Close ad

بالصور.. كيف أنقذ جمال عبدالناصر مئات الركاب في قطار "ديزل" حاصرته السيول الكاسحة في الصحراء

28-10-2016 | 23:32
بالصور كيف أنقذ جمال عبدالناصر مئات الركاب في قطار ديزل حاصرته السيول الكاسحة في الصحراءصورة أرشيفية - من جريدة الاهرام
قنا - محمود الدسوقي
في 22 من شهر ديسمبر من عام 1954م شهدت محافظات الصعيد قنا والبحر الأحمر والوادي الجديد والأقصر، أشرس سيل كاسح أدى لتدمير الكثير من المدن وتشريد آلاف المواطنين الذين هرعوا للمساجد والمعابد للاختباء من قوة السيل.
موضوعات مقترحة


في أوقات السيول الكاسحة خرجت "الأهرام" في صدر صفحتها الأولي لعدة أيام بصور معبرة بدأتها بصورة واضحة عن لجوء مئات المواطنين لمسجد القطب الصوفي الشهير عبدالرحيم القنائي كاتبة "هرع الناس إلي مسجد سيدي عبدالرحيم القنائي.. ساروا إليه يخافون السيول التي ارتفعت فوق ركبتين ليسألوا الله لطف القضاء".

كانت القيادة السياسية في عصر عبدالناصر مجبرة على إعادة تأهيل للمدن ووضع خطة إنقاذ عاجلة رصدتها جريدة "الأهرام" التي سردت الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية بعد ورود أنباء مؤكدة عن محاصرة السيول الكاسحة لقطار ركاب "ديزل" في صحراء الخارجة، والذي كان يقل مئات المواطنين من محافظات جنوب الصعيد.

الباحث التاريخي أحمد الجارد قال لــ"بوابة الأهرام"، إن الزعيم جمال عبدالناصر أرسل البكباشي حسين الشافعي لقنا، وأمر بنزول الجيش والمساعدة في الإغائة وإعانة المنكوبين، لافتًا إلى أن الشافعي صرح لمندوب "الأهرام" بالإجراءات التي سيتم اتخاذها لإنقاذ المئات من ركاب القطار الذين حاصرتهم السيول في صحراء الوادي.

كانت القيادة السياسية أرسلت طائرة لإنقاذ ركاب القطار الذي حاصرته السيول في الكيلو 22 في الخارجة، ويبدو أن طائرة واحدة لما تكن تكفي، لذا أكد حسين الشافعي لـ"الأهرام" أنه سيتم إرسال طائرة أخرى لإنقاذ ركاب وحدة الديزل في طريق الواحات الخارجة، حيث اقتضت الخطة نقل الركاب إلى محطة الفارة بعد إنقاذهم.

وأضاف الشافعي، في مؤتمره الصحفي الذي عقده ليلًا، أن خطة الإنقاذ هي فتح استراحة وتجهيز عربات سكك حديد فارغة لإيواء الركاب، حيث أمكن للطائرة أن تمدهم بالأغذية والمياه والمعدات لحين انتهاء السيول، كما تم صدور أمر لمهندس الطرق بالاستعانة بقوة من الأهالي لإصلاح الطرق التي تمر عليها عربات الجيش والعربات واللودرات في الطريق البري.

وأكد الشافعي أنه قام بالمرور علي المناطق المنكوبة في محافظة قنا وجد أنها تتطلب خطة إنقاذ عاجلة من القاهرة، وبخاصة المنازل الآيلة للسقوط، والتي تحتوي على بدرومات وكذلك المنازل التي تهدمت تمامًا.

وأوضح الجارد أن حسين الشافعي أكد في مؤتمره الصحفي أنه لم يتلق أي بلاغات عن المفقودين إلا في حدود ضيقة؛ حيث تلقى البوليس بلاغات عن فقد طفل وامرأة ورجل مسن، مضيفًا أنه سيسرع في تقسيم مدينة قنا لشفط المياه والبدء في العمل.

قام الشافعي بإعلان الخطة في مؤتمره الصحفي، حيث قسم المدينة لقسمين يحدهما طريق الشنهورية، وتم إصدار الأوامر للأهالي بتلقي التوجيهات من منظمات الشباب والحرس الوطني ليدفعوا المياه إلى الجهات التي تمتصها، ثم تم إعطاء الأمر للمهندسين بوضع سنادات عاجلة للمنازل الآيلة للسقوط والتي تحتوي علي بدرومات.

أعطي الشافعي الأمر للأهالي بنزح المياه لحين قدوم الآلات الرافعة من مصلحة الري، كما أوضح أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وضع القيادة العامة للمنطقة الجنوبية العسكرية ضمن قوات الإنقاذ والإغاثة، حيث قام الرئيس بإرسال قطار يحوي كافة المهمات ومنها الطلبات التي تقدم بها حسين الشافعي للقيادة.

قالت "الأهرام" إن حسين الشافعي تقدم بطلب 500 خيمة و10 لوريات و10 سيارات ومستشفي ميداني لخدمة 500 شخص مع ألف كوريك وألف مقطف ومخبز ميداني لإنتاج 95 ألف رغيف يوميًا، ودقيق يكفي 4 أيام، لافتة إلى أن جمعية الهلال الأحمر قدمت عددًا من المساعدات أيضًا في توزيع الأقمشة والأغطية على المواطنين، ويضيف الجارد أن "الأهرام" أكدت أن الشافعي قام بتشكيل عدد من اللجان وبخاصة بعد انحسار السيول الكاسحة التي أدت إلى تدمير المدينة وبعض بالقرى بالكامل.


كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة