Close ad

"مذكرات نقولا ترك" وصحافة الحملة الفرنسية

14-8-2016 | 10:13
مذكرات نقولا ترك وصحافة الحملة الفرنسيةصورة ارشيفية
الأهرام المسائي - مصطفى جودة
قبل أن تكون هناك صحافة مصرية وقبل ظهور الوقائع المصرية‏،‏ كانت هناك صحافة الحملة الفرنسية على مصر لخدمة جنودها وعلمائها وللتقرب من شعب مصر ومخاطبته ومحاولة خداعه والتأثير عليه ولنشر البروباجندا في ربوع مصر بطريقة لم تعهدها مصر من قبل‏.‏
موضوعات مقترحة


لم يكن الهدف من إحضار نابليون مطبعة مصاحبة لحملته زكاة وأقرب رحما، ومحاولة للنهوض بمصر ونشر أسباب التقدم والثقافة والتنوير في أرجائها، ولكن كان للتأثير علي الشعب المصري ومحاولة خداعه من خلال توزيع المنشورات والفرمانات المحدثة للشائعات والفوضى والرعب بين أفراد الشعب المصري، ولتكون أحد أمضى الأسلحة التي يستخدمها المستعمر في كل مكان وكل زمان.

سجل نقولا ترك الكثير من تلك المنشورات والفرمانات كما أسماها الجبرتي والذي عاصر مثل نقولا الحملة الفرنسية ودون تاريخها. ومن هنا تكمن الأهمية لكتابه: "مذكرات نقولا ترك"، الذي نشرته مطبعة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية عام1950، والذي قام بتجميعه والتعليق عليه جاستون فييت مدير الآثار العربية بالمعهد.

يحوي الكتاب أيضا ترجمة باللغة الفرنسية للكتاب قام بها المحرر. يشمل الكتاب الجزء العربي الأصلي والذي يقع في 218 صفحة، والترجمة الفرنسية المصاحبة والتي تقع في329 صفحة. الكتاب في مجمله رسالة في البروباجندا وفي محاولة صبغة الحملة الفرنسية بصبغة إنسانية وحضارية ذات أهداف نبيلة. الكتاب رغم كونه بالعربية إلا أن به ركاكة لغوية واضحة تدل علي أن مؤلفه الدرزي غير متبحر في تلك اللغة كما سيتضح لنا جليا من الفقرات التي سنوردها..

كان نقولا ترك بن يوسف ترك يدين بالكاثوليكية، ولد سنة1763 ومات سنة1828، وتنحدر أسرته من القسطنطينية. كان من أتباع الأمير بشير زعيم الدروز الذي أوفده إلى مصر إبان الحملة الفرنسية وأمره بأن يتوجه إلى دمياط والمكوث فيها وكلفه بأن يقف علي كل صغيرة وكبيرة تتصل بحوادث مصر حيث جمع خلالها مادته العلمية لكتابه المهم.
كان هذا الجاسوس يميل إلى الفرنسيين، شأنه شأن بقية الدروز الذين يعتقدون أنهم ينحدرون من أصول فرنسية.
يبدأ الكتاب بسرد طريق الحملة الفرنسية ( كان يطلق عليها العمارة) من وقت إقلاعها من فرنسا وحتي وصولها إلي الإسكندرية ( لاحظ الركاكة العربية): أقلعت العمارة( الحملة) من مدينة طولون فما زالت سايرة حتي اتصلت إلي جزيرة مالطا وحاصرتها وأخذتها.. وقاموا عن جزيرة مالطا قاصدين مدينة الإسكندرية والأقطار المصرية. فقبل وصولهم في شهر المحرم الحرام افتتاح سنة1213 للهجرة الإسلامية في ثالث عشر يوما منه ظهرت علي ثغر الإسكندرية نحو اثني عشر بيليك من عمارة الإنجليز ونزل منها جماعة إلي البر فحضر لمقابلتهم جمركي البلد الذي هو السيد محمد كريم الذي كان متقدما علي الديوان والبلد في ذلك الوقت فاستخبر منهم عن سبب حضورهم، فقالوا له نحن حضرنا لهذا الطرف لكي نفتش علي العمارة الفرنساوية أعداينا لأنه بلغنا أنهم قادمون إلي هذه المملكة ومقصودهم أن يتملكوها ونحن حضرنا نصدهم ونمنعهم ومقصودنا نقيم هاهنا ننتظرهم هنا. فالسيد محمد كريم اتخذ كلامهم أنه مخادعة ومخاتلة، فقال لهم إن الفرنساوية غير ممكن أنهم يحضروا لبلادنا ولا لهم في أرضنا شغل ولا بيننا وبينهم عداوة وهذا كلام غير ممكن أن نصدقه.

وأما أنتم فما لكم إقامة في أرضنا ولا معنا إجازة أن نقبلكم جملة كافية، فانظروا الذي تحتاجونه من الماء والذخيرة واذهبوا عنا بالسلامة وإن كان الفرنساوية كما تزعمون قاصدين أخذ بلادنا فنحن منا لهم نصطفل، فقالوا له الإنجليز أنتم ما صدقتم كلامنا سوف تعاينوا ما يحل بكم وتندموا علي عدم قبولكم إيانا. وانصرفوا علي هذه الصورة. فرجع السيد محمد كريم وبالحال والساعة حرر مكتوبًا إلي أمير اللواء مراد بك بمصر وأخبره بصورة ما وقع.. ففاح الخبر بمدينة مصر وتبلبلت البلاد نوعًا وبدت الناس تضوج'.

نلحظ هنا الركاكة الواضحة في وصفه محاولة إخبار الإنجليز وإنذارهم للسيد محمد كريم عن قرب وصول الحملة الفرنسية للأراضي المصرية، والتي بالطبع كانوا يعلمونها من خلال تجسسهم واستخباراتهم' ويجهلها المصريون.

يبدأ نيقولا ترك في سرده فرمانات ومنشورات بونابرت بعد استيلائه علي الإسكندرية:'.. ثم إن الساري عسكر الجنرال بونابرته حين تملكهم الإسكندرية أرسل فرمانا مطبوعا الي أهل مصر يعرفهم عن سبب حضوره وهذا بعض من الفرمان الأول من نابليون والمكتوب بالعربية والموجه لسكان المحروسة:

'بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله لا ولد له ولا شريك في ملكه. من طرف الجمهور الفرنساوي المبني علي أساس الحرية والتسوية الساري عسكر الكبير بونابرته أمير الجيوش الفرنساوية يعرف أهل مصر جميعهم أن من زمان مديد السناجق الذين يتسلطنون في البلاد المصرية يتعاملون بالذل والاحتقار في حق الملة الفرنساوية ويظلمون تجارها بأنواع البلص والتعدي فحضر الآن ساعة عقوبتهم وحصرتا( حصرا) من مدة عصور طويلة هذه الزمرة المماليك المجلوبين من جبال الأبازا والكرج يفسدون في الإقليم الأحسن الذي يوجد في كرة الأرض كلها. فأما رب العالمين القادر علي كل شيء قد حتم علي انقضاء دولتهم. يا أيها المصريون قد يقولون لكم أنني ما نزلت في هذا الطرف الا بقصد إزالة دينكم. فذلك كذب صريح فلا تصدقوه وقولوا للمفترين إنني ما قدمت إليكم إلا لكي ما أخلص حقكم من يد الظالمين. وإنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالي وأحترم نبيه محمد والقرآن العظيم. وقولوا أيضا لهم إن جميع الناس متساوون عند الله وأن الشيء الذي يفرقهم من بعضهم بعضا هو العقل والفضائل والعلوم فقط. وبين المماليك ما العقل والفضائل والمعرفة التي تميزهم عن الآخرين وتستوجب أنهم يتملكون وحدهم كلما يحلو به حياة الدنيا.. إن كانت الأرض المصرية التزام للمماليك فليورون الحجج التي كتبها الله لهم... بعونه تعالي من اليوم فصاعدا لا يستثني أحدا من أهل مصر عن الدخول في المناصب السامية وعن اكتساب المراتب العالية فالعقلا والفضلا والعلما بينهم سيدبرون الأمور وبذلك يصلح حال الأمة كلها.....
أيها القضاة والمشايخ والأئمة ويا أيها الشورباجية وأعيان البلد قولوا لأمتكم أن الفرنساوية هم أيضا مسلمون خالصون. واثباتا لذلك قد نزلوا في روميه الكبري وخربوا فيها كرسي البابا الذي كان دايما يحث النصارى علي محاربة الإسلام ثم قصدوا جزيرة مالطا وطردوا منها الكواليريه الذين يزعمون أن الله تعالي يطلب منهم مقاتلة المسلمين... طوبي ثم طوبي لأهالي مصر الذين يتفقون معنا بلا تأخير فيصلح حالهم ويعلي مراتبهم، طوبي أيضا للذين يقعدون في مساكنهم غير ميالين لأحد من الفريقين المحاربين فاذا يعرفونا بالأكثر يتسارعون الينا بكل قلب. لكم الويل ثم الويل للذين يتحدون مع المماليك ويساعدوهم في الحرب علينا فما يجدون طريقا للخلاص ولا يبقى منهم أثر'.
يبلغنا نابليون هنا أن الفرنسيين مسلمون موحدون وأن سبب الحملة الفرنسية هو معاقبة المماليك الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد وأنهم أساءوا معاملة التجار الفرنسيين، وأن فرنسا المؤمنة بقيم الحرية والعدالة جاءت وتكبدت ما تكبدت إنما تفعل ذلك من أجل تطبيق العدالة الإلهية والقانون السماوي والأرضي بالتغاضي عن الدين. ويذكر الفرمان كيف فعل نابليون العادل المسلم ما فعل من عقوبات ضد بابا الفاتيكان لأنه دائما يحث علي محاربة الإسلام. إن الأرض المصرية التي هي أفضل أرض في العالم لا تنتمي لهؤلاء المماليك الطغاة وليأتوننا بحججهم إن كانوا مالكين لها.

يستمر الفرمان في ذكر خمس مواد تنذر المشايخ والقرى بالعذاب الأليم والحرق في حال إبداء المقاومة للحملة، وينذرهم بالعذاب الأليم إن فعلوا. إنها اللغة الاستعمارية التي تتراوح بين الحديث الناعم والعصي الحديد. ويختم الفرمان بالمادة الخامسة:
' الواجب علي المشايخ والقضاة والأئمة أنهم يلازمون وظائفهم وعلى كل واحد من أهالي البلد أن يبقى في مسكنه مطمئنا وكذلك الصلاة قائمة في الجوامع علي العادة والمصريون بأجمعهم يشكرون الله سبحانه وتعالي من انقراض دولة المماليك قائلين بصوت عالٍ أدام الله إجلال السلطان العثمانلي أدام الله إجلال العسكر الفرنساوي لعن الله المماليك وأصلح حال الأمة المصرية'.
( تحريرا بمعسكر الإسكندرية في ثالث عشر من شهر مسيدور سنة السادس من اقامة الجمهور الفرنساوي يعني في أواخر شهر محرم سنة1213 هجرية).
يستمر المؤلف في ذكر ما قامت به الحملة من تطهير وتقتيل للماليك والمقاومة وتتبعهم في أرجاء مصر وفي فلسطين.
يحدثنا نقولا عن أصل المطبعة التي أحضرها نابليون فيقول:'.. وكان بونابرته قد أحضر معه مطابع عظيمة من باريس ومن رومية بخمس لغات عربية وفرنساوية وتليانية وسريانية وحفروا في مصر أحرفًا فارسية لأجل طبع كتب وأوراق تركية. وأحضر معه أناسا رومانيين من رومية الذين كانوا يطبعون بكل هذه الأحرف. والكتابة التي طبعها وعلقها بالشوارع من بعد وصوله من بر الشام.كان القصد منها نشر تلك المنشورات، وكان أول منشور لها هو موقعا ومصحوبا بأعضاء محفل الديوان الخصوصي الذين أحاط بهم نابليون نفسه، ظنا منه أنه يضفي علي نفسه شرعية وشعبية ورضا لكل ما يفعل:
' من محفل الديوان الخصوصي بمحروسة مصر خطابا إلي أقاليم مصر الشرقية والغربية والمنوفية والقليوبية والجيزة والبحيرة:
' قال الله تعالي في محكم القرآن لا تتبعوا خطوات الشيطان. وقال تعالي ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون فعلي العاقل أن يتدبر الأمور قبل أن يقع في المحذور. يخبركم معاشر المؤمنين أنكم لا تسمعوا كلام الكذابين فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين. وقد حضر الي محروسة مصر المحمية أمير الجيوش الفرنساوية حضرة الجنرال بونابرته محب الملة المحمدية ونزل بعسكره في العادلية سليما من العطب والأسقام شاكرا لله موحدا للملك العلام ودخل إلى مصر من باب النصر يوم الجمعة عاشر شهر محرم الحرام سنة ألف ومائتين وأربعة عشر من هجرته عليه السلام في موكب عظيم وشنك جليل فخيم وعسكر كثير جسيم وصحبة العلما الأزهرية والسادات والبكرية والعنانية والدمرداشية والأحمدية والخضرية والرفاعية والوجاقات السبعة السلطانية وأرباب الأقلام الديوانية وأعيان التجار المصرية. وكان ذلك يوما مشهورا عظيما لم يقع نظيره في المواكب السابقة قديما وخرجت سكان مصر جميعا لملاقاته فوجدوه هو الأمير الأول بونابرته بذاته وصفاته وظهر لهم أن الناس يكذبون عليه شرح الله صدره للإسلام ونظر بعين لطفه إليه. والذي أشاع عنه الأخبار الكاذبة العربان الفاجرة والغز الهاربة ومرادهم بهذه الإشاعة هلاك الرعية وتدمير الملة الإسلامية وتعطيل الأموال الديوانية لا يحبون راحة العبيد وقد أزال الله دولتهم من شدة ظلمهم. وإن بطش ربك لشديد... فان المجرم يؤخذ مع الجيران وقد غضب علي الظلمة. ونعوذ بالله من غضب الديان'.
وتستمر النصيحة المتمثلة في المنشور الأول والمعنونة' بالنصيحة من الإيمان'، بالهجوم علي أحمد باشا الجزار ومقاومته للحملة وما قام به نابليون وجنوده من كسر شوكته وتدمير تحصيناته بالعريش وغزة والرملة ويافا:' ثم توجه الي يافا وحاصرها ثلاثة أيام ثم أخذها وأخذ ما فيها من ذخاير الجزار بالتمام من نحوسات أهلها أنهم لم يرضوا بأمانة ولم يدخلوا تحت طاعته وإحسانه فدور فيهم السيف من شدة غيظه وقوة سلطانه وقتل منهم نحو أربعة آلاف أو يزيدون بعد ما هدم صورها فعل الله الذي يقول للشيء كن فيكون وأكرم من كان من أهل مصر وأطعمهم وكساهم وأنزلهم في المراكب إلي مصر وغفرهم بعسكره خوفا من العربان وأجزل عطاياهم، وكان في يافا نحو خمسة آلاف من عسكر الجزار هلكوا جميعا وبعضهم ما نجاه إلا الفرار...'
ثم توجه إلى نابلس وعكا في مطاردته للجزار وجنوده:' ثم توجه من يافا الي جبل نابلس فكسر من كان فيها من العساكر بمكان يقال له قاقون وحرق خمسة بلاد من بلادهم وما قدر الله كان سبحان مالك الحي القيوم. ثم أخرب صور عكا وهدم قلعة الجزار التي كانت حصينة ولم يبق فيها حجر علي حجر'.
بعد هزيمة الجزار والقضاء عليه وكسر شوكته ثم توجه راجعًا إلى مصر المحروسة لسببين لأنه وعد بذلك، ولإخماد نار الفتنة كما يقول المؤلف.
ويختم المنشور بعد أن وضح للشعب أنه مهلكهم إذا قاوموا وأنه سيفعل بهم مثلما فعل بالجزار وجنوده:
'فسلموا يا عباد الله لقضاء الله وأرضوا بتقدير الله فإن الأرض لله وامتثلوا لأحكام الله فإن الملك لله يؤتيه من يشاء من عباده هذا هو الإيمان بالله ولا تسعوا في سفك دمائكم وهتك أعيالكم ولا تتسببوا في قتل أولادكم ونهب أموالكم ولا تسمعوا كلام الغز الهاربين الكاذبين ولا تقولوا في الفتنة إعلاء كلمة الدين حاشا لله لم يكن فيها الا الخذلان التام وقتل الأنفس وذل أمة النبي عليه السلام. والغز والعربان يطمعونكم ويغروكم لأجل أن يضروكم فينهبوكم. وإذا كانوا في بلد وقدمت عليهم الفرنساوية يفرون هاربين منهم كأنهم جنود إبليس.
ويختم بقوله:
'ولما حضر صاري عسكر إلي مصر أخبر أهل الديوان من خاص ومن عام أنه يحب دين الإسلام ويعظم النبي عليه السلام ويحترم القرآن ويقرأ فيه كل يوم باتقان وأمر بإقامة شعائر المساجد الإسلامية وإجراء خيرات الأوقاف السلطانية وسلم العوايد الوجاقلية وسعي في حصول أقوات الرعية. فانظروا هذه الألطاف والمزية ببركة نبينا أشرف البرية وعرفنا أن مراده يبني لنا مسجدا عظيما بمصر لا نظير له في الأقطار وأنه يدخل في دين النبي المختار عليه أفضل الصلاة والسلام
السيد خليل البكري نقيب السادات الأشراف
الفقير عبد الله الشرقاوي ريس الديوان
الفقير محمد المهدي كاتم سر الديوان
الفقير مصطفي الصاوي خادم الديوان
الفقير سليمان الفيومي خادم العلم
علي كاخيه باش اختيار مستحفظان
يوسف باش جاويش تفكجيان
السيد احمد المحروقي
طبع بمطبعة الفرنساوية العربية بمصر المحروسة
عندما نقرأ هذا المنشور ندرك أن المستعمر نابليون يظن أن المصريين حمقي وأنهم سيصدقون ادعاءاته بأنه دخل في دين الله، وأنه يقرأ القرآن يوميا وباتقان!!.
إضافة إلي هذه الأمور الظريفة نجد أنه يجند ويستخدم مجموعة من السكان يظن أنه بمجرد إضافة أسمائهم سيقنع بقية الشعب بحجته وأقواله.
من أجل هذا أحضر نابليون مطبعته لتكون أمضي أسلحته.
قول البعض بأن الصحافة في مصر بدأت بمقدم الحملة الفرنسية خاطئ، لأن هذه ليست صحافة بكل المقاييس.
كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة