منذ أكثر من 70 سنة وصف جرجس الأب المكلوم في فقد ابنه الشاب الراحل أنطون أنه اعتراه اليتم، مطالبا في رسالة عذبة وجهها للجمعية الخيرية القبطية بعد أن تبرع بسرير لنجله في المستشفي القبطي أن يرحمه الله ويعجل بحياته كي يذهب لنجله في الدار الآخرة وأن يرتاح من عذابه.
قال جرجس في رسالته التي جعل عنوانها "زهرة الشباب المرحوم أنطون جرجس أنطون": لقد تركتني ياعزيزي يتيما وحيدا وليس لي في هذا العالم كله ما يعزيني ويهدئ أعصابي غير قراءة الإنجيل أو سماع الإنجيل.. صلِّ من أجلي يا أنطون وأتوسل إلي الله أن يرحمني ويعجل بيومي كي أراك وأتخلص من العذاب الأليم".
"تقبل يا عزيزي هدية صغيرة من والدك للثواب والذكري الخالدة وهو سرير دائم باسمك المحبوب لمعالجة الفقراء بالمستشفي القبطي ابتداء من سنة 1943م وأرجوك ياعزيزي أن تسامحني أن كنت تأخرت أو قصرت في إقامته في الوقت المناسب وتقبل تحية والدك العزيز".
يقول الباحث التاريخي أحمد حزين الشقري لــ"بوابة الأهرام " إن الجمعية الخيرية القبطية بدأ نشاطها باسم جمعية المساعى الخيرية لافتا إلى أنه في عام 1881م وقبل دخول الاحتلال الإنجليزي لمصر اجتمع عدد 30 قبطيا ومعهم الشيخ محمد عبده والشيخ محمد النجار وعبدالله النديم وقام عبدالله النديم بإلقاء خطبة فى هذا الاجتماع ، وانتخب المجتمعون بطرس غالى رئيساً فكان هو أول رئيس لجمعية خيرية للأقباط فى مصر ومن إنجازات هذه الجمعية أنهم أسسوا أول مستشفى أهلى وهو المستشفي القبطي "وقد تكلف وقتها 70 ألف جنيه".
ورغم أن فكرة إنشاء المستشفى القبطي الذي تبنته الجمعية والكنيسة المصرية بدأت في فكرته في أواخر القرن التاسع عشر، فإنه لم ينشأ إلا في عشرينيات القرن الماضي تحت إدارة الطبيب الشهير نجيب محفوظ، وقامت الحكومة المصرية بتأميمة في ستينيات القرن الماضي.
الجمعية التي كانت تصدر كل عام تقريرا مفصلا بأنشطتها قامت في عام 1943م أي منذ أكثر من 70 سنة بنشر تقرير مفصل عن أنشطتها حيث حوي التقرير النادر الذي تنشره "بوابة الأهرام" الراحلين عن الحياة الذين تبرعوا أو تبرع لهم أحد أفراد عائلتهم بسرير للمستشفي القبطي، كما احتفظ غلاف التقرير بصورة المؤسس بطرس باشا غالي حتي بعد رحيله عن الحياة.
الراحلة روجينا الخياط تبرع لها زوجها روبرت بك خياط ونجلها الصغير بعدد 2 سرير كصدقة لروحها في المستشفي القبطي بعد أن وصف الزوج والابن مجهودات الراحلة الخيرية التي جعلت المستشفي القبطي والمشغل البطرسي وجميعيات الشابات المسيحيات يعلنون الحداد لفقدها.
في عام 1942 انتقلت لرحمة الله شفيقة اقلاديوس قلته بعد حياة ملؤها العطف والحنان والمساهمة في مساعدة الفقراء والكنائس القبطية بمصر وأسيوط وقام أبناؤها أنور بك وموريس بك بنفقة سرير دائم باسمها الكريم لمعالجة الفقراء بالمستشفي القبطي ابتداء من سنة 1942م.
الأحياء أيضا ممن أصابهم مرض وتم شفاؤهم أعلنوا تبرعهم للمستشفي القبطي، حيث قام المهندس صليب بك حنا بالتبرع بنفقات سرير دائم باسمه لمعالجة الفقراء بالمستشفي القبطي بمناسبة شفائه ابتداء من سنة 1943م والجمعية شكرته.
موضوعات مقترحة
أما الخواجة روفائيل حنا وإخوته فقد تبرعوا بسرير دائم لوقفية والدهم الراحل وأكدت الجمعية أسفها الشديد علي أنها لم تتمكن من نشر صورة والدهم الراحل.
يُذكر أن تفجيرات إرهابية دموية استهدفت مساء أمس الأحد كنيسة مارجرجس بالغربية، ما أدى لاستشهاد 27 وإصابة 78 شخصا، كما استشهد 16 مواطنا آخر وأصيب 41 آخرون في تفجيرات إرهابية استهدفت الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.
الجمعية الخيرية القبطية الجمعية الخيرية القبطية الجمعية الخيرية القبطية الجمعية الخيرية القبطية