قال الناقد شعبان يوسف: الثقافة لا تزدهر في أي بلد ما إلا إذا تمتع بالديمقراطية والحرية، ودورنا هو مواجهة السلبيات، ومن هنا تأتي روايات البحث عن الذات. جاء ذلك خلال الندوة التي أقيمت اليوم الجمعة لمناقشة رواية " بيت السناري" للكاتب د.عمار علي حسن، وذلك بالمقهى الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بمشاركة كل من: الناقدة عفاف عبد المعطي، د.محمد الشحات، والروائي د.محمد إبراهيم طه، وأدارها الشاعر والناقد شعبان يوسف.وأضاف يوسف: "بيت السناري" يمكن أن نصفها بالرواية التاريخية والرواية التاريخية لم تنشأ مع "علي الزيبق" للغيطاني، أو " السائرون نياما"، إنما هي موجودة ربما من قبل جورجي زيدان. وأشارت الناقدة عفاف عبد المعطي إلى علاقة السرد بالحوار، قائلة إن الحوار "في كل صفحة يقدم لنا شيئا جديدا". وأضافت: استطاع أن يعكس هذا الحدث الصغير، بناء بيت السناري، في الإسقاط على الواقع المصري. البيت ليس مجرد بيت، إنما هو أحداث، دلالة على الاستعمار، هذا البيت الذي أخذته الحملة الفرنسية. وتساءلت: كيف استطاع الكاتب أن ينسج هذه الحكاية من خلال بضعة سطور في تاريخ الجبرتي.وفي كلمته قال الناقد د.محمد الشحات إننا أمام كاتب "مكتمل الأدوات، لديه مشروع طموح".وفضل الشحات استخدام لفظ "مروية" بدلا من رواية، مشيرا إلى الطابع التاريخ للرواية. وأضاف: استطاع الكاتب أن يجعل من البيت رمزا للجمال المطلق، شعرت وأنا أقرا أن البيت قادم من ألف ليلة وليلة، كأنه مواز ثقافي لمدينة النحاس بألف ليلة وليلة.ووصف الشحات الرواية بأنها رواية "ضد استشراقية" لمصر مكثفة في بيت السناري.• واستطرد: ما فعله عمار علي حسن في "بيت السناري" يشبه ما فعله الغيطاني في الزيني بركات. موضحا: المفردات شديدة الدقة من حيث أسماء العملات، وبعض الألفاظ العامية. واتفق الشحات مع ما طرحته عبد المعطي بشأن علاقة الحوار بالسرد، واصفا الرواية بأنها "رواية حوار". في حين قال د.محمد إبراهيم طه إن الكاتب يشعر بنوع من "الغواية" نحو التاريخ، وتلك الفترة، فترة المماليك، فترة مغرية بالكتابة.وأضاف: نلحظ في "بيت السناري" أن الكاتب يستدعي لنا هذا العالم ولا يأخذنا إليه.وتابع: هناك إشارة في هذه الرواية لدور لم يكن على ما يرام لشيوخ الأزهر في قيادة الناس، إما في التخلص من المماليك، أو الثورة على الفرنسيين.واستطرد: همه الأساسي أن يجعل التاريخ مجرد إطار، ويطلق العنان لخياله، حيث حرر نفسه من الارتباط بالتاريخ. وأوضح: لو كان التاريخ يعني الكاتب لأشار إلى ابن واحد من أبناء إبراهيم السناري. وانتقد إبراهيم ما وصفه بالكتابة "على الورق" حسب وصفه، مشيرا إلى استخدام الكاتب للاتجاهات خلال سرده كالشق والغرب.