يقول المؤرخون إن الغازات السامة القاتلة ظهرت خلال الحرب العالمية الأولى 1914-1918م، حيث طورت ألمانيا قنبلة محملة بالغازات السامة أثناء الحرب، بعد تمكن فرنسا من اختراع قنبلة غاز مسيلة للدموع. تناولت الصحف والمجلات المصرية الصادرة في يونيو عام 1915م، مثل مجلة "المقتطف" ترجمات ومقتطفات من الصحف العالمية التي تناولت الغازات السامة التي كانت تلقيها ألمانيا على دول الحلفاء، والتي تسببت في موت الجنود. قالت "المقتطف" إن صحيفة "الطان" كشفت أن الألمان طوروا القنابل الخانقة منذ 3 أشهر، حيث تناولت الصحيفة تصريحات أحد الضباط الفرنسيين، الذي أكد أن القنبلة تؤثر في دائرة قطرها 1500 متر، حيث تؤدي لموت القريبين منها وتؤدي لحالات إغماء علي بعد 3 كيلو لمدة طويلة، وهي تحتوي على غاز البروم السائل الذي يتحول إلى غاز وقت انفجار القنبلة.في 22 أبريل من عام 1915م قامت ألمانيا بهجوم خاطف بقنابل الغاز، وكانت المادة الكيمائية مركبة من الكلور والفرمول والبروم، وقام الألمان باستخدام طرق مختلفة في إيصالها لأعدائهم، وهي إذا كانت الريح غير ملائمة رموها في خنادق الأعداء بأيديهم بآلات رافعة، أو يضعونها في منافخ كبيرة ويقذونها على نحو 100 متر، حيث كانت الغازات كفيلة بقتل الجنود. تناول المقال النادر تقرير مجلة "التايمز" البريطانية، وقيام الدكتور هلداين بالكشف عن الجنود الذين تعرضوا للغازات الألمانية، حيث أوضح تقرير الطبيب البريطاني أنه شاهد الجنود يجاهدون للتنفس، وقد ازرقت وجوههم، و"ثبت لي أن الضيق وعدم التنفس ناشىء عن التهاب شديد في شعب الرئة لاستنشاقهم غازات مهيجة".أحد المصابين من الفرقة العسكرية الكندية كتب مشاهداته قائلًا: "وجدت 42 جنديًا منطرحين أرضا بفعل الغاز، وقد فعل بي الغاز فعلًا شديدًا فشعرت كأني عاجز عن التنفس".و"غاز الكلور الذي استخدمه الألمان في صنع الغازات السامة هو غاز أصفر مضرب للخضرة، أثقل من الهواء، وإذا استنشقه الإنسان شعر بالاختناق، وإذا وصل للأغشية المخاطية أحدث فيها التهابًا، وهو أشد الغازات لقتل الجنود في الحرب، أما البروم فهو أثقل من الكلور، وهو سائل أحمر أقرب للسمرة، وهو شديد التهييج، وهو سريع التبخر يغلي على درجة حرارة تقدر بـ63 درجة مئوية".صحيفة "الطان" تحدثت عن تصريحات مخترع بارود البالينت الفرنسي، الذي أكد أن الغاز الذي استخدمه الألمان من البروم وثاني أكسيد الكربون، مضيفًا ان العلاج النافع من تأثيرات الغازات السامة هو القلويات، موصيًا الجنود باستخدام الأمونيا، وطلبت إنجلترا من النساء وضع الكمائم التي تربط على أفواه الرجال وأنوفهم لوقايتهم من الغازات السامة، حيث الكمائم تصنع من القطن المجدول".