقعة يراها المؤرخون لغزًا غامضًا في التاريخ المصري الحديث للثوار العرابيين بعد صمودهم ورفضهم الانسحاب من المدينة، حيث اتهم أحد شهود العيان عبدالله النديم بأنه شوهد يحمل مسدسًا ويقتل ثلاثة من الأوربيين ويؤكد أنه سيحرق المدينة هو ورفاقه، كما وجهت أصابع الاتهام للشهيد القائمقام سليمان سامي داود، قائد الآلاي السادس الذي كان متمركزًا في المدينة حيث اتهمه البعض أنه أمر جنوده بإحراق المدينة على أمل أن يحول الحريق دون نزول الإنجليز بها.

كان الكتاب الذي تعرض للحرق في حريق الإسكندرية 12 يوليو 1882م يتحدث عن حروب القرن التاسع عشر الذي وصفها الكتاب بأنها أطول حروب من يوم أن أعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية في عام 1877م ومنها حرب القرم التي اشتركت فيها مصر وأثبت الجيش المصري كفاءته العالية في عصر سعيد باشا.

وتم طبع الكتاب في مطبعة "الأهرام" سنة 1879م واحترق في حريق الإسكندرية ولم يبق منه إلا القليل في أيدي المشتركين، وبعض نسخ في يد المؤلف نفسه كانت موجودة في القاهرة عند الحريق وتقدر بـ113 نسخة.

وينقسم الكتاب إلي قسمين في 6 أجزاء: القسم الأول يختص بالمسألة الشرقية ويشتمل على 3 أجزاء من أول الإسلام إلى آخر الربع الأول من القرن الرابع نهاية خلافة الراضي الذي كان يمثل الخليفة رقم عشرين من الدولة العباسية، وكانت فيه أخبار الفتوحات وامتداد الإسلام شرقًا وغربًا ووصول القوة العربية إلى معظمها ثم ظهور الضعف والانقسام واستقواء العنصر الأجنبي مثل الفرس والسلاجقة الأتراك، وينتهي ذلك بخلاصة جامعة تاريخية عن ملخص ما تم في هذه المدة.

أما الجزء الثاني من الكتاب فهو يتحدث عن خراب بغداد في عهد المستعصم بالله ابن المستنصر السابع والثلاثين من العباسيين، وفيه ذكر الفرعين الإسلاميين الأسيوي والإفريقي، أما الجزء الثالث فهو يتحدث عن حروب التتار والحروب الصليبية وظهور الدولة العثمانية وتغلبها على الدول الإسلامية وعلى التتار مع شرح تاريخ الروس وما كان بينهم وبين آل عثمان من حروب إلى الخلاف الأخير الذي حدث في البوسنة والهرسك، ثم حرب الجبل الأسود ومؤتمر القسطنطينية والمداولات الدولية وتوضيح الحقد والبغض بين الروس والأتراك.

كما يتناول الكتاب الصور اللازمة من مشاهير ملوك وقواد ومدن ومواقع حربية واعتمد أشهر التواريخ القديمة والحديثة ولم يترك جهدًا في تحري المواد ورقم ما يثبت منها كل ذلك في عبارة في غاية الإيجاز خالية من التعقيد اللغوي.

وقام المؤلف بعد مرور 6 سنوات على حرق كتابه بنشر إعلانات عنه في الصحف المصرية، مؤكدًا أنه سيقوم بطبع جزئين من الكتاب، قائلًا: وقد فتحنا باب الاشتراكات فيه بسعر 43 فرنك للاجزاء الستة بعدد ألفي صفحة قطع نصف يدفع نصفها عند الاشتراك والنصف الآخر عند تسليم آخر جزء منه و30 فرنك لمن أراد الاشتراك في الأجزاء الأخيرة فقط.

وطالب الإعلان بقيام الجمهور من كبار الأعيان بمصر والمدارس بالاشتراك في هذا التاريخ "فإن التاريخ من أجمل علوم الأدب"، مؤكدًا أن "الذين سبق اشتراكهم في هذا التاريخ عن يد مطبعة "الأهرام" ممن دفعوا أو لم يدفعوا الاشتراك حتى الآن ستوفي لهم بمعونة الله تعالى حقوقهم، وعليه نوفيه حقوقنا، ومحل الاشتراك في مكتبنا بشارع عابدين قرب صندوق الدين في ملك حرم راتب باشا، وسنفتح إن شاء الله الاشتراك في أماكن آخري ونعلن عنها".




كلمات البحث
اقرأ ايضا: