Close ad

"واحة الغروب" و"لا تطفئ الشمس".. هل تحلق دراما رمضان بجناحي الأدب؟ | صور

26-5-2017 | 11:01
 واحة الغروب ولا تطفئ الشمس هل تحلق دراما رمضان بجناحي الأدب؟ | صورواحة الغروب
محمد فايز جاد

لطالما كان الأدب منهلًا مهمًا لصناع السينما والدراما التليفزيونية في العالم أجمع، ويضم تاريخ السينما والدراما العالميين أسماءً لأعمال تعد الآن من الروائع شهدت تعاونًا بين الأدب، خاصة الرواية، والفن المرئي.

وفي مصر تمخض التعاون بين الأدب والفن عن أعمال ما زالت محفورة في ذاكرة المصريين، مثل أعمال الأديب الراحل نجيب محفوظ التي شهدت فترة الستينيات على سبيل المثال تقديم عدد كبير منها كأفلام سينمائية، ثم قدمت بعد ذلك كمسلسلات تليفزيونية.

وبعد أن تراجع هذا التعاون لفترة ليست بالقصيرة عادت السينما تدريجيًا للأدب كمصدر لموضوعاتها، لنرى على سبيل المثال في 2010 "عصافير النيل" للمخرج مجدي أحمد علي، عن رواية بالاسم نفسه للكاتب الراحل إبراهيم أصلان، ثم "الفيل الأزرق" في 2014 للمخرج مروان حامد، عن رواية الكاتب أحمد مراد، وأخيرًا "هيبتا" في 2016 للمخرج هاني الباجوري، عن رواية للكاتب محمد صادق.

التليفزيون أيضًا يبدو أنه تنبه للأمر نفسه، حيث شهد التليفزيون المصري رمضان الماضي تقديم "أفراح القبة" لنجيب محفوظ من إخراج محمد ياسين، ليطل علينا الأدب هذا العام بعملين دفعة واحدة: "واحة الغروب" للمخرجة كاملة أبو ذكري، عن رواية بالاسم نفسه للروائي بهاء طاهر، و"لا تطفئ الشمس" للمخرج محمد شاكر خضير، عن رواية للكاتب الراحل عبد القدوس.

هذه العودة الكثيفة نسبيًا للرواية في الدراما التليفزيونية تطرح العديد من التساؤلات، منها سبب هذه العودة، ومدى تأثير ذلك على جودة العمل نفسه.

يرى البعض أن الفترات التي تعاون فيها الأدب مع الفن هي فترات ازدهار، الأمر الذي قد يشكل بارقة أمل بشأن تقديم أعمال ذات جودة عالية.

"الرواية في حد ذاتها ليست معيارًا".. هكذا يقول الناقد الفني طارق الشناوي لـ"بوابة الأهرام"، مضيفًا: لا يعني أن تكون بصدد عمل درامي عظيم لمجرد أن العمل الروائي عظيم.. الرواية قانون والدراما قانون.. هي تعطي احتمالًا لا شك، ولكنه ليس باليقين.

ويستشهد "الشناوي" بأعمال سابقة - قائلًا: هناك مثلًا "الكيت كات" عن "مالك الحزين" لإبراهيم أصلان، قدمها بشكل جيد للغاية المخرج داود عبد السيد كفيلم، وهناك "عصافير النيل" للكاتب نفسه عندما تحولت لفيلم، رغم أنها كانت تشبه الرواية تمامًا، حتى إنني أذكر أنه في التترات كان هناك اسم أصلان ككاتب حوار، ولكن لم تكن فيها روح السينما.

ويتابع: لذلك قد يقول البعض "السينما أصبحت بخير، أو الدراما، لأنها تتجه للأدب" ولكن ليس بالضرورة، هذا قانون وذاك قانون آخر.

ثمة أسباب أخرى قد تطرأ لذهن المتابع لهذا الاتجاه من صناع الدراما التليفزيونية نحو الرواية، من بينها ما حققته أعمال مشابهة من نجاح، كان آخرها "أفراح القبة"، العام الماضي، الذي حظي بشعبية كبيرة واهتمام جماهير ونقدي.

لا يتفق الشناوي مع هذا الرأي - قائلًا: لا أعتقد أن هذا السبب قائم.

ويرى صاحب "حلمي خارج السرب" أن الأمر يعود للمقومات الفنية للعمل نفسه، قائلًا: "أفراح القبة" نجح لأنه كان هناك سيناريو مكتوب بشكل جيد، والمخرج محمد ياسين أيضًا عامل مهم، فلا أظن أن الأمر بسبب اسم نجيب محفوظ، أو رواية نجيب محفوظ.

هذا الرأي يلقي الضوء أيضًا على ما قد يراه البعض من أن اسم العمل الروائي قد يعد عامل جذب للمشاهد، الأمر الذي قد يراهن عليه صناع الدراما التليفزيونية.

يقول الشناوي: أنت أمام شعب أيضًا لا يقرأ الروايات كثيرًا ولا يهتم بها، لا أتصور أن اسم إحسان عبد القدوس سيؤدي لرواج "لا تطفئ الشمس" مسبقًا، مع الأسف لا.

ويضيف: في الماضي كان اسم إحسان على أفيش السينمات يكتب بـ"البنط" نفسه الذي يكتب به اسم المخرج. ويتساءل: فهل ترى الآن اسم كاتب السيناريو أو القصة في حجم اسم المخرج؟ مجيبًا: لا.

ويستطرد: هذا يعني أن تغيرًا قد حدث، أي أن الجمهور نفسه لم يعد هو جمهور الماضي الذي قد يتوقف عند اسم نجيب محفوظ أو يوسف إدريس أو يوسف السباعي، أو غيرهم طبعًا من الأسماء الكبيرة.

بشكل عام ربما يبدو هذا أمرًا إيجابيًا، على الأقل سعيا وراء تقديم رؤى جديدة لأعمال أدبية مهمة، بالإضافة لطرح أسماء هذه الأعمال أمام جمهور التليفزيون، ولكن – كما يقول الشناوي- يتوقف الأمر على جودة العمل الدرامي، وهي المهمة المكلف بها صناع العمل أنفسهم، فماذا ستقدم الدراما التليفزيونية لجمهورها؟

لا تطفئ الشمس

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة