صدر حديثًا عن دار بتانة للنشر بدولة الإمارات كتاب "سيمفونية البشر والحجر" للكاتب والباحث المصري محمد مندور.
يدور الكتاب حول آليات توظيف التراث لخدمة المجتمع، وكيفية تحقيق موارد كبيرة للدخل الاقتصادي من خلال التراث. ويحاول المؤلف وضع رؤية لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على التراث في آن واحد في إطار ما يسميه بـ"مبدأ الحفاظ على البشر والأثر".
موضوعات مقترحة
يقول مؤلف الكتاب محمد مندور إن التراث في حياة الأمم "ليس إلا سيمفونية رائعة الجمال شكلًا ومضمونًا، سيمفونية تكونت بتفاعل البشر مع الحجر، فالتراث جزء من تاريخ الأمم ومن واقعها الذي يجب أن يعاش مرة أخرى ليصبح جزءًا من نسيجها المعاصر والمستقبلي".
ويضيف مندور: كيف نوظف هذا التراث مع المحافظة عليه من أجل أن نعيش التاريخ وحكاياته هي المعادلة التي يجب أن نهتم بها في مختلف دول عالمنا العربي بشكل أكثر ليكون تراثنا جزءًا من عملية التنمية المستدامة، فالتراث هو نبع الحفاظ على الهوية الوطنية والعربية والإسلامية. ويتابع قائلًا "لا نتصور أن تتحول مدننا إلى متاحف مفتوحة للزيارات السياحية فقط ، بل نريد أن تعود تلك المواقع التي كانت تعج بالحياة قديمًا لتلك الحيوية التي كانت عليها في الماضي، لنرى التراث حيًا فيها - بكل مكوناته - وأن تساهم مناطقنا التراثية في صنع اقتصاد كبير، من خلال المهرجانات الفنية والثقافية والمواكب والاحتفالات الفلكلورية والحرف التراثية.
ويتابع: "انطلاقًا من أهداف المهتمين بهذه المبادئ، وهي الاهتمام بالأثر من أجل البشر، وتوظيف التراث والحفاظ عليه من أجل التنمية، حاولت في هذا الكتاب رصد فلسفة تطوير المناطق التراثية والحفاظ على التراث وحمايته وتفعيل دوره في برامج التنمية المستدامة، مع مراعاة حقوق سكان المناطق التراثية في الوقت نفسه. بخاصة أن مشروعات تطوير المناطق التراثية - وبشكل خاص القاهرة القديمة الأكثر اكتظاظًا بالسكان – ما زالت تحمل العديد من المشكلات والتحديات".