أثار معرض السيريالية المصرية المزمع إقامته بقصر الفنون نهاية سبتمبر المقبل، والمقرر عرضه لاحقًا بالمتروبوليتان بأمريكا ثم الشارقة، العديد من الآراء والتى تراوحت بين مؤيد ومعارض لهذه الفعالية.
موضوعات مقترحة
التقت "بوابة الأهرام" الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، لطرح العديد من التساؤلات بشأن معرض "السيريالية المصرية"، ورأيه حول مخاوف تزوير الأعمال خارج مصر، وتغيبه عن حضور توقيع برتوكول التعاون بمكتب وزير الثقافة مع الشيخة حور القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة، وغيرها.
في بداية الحوار سرد د. سرور الإرهاصات الأولى لمعرض السيريالية، موضحًا أن الفكرة ليست وليدة اليوم، وإنما قبل رئاسته للقطاع، كان قد تم تدشين مؤتمر لهذا المشروع في الجامعة الأمريكية، وعندما تولى منصبه كرئيس للقطاع، دخل في الإجراءات العملية، كعقد برتوكول، وهو بمثابة العقد لكي يضمن لكل طرف حقوقه.
ويتابع: "أرسلت المؤسسة قائمة بالأعمال المراد عرضها بالمعرض، للتأكد من جودتها، وما إذا كانت تتطلب ترميمًا من عدمه، وبناءً عليه أرسلت تأشيرة لمديرة متحف الفن الحديث لتحضير هذه اللوحات، لكي يراها الوفد الذي قمت بمصاحبته. وعندما ذهبنا للمتحف في الموعد المحدد كانت هذه الأعمال معروضة في الدور العلوي".
ويستكمل: "في الزيارة الثانية ذهب الفنان إيهاب اللبان والذي قام بعمل سيناريو العرض المتحفي للمتحف في عهد رئيس القطاع الأسبق د. أحمد عبدالغني، ومن ثم من المفترض أن يستكمل السيناريو وبصحبته المهندس الاستشاري لتطوير المتحف والتابع لجهاز الخدمة الوطنية لرفع المقاسات".
ويلفت: "سبق ذهابهما للمتحف تأشيرة مني وأخرى من رئيس الإدارة المركزية للمتاحف مفادها التصريح لهما بدخول المتحف ومحدد بها سبب الزيارة، في حين جاء اعتراض بأنهما دخلا في غير أوقات العمل الرسمية".
و ينوه: "أوقات العمل الرسمية بالمتحف تبدأ من الثالثة وحتى الخامسة مساءً، ويتساءل: هل من المعقول أن أطالب المهندس الاستشاري بالخروج في الثالثة عصرًا وهو يتجول بالمتحف دون أن يستكمل عمله على أن يعود بعد الخامسة؟ وهل من الممكن أن يدخل أي شخص المتحف بدون مصاحبة أفراد الأمن أو مدير المتحف. وهل دخل هؤلاء الأفراد في منتصف الليل أو فجرًا؟ حتى توصف زيارتهم أو زيارة وفد الشارقة بالمريبة؟.
وفيما يتعلق بالفائدة التي ستعود على مصر جرّاء إقامة هذا المعرض وتجوله خارجيًا يقول د. سرور: لهذا المعرض مردود على مصر ودول أخرى، فمنذ عام 2010، لم يخرج من مصر أي إعارة فنية، وهو ما يُعد خطرًا.
في السابق كنا نقوم بإعارة أعمال فنية ونسهم في الحركة التشكيلية العالمية، إضافة إلى أن اشتراك مصر في هذه النوعية من المعارض يسجل بأن متاحفها تضم أعمالًا لكبار الفنانين، وهذا شيء مهم وليس جديدًا، وهو ما يشكل مسارًا للدهشة، ولكنه إجراء تفاعلي مع الجميع.
أذكر أنه في منتصف التسعينيات، وخلال رئاسة د. نوار لقطاع الفنون التشكيلية سافر معرض "منسيو القاهرة"، والذى ضم حوالى 170 عملاً للعرض بالأورساى بفرنسا، وذلك بإجراءات تأمينية، وحقق نجاحًا كبيرًا.
ويرى د. سرور أن مؤسسة الشارقة لها إسهامات فاعلة في الفترة الأخيرة في الثقافة والفنون بمصر من خلال قيامها بترميم المجمع العلمي ودار الوثائق المصرية ومتحف الخزف الإسلامي، وكذلك بناء 25 مسجدًا، بأسماء 25 شهيدًا ممن كانوا برفح.
ويضيف: "عندما قامت المؤسسة بهذه الأمور لم يعترض أحد، فيما وجدنا اعتراضًا عندما تسهم في الحركة التشكيلية فما المشكلة؟ خاصة أن مصر أخذت إجراءاتها التأمينية كاملة وكذلك حقها في الكتالوج والعروض".
ويؤكد: "لقطاع الفنون التشكيلية اليد العليا في هذه الفاعلية الهامة، إذ ينص أحد بنود البروتوكول على أن اختيار المجموعة المعروضة يكون من خلال القطاع، وإذا أُضيف أو حُذف شىء يكون بموافقة كتابية منه".
ويستكمل: "من المفترض أن يتجول المعرض من القاهرة إلى الميتروبوليتان بأمريكا ثم الشارقة. ولكل محطة برتوكول منفصل، لأن إجراءات التأمين تختلف من دولة أخرى. إذا ماذا ينقصنا؟".
ويتساءل: هل من المفترض أن نغلق على أعمالنا ونجلس بجوارها و إلا نُتهم بالأهمال والتسبب بسرقة كنوز مصر؟ مضيفًا: "لا يمكن أن تخرج لوحة من متحف الفن الحديث لقاعة الباب والتي تبتعد 10م عن المتحف إلا بقرار من وزير الثقافة".
وبمواجهته من تخوف البعض من تعرض الأعمال للتزوير خارج مصر، يقول: "هذا الأمر من المستحيل حدوثه، لأن الجمارك ستأتي إلى القطاع ويتم تشميع وتغليف الأعمال به، وسوف يخرج معها مرافقون من مصر، وهذا أمر هام يشكل مكسبًا كبيرًا حيث الاستفادة من العروض والإدارة وتأمين الأعمال".
ويستكمل: "عندما تصل هذه الصناديق للبلد المراد العرض به لن تُفتح إلا في حضور هؤلاء المرافقين، فضلًا عن أننا نطلب مبالغ تأمينية مبالغ فيها ضمانًا لعدم التزوير".
لم يحضر د. سرور توقيع برتوكول التعاون بمكتب وزير الثقافة مع الشيخة حور القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة، فيما حضر "اللبان" كمنسق العرض والفنان أحمد عبدالفتاح، رئيس الإدارة المركزية والدكتورة نفين الكيلاني، رئيس صندوق التنمية الثقافية.
وهو ما دفع البعض يقول أنه يرفض الدخول في مثل هذا النشاط المشبوه، على حد تصريح بعض الصحف.
هنا يؤكد د. سرور: "أعددت لهذا البرتوكول واستغرقنا وقتًا طويلًا في صياغته ومراجعة بنوده وقد تم مراجعته من الشئون القانونية بمصر ومن مكتب الوزير ومن الشارقة. وكنت قد حصلت على إجازة رسمية لمدة أسبوع لقضائها بشرم الشيخ، وتزامنت بالصدفة في نفس الأسبوع الذي شهد توقيع البروتوكول، وتم الموافقة على إجازتي من وزير الثقافة، والتي تقدمت بها بالطبع قبل توقيع البروتوكول بفترة طويلة".
صرحت بعض الصحف بأن وزير الثقافة يُعيد النظر في بعض بنود البروتوكول ردًا على الضجة التي أُثيرت بشأنه، إلا أن د. سرور يؤكد: "هذا محض خيال، فقد عُقد بروتوكولًا بين دولتين وقد تم مراجعته قانونيًا عدة مرات قبل توقيعه، ولم يعلق عليه الوزير لاحقًا".
أُثير تساءل عن سبب اختيار "اللبان" كمنسق لهذا العرض أو ممثلًا لمصر في هذا الحدث الهام دون غيره؟
يجيب د. سرور: "كما أشرت من قبل عندما توليت رئاسة القطاع وجدت إن اللبان كأحد أعضاء فريق العمل من خلال المؤتمر التأسيسي للمعرض، فضلًا عن أنني أؤكد بأنه من أهم منسقي العروض في مصر سواء اتفق البعض أو اختلف في هذا الأمر".
ويضيف: "من حُسن الحظ أن اللبان يعمل بالقطاع، فهل استفيد منه أم لا وهو مشهود له بالكفاءة في هذا المجال؟، وإذا كان يعمل خارج القطاع وطلبنا للعمل سيُقال لماذا هو دون غيره، ألا توجد مواهب بالقطاع؟. أطلب ممن يعترض على شخص تم تكليفه بعمل ما أن يقدم البديل والأقوى وهنا نتحدث من أرضية محترمة"، بحد قوله.
ويختتم د. سرور حواره لـ"بوابة الأهرام" بالتعليق على الضجة التي أُثيرت حول هذه الفاعلية ويقول: "هي ضجة بدون وجود معلومات حقيقية، ولكني أقوم بالرد أو التعليق فقط عندما أجد حديثًا منطقيًا يحتمل مساحة من العقلانية في الطرح. ولكن ما أثير هو محض خيال".