Close ad

استعدادات لنقلها للمتحف الجديد.. سر عجلات توت عنخ آمون يحير العلماء| صور

21-5-2017 | 18:50
استعدادات لنقلها للمتحف الجديد  سر عجلات توت عنخ آمون يحير العلماء| صور عجلة الملك توت عنخ آمون
محمد فايز جاد

تعد العجلات – التي اشتهرت باسم العجلات الحربية للملك توت عنخ آمون- إحدى المعالم البارزة لمقبرة الملك الفتى، التي اكتشفها هوارد كارتر عام 1922.

موضوعات مقترحة

وخلافًا لغيرها من مقتنيات الملك التي حوته مقبرته، التي تعد أجمل المقابر المكتشفة حتى الآن، وأكثرها اكتمالًا، حظيت العجلات باهتمام كبير سواء على المستوى المحلي أو العالمي لعدة أسباب، منها ما هو تاريخي، ومنها ما يخص سرًا من أسرار الملك.

وكانت وزارة الآثار، قد أعلنت أنه سيبدأ اليوم، الأحد، تغليف العجلة "الحربية" الخاصة بتوت عنخ آمون، والمعروضة بالمتحف المصري بالتحرير، تمهيدًا لنقلها للمتحف المصري الكبير بالجيزة؛ استعدادًا لافتتاحه الجزئي العام المقبل.

العجلات الحربية التي صارت إحدى رموز الحضارة المصرية القديمة، لم تكن حكرًا على الملك الفتى، رغم أن جمال العجلة المكتشفة في مقبرته لفت الأنظار، بالإضافة إلى أنها تعد من أوائل النماذج الكاملة المكتشفة؛ فلم تتوفر سوى مركبتين كاملتين قبل اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون. ولكن العجلة الحربية تضرب بجذورها في التاريخ المصري القديم.

مثلما فوجئ المماليك بمدافع الفرنسيين إبان الحملة الفرنسية، قائلين جملتهم الشهيرة "يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف" كما ذكر الجبرتي، فإن المصريين القدماء فوجئوا بعجلات الهكسوس الحربية التي مثلت عنصر تفوق عظيم للهكسوس على المصريين، أدى لاندحار المصريين أمامهم، وذلك عام 1650 قبل الميلاد. وكانت العجلة الحربية، التي طورها المصريون بعد ذلك، بخاصة في عهد سقنن رع، هي الوسيلة التي تفوق بها المصريون على الهكسوس في عهد أحمس.

أما فيما يخص عجلات توت عنخ آمون، فيرجح الباحثون أنها ليست حربية، إنما هي مركبات للصيد، وهو الأمر الذي جعلها ضمن قائمة المتهمين في مقتل توت عنخ آمون.

في عام 1968، وبعد أن أظهرت الأشعة السينية، أن هناك شرخًا في جمجمة الملك الفتى ظهرت احتمالة أن حياته أنهيت بشكل غير طبيعي، وكان القتل كان هو أول الاحتمالات. لكن في عام 2007 ذهب باحثون بريطانيون إلى فرضية جديدة، وهي أن الملك توفي جراء سقوطه من فوق إحدى عجلاته التي تعثرت، مما أدى لكسر إحدى ساقيه، ولما لم تكن هناك مضادات حيوية بعد، فإن هذا الكسر وما نتج عنه من جروح أدى لوفاة الملك.

وزير الآثار المصري الأسبق، د.زاهي حواس، اتفق مع ما ذهب إليه الباحثون، حيث صرح قائلًا آنذاك: السقوط من العربة هو ما خلف هذا الكسر في ساقه اليسرى، وهذا هو السبب في رأيي في وفاته".

وتأكيدًا لهذه الفرضية، قالت د.نادية لقمة، إحدى خبراء الآثار بالمتحف المصري آنذاك، إن "هذه العجلات كانت عجلات صيد ولم تكن عجلات حربية".

وظلت عجلات توت عنخ آمون في صدارة أسباب مقتل الملك الفتى لسنوات. وفي عام 2013، خرج باحثون من بريطانيا أيضًا، بتأكيد جديد لهذه الفرضية، حين أعلنوا في نوفمبر من ذلك العام، أن الأشعة تشير إلى أن الملك تعرض لحادث في غاية العنف، أدت لسقوطه على أحد جوانب جسده، مما أدى لتحطم بعض ضلوعه، وتعرض القلب لضغط عنيف، انتهى بوفاة توت عنخ آمون.

بيد أنه بعدها بعام واحد، وتحديدًا في أكتوبر 2014، خرج باحثون ليبرئوا العجلات من قتل توت عنخ آمون؛ فبعد الأبحاث التي أجريت على الجثة عبر أجهزة الحاسوب، قال الباحثون، إن كسرًا واحدًا من الكسور المتعددة في جسد الملك حدث قبل وفاته، وأن غالبية الكسور تمت بعد الوفاة.

وأضاف الباحثون آنذاك، أن مرضًا جينيًا يرجح أنه المتسبب في وفاة الملك، حيث ذهبوا إلى أن أبويه كانا شقيقين، الأمر الذي أدى لإصابته بمرض من الأمراض الجينية الناتجة عن زواج الأقارب، أدى لوفاته.

بالإضافة لذلك، نفى الباحثون إمكانية أن يكون توت عنخ آمون قد قاد العربة في الأساس، مستندين في ذلك للعاهة التي أصابت إحدى قدميه، حيث كانت إحدى ساقيه أقصر من الأخرى.

وخلال عرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون بنيويورك في 2010، اهتم الباحثون بالعجلات بشكل خاص، حيث وصفها ألبيرتو روفيتا، أستاذ هندسة الروبوت الإيطالي، بأنها كانت "فيراري ذلك العصر".

وأضاف روفيتا في تصريح لموقع NBC آنذاك، أنها كانت "أول آلة من نوعها تمزج بين مبادئ علوم: الديناميكا، الحركة المجردة، والتشحيم".


كلمات البحث
اقرأ ايضا: