Close ad

د. مجدي العفيفي يكشف أسرار سورة يوسف ويقول: أطلقوا سراح القرآن... وتجديد الخطاب الديني لا يأتي بقرار رسمي

24-12-2016 | 05:12
 د مجدي العفيفي يكشف أسرار سورة يوسف ويقول أطلقوا سراح القرآن وتجديد الخطاب الديني لا يأتي بقرار رسميالأديب الدكتور مجدي العفيفي خلال الندوة
عبد الرحمن بدوي
"السرد في القرآن الكريم.. سورة يوسف نموذجًا" كان عنوان اللقاء الثقافي في مركز نهر النيل الثقافي الذي تنظمه مؤسسة نجلاء محرم الثقافية، حيث تناول الدكتور مجدي العفيفي، الكاتب الصحفي ورئيس التحرير السابق لجريدة أخبار الأدب، مناقشة حول القرآن الكريم، وآليات قراءته، واتجاهاته.
موضوعات مقترحة


في بداية اللقاء أبدى العفيفي تحبيذه لاستخدام مصطلح "القراءة" بدلًا من مصطلح "التفسير". وقال إنه يجب "تأدبًا أن نستخدم مصطلح القراءة؛ فكتاب الله أعلى وأسمى من أن ندَّعي نحن "تفسيره" لكننا نقرأ ما يمكننا قراءته، وفق معطيات عصرنا العلمية والفكرية والتاريخية والاجتماعية"، وفي هذا السياق أوضح الفرق بين كلمتي " التلاوة" و"القراءة"، فالتلاوة هي نطق اللفظ كما هو، أما القراءة فهي الفهم والتدبر والتبيان.

وأشار إلى "تقديره لكل خطوة بُذِلت من قبل علماء الدين لفهم وقراءة القرآن الكريم، وأنه لا يمكن إغفال أو إنكار دور العلماء السابقين، وأن العلم عملية تراكمية يُبنى لاحقُها على سابقها".

وأضاف: أننا الآن في أمس الحاجة لاحتشاد العلماء من كافة التخصصات: علماء الدين واللغة والفلسفة، وغيرها من التخصصات ليقدموا قراءة أكثر فهمًا للقرآن الكريم، مستفيدين مما وصل إليه العلم وما تم من اكتشافات وما وصل إليه الإنسان من نُضج ووعي.

وأشار العفيفي إلى وجود العديد من الاتجاهات في قراءة القرآن منها: "الاتجاه الثوري وهو الذي يتتبع الحوادث التاريخية والظواهر الاجتماعية، و"الاتجاه السنني" الذي يستخرج سنن الله في الكون، و"الاتجاه المعادلاتي" الذي يحول أيات القرآن إلى معادلات لها مدخلات تؤدي إلى مخرجات، و"الاتجاه الإحصائي" الذي يعد ويحسب، و"الاتجاه البنيوي" حيث تتوافق فواتح الآيات مع خواتيمها وتتناغم مفردات الآيات، و"الاتجاه العلمي" و"التجاه اللغوي"و"الاتجاه التوحيدي".

بعد ذلك انتقل العفيفي إلى الحديث عن سورة "يوسف" متناولًا "استراتيجيات السرد في سورة يوسف" بداية من عتبة النص الأولى وهي "العنوان" وأشار إلى ورود اسم سيدنا يوسف في القرآن الكريم ضمن أسماء ستة وعشرين نبيًا ورسولًا، وأنه هو النبي الوحيد الذي جاءت قصته كاملة في سورة واحدة بينما تفرقت قصص غيره من الأنبياء والرسل على عدد من السور.

ومن الظواهر السردية التي تحدث عنها الدكتور مجدي العفيفي في سورة يوسف ظاهرة انقسامها إلى متواليات تُفْضِي كل واحدة منها إلى الأخرى؛ "فلولا حدوث واحدة ما أعقبتها أخرى، بدءً من رؤيا يوسف ثم الجب ثم السيارة ثم امرأة العزيز ثم السجن ثم صاحبي السجن ثم رؤيا الملك ثم إخوة يوسف ثم القميص ثم التئام شمل الأسرة اليعقوبية".

وتابع: وتحتوي سورة يوسف على كافة المشاعر والحالات الإنسانية التي يمكن أن تتغشى البشر: "إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ" وهذه حالة استشراف واستباق. "لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا إِنَّ الشَّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ": شعور الشفقة. "لَيوسُفُ وَأَخوهُ أَحَبُّ إِلى أَبينا مِنّا وَنَحنُ عُصبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفي ضَلالٍ مُبينٍ": اتهامٌ وغيرة. " وَجاءوا أَباهُم عِشاءً يَبكونَ": خداع وتضليل. "وَجاءوا عَلى قَميصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ": احتيال. "قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ": ارتياب.

واستطرد: أما عن الشخوص في سورة يوسف فهي: شخوص محورية فاعلة كيوسف ( وهو الاسم الوحيد المذكور في السورة) وامرأة العزيز، وشخوص ذات علاقة اجتماعية كإخوة يوسف وأبيه، وشخوص ذات بعد سياسي كالملك والعزيز. أما الشخصيات المعارضة فتمثلت في سيدنا يعقوب وأخي يوسف الأكبر حيث رفض يعقوب تصديق رواية أبنائه وعارض أخو يوسف الأكبر قتل أخيه وقال لهم: "لا تَقتُلوا يوسُفَ وَأَلقوهُ في غَيابَتِ الجُبِّ".

وكان للرؤيا - والحديث للعفيفي - دور كبير في سورة يوسف؛ فهناك رؤيا يوسف، ورؤيا عاصر الخمر، ورؤيا الخباز، ورؤيا الملك، وكل واحدة من هذه الرؤى وجهت مسار الأحداث بصورة كاملة.
أيضًا للـ"كيد" نصيب وافر في السورة، فهناك كيد إخوة يوسف وهذا كيد شر، وكيد امرأة العزيز وهو كيد شر أيضا، وكيد يوسف لإخوته وكان كيد خير.

ويستكمل: أما المكان، فهناك ثلاثة أماكن رئيسية وردت في السورة: "الجب" وفيه كانت الانبثاقة الأولى للنبوة حيث استسلم يوسف وجاءه فرج الله تعالى الذي قيض له من يلتقطه من هذا الجب المرمي في الصحراء، المكان الثاني هو "بيت العزيز" الذي نشأ فيه يوسف ثم تحول إلى جحيم فرفضه وفضل عليه السجن، أما المكان الثالث فهو "السجن" وفيه حدثت التجليات الكبرى في قصة يوسف.

أدارت الندوة الكاتبة والأديبة نجلاء محرم، وكان من المتحاورين، أ. كاميليا كامل، أ.د. صابر عبد الدايم، د. صلاح الطاهر، أ.د. كمال دلاش، أ.د. حمدي حسنين، أ. عبد العزيز رياض، أ. سمية عبد القادر، أ. بهاء الصالحي، أ.د. عبد السلام البوهي.
جانب من الندوةجانب من الندوة

جانب من الندوةجانب من الندوة

جانب من الندوةجانب من الندوة

جانب من الندوةجانب من الندوة

جانب من الندوةجانب من الندوة
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة