يقول الشاعر الراحل حافظ إبراهيم في قصيدته "الأم مدرسة:
لَيسَت نِساؤُكُمُ أَثاثاً يُقتَنى
في الدورِ بَينَ مَخادِعٍ وَطِباقِ
تَتَشَكَّلُ الأَزمانُ في أَدوارِها
دُوَلاً وَهُنَّ عَلى الجُمودِ بَواقي
موضوعات مقترحة
ويحل اليوم الأربعاء، ٨ مارس، اليوم العالمي للمرأة، الذي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة ليكون احتفالا سنويًا عالميًا للنظر في قضايا المرأة والتأكيد على حقوقها والمساواة مع الرجل
وتُعد قضية حقوق المرأة، إشكالية كبيرة في الوطن العربي، كونها قضية جدلية، يحكمها ثلاثة سياقات، الأول السياق الاجتماعي والثاني السياق الديني، وأخيرًا السياق التشريعي أو القانوني، وقد يتعطل الأخير أو يتعرقل بعض الشيء بسبب السياق الاجتماعي الذي أحد مصادره -بالضرورة في الوطن العربي - السياق الديني، في ظل المجتمع المصري "المتدين بطبعه".
وبعد توقف دام ثلاث سنوات، انعقد مجلس النواب في يناير الماضي، بمكسب حوالي 87 نائبة برلمانية وهي نسبة كبيرة مقارنة بالماضي، ولكن هل سيحمل البرلمانيات هم المرأة المصرية؟ وهل طُرحت قضايا حقوق النساء في البرلمان مُنذ انعقاده؟ وفي ماذا يطمح سفيرات مصر في البرلمان لخدمة بنات جنسهن؟ وهل سيناقشن أم ناقشن بالفعل أزمة منع تعيين البنات في مجلس الدولة؟ وماذا عن المناصب السياسية الأخرى؟ أسئلة كثيرة، تلتها "بوابة الأهرام"على برلمانيات وكانت الإجابة..
قالت الدكتورة آمنة نصير، عضو مجلس النواب، لــ"بوابة الأهرام" إن قضايا المرأة همها الأكبر والأهم، باعتبار أن المرأة في المجتمع المصري تُشكل رُكنًا وضلعًا أساسيًا في منظومة الأسرة، وصلاح الأسرة من صلاح هذه المرأة، موضحًا أن البرلمان يجب أن يطرح قضية دعم المرأة المعيلة التي تبلغ نسبتها حوالي 36% في مصر، ويستصدر تشريعات تؤمّن حياتها وحياة أسرتها، وتقدم دعمًا نفسيًا وأدبيًا لها وللنساء في مصر جميعًا.
وفي حالة الطلاق أو وفاة الزوج أو غيابه لفترة طويلة لأي سبب من الأسباب، يجب أن يُثبّت عدل الله وشريعته بتقرير نفقة قانونية لها، مشيرة إلى أنها التقت بنساء كُثر غاب عنهن أزواجهن لحوالي 15 عامًا ولا يعلمن أنه حي أم ميت، ولم تُقرر لهن أيّة نفقة لإعالة أبنائهن.
وأوضحت "نصير" أنه لا توجد لجنة للمرأة داخل البرلمان، ولكن تتمنى من اللجنة الدينية أن تتولى مسألة الأحوال الشخصية للمرأة، وقالت: "حتى الآن لم تطرح اللجنة الدينية أو تناقش أيّة قضية متعلقة بالمرأة، وأنتظر أن يقوموا بدورهم، لأنهم إن لم يفعلوا، سيدفعني ذلك على طرح هذه القضايا وأكثر ".
وتمنت "نصير" أن تجد المرأة طريقًا لها في بعض المناصب التي يشح فيها وجودها، متسائلة: لماذا لم نر حتى الآن سيدة تتقلد منصب نائب رئيس جامعة الأزهر فرع البنات؟ ألا توجد أستاذات قادرات على هذا المنصب؟ ولهن المقدرة الإدارية والتأهيل القيادي والعلمي ؟ بالطبع يوجد كُثر ولكن "لا أعلم لماذا لم يحدث ذلك"، بحد قولها.
وقالت: "لعل تولي السيدة نادية عبده منصب محافظ البحيرة كأول محافظة في تاريخ مصر الحديث، يكون درسًا للجميع، بأن السيدات قادرات على الحضور السياسي والقيادي، وأتمنى أن تكرر مثل هذه التجربة، لأن المرأة المصرية مغبونة في بعض المؤسسات سواء في الجهاز الإداري والقيادي والتعليم وغيرها".
وللأسف – كما توضح "نصير" - هناك بُعد ثقافي مجتمعي وعادات وتقاليد، قد تكون عائقًا في طريق حصول المرأة على حقوقها كاملة، فتسيّد الفكر الذكوري المسيطر على العقول أبرز هذه المعوقات، وبالتالي فإن تشريع قوانين لصالح المرأة لا يكفي فقط لدعم حقوقها.
وتؤكد النائبة مارجريت عازر، عضوة مجلس النواب، أن عضوات البرلمان يضعن حقوق المرأة صوب أعينهن، والمواطن المصري بشكل عام، وقد طُرحت قضية تغليظ عقوبة التحرّش، واستصدار قوانين تحد من العنف ضد النساء، كما تُطرح قضية التمكين السياسي والاجتماعي للنساء.
وقالت: "نحتاج إلى تمكين سياسي واسع للنساء بتقلدها مناصب سياسية مرموقة، باعتبار أن هناك العديد من النساء صالحات وقادرات على ممارسة هذا الدور، وقد تحقق ذلك بوجود أول محافظ سيدة لمحافظة البحيرة، ونتمنى أن تتوالى مثل هذه المجهودات، كما نأمل أن تدخل المرأة مجلس الدولة المصري.
وصرّحت "عازر" لــ"بوابة الأهرام" بأنها تقدّمت قانون لتعديل عقوبة الزنا، بحيث تتساوى عقوبة الزوج الزاني مع الزوجة الزانية، وليس بحسب القانون الحالي الذي يخفف العقوبة على الزوج الزاني ويشددها على الزوجة الزانية، موضحة أنها تهتم بقضايا المرأة وتسعى من خلال عضويتها في المجلس إلى تعزيز حقوقها.
وفكرة التمكين الاقتصادي للمرأة -كما تعتبرها الدكتورة بسنت فهمي، الخبيرة الاقتصادية وعضو مجلس النواب - من أهم وأبرز أشكال النهوض بقضايا المرأة في المجتمع المصري، مما ينعكس على استقلالها المادي وقدرتها على الإنفاق على نفسها وأسرتها إن كانت مطلقة أو أرملة، ويتحقق ذلك من خلال تشريع سياسات اقتصادية ذات جدوى في البرلمان تحقق حياة كريمة للمواطنة المصرية وكذلك المواطن.## ## ## ## ## ##