Close ad

"اتحاد الكتاب" على صفيح ساخن.. المكشوف والمستور فى الصراع على الكرسى

2-8-2016 | 10:41
اتحاد الكتاب على صفيح ساخن المكشوف والمستور فى الصراع على الكرسىعلاء عبدالهادى وحامد ابو احمد
الأهرام - إبراهيم فاروق
هل حقاً انتهت أزمة «اتحاد كتاب مصر» بالإعلان المفاجئ يوم الأحد من الأسبوع الماضى تنصيب هيئة مكتب جديد لإدارة شئون الاتحاد وانتخاب الدكتور حامد أبوأحمد رئيسًا، والدكتور مدحت الجيار نائباً للرئيس، والكاتب الصحفى حزين عمر سكرتيرا عاماً والدكتور جمال العسكرى أميناً للصندوق؟!
موضوعات مقترحة


وهل حقاً تم فى هذا الاجتماع من قبل ١٦ عضوا بمجلس الإدارة، وضع حد للصراعات الدائرة فى أروقة الاتحاد منذ أكثر من ٦ أشهر، أم أن فصول الصراع على إدارة الاتحاد ستظل عالقة ومستمرة بين جبهتى الأزمة ممثلتين فى جانب المجلس المعلن الجديد برئاسة الدكتور حامد أبوأحمد، وعلى جانبها الآخر جبهة الدكتور علاء عبدالهادى، الذى لايزال يؤكد أنه الرئيس الشرعى للاتحاد.

وماهى الروايات العديدة ، المتشابكة والمتقاطعة والمتنافرة أيضا فى تطورات مايحدث بحى الزمالك حيث مقر اتحاد كتاب مصر؟!

كذلك كيف يمكن للسيناريوهات الحادثة والمتوقعة أن تجد لها نهاية حاسمة وعادلة، يمكنها وقف نزيف قيمة ذلك الصرح الفكرى والثقافى المصرى ، وتحاول إعادة مكانته وطاقته المهدرة على مدار الشهور الفائتة؟!

كل هذه الأسئلة وغيرها تطفو على سطح المشهد الثقافى والإعلامى حاليا، وتطرح نفسها طالبة إجابات سواء من جهات مسئولة عدة، أو من الكتاب أنفسهم أعضاء الاتحاد وفروعه الـ ٩ فى أقاليم مصر.

لكن - وبلا شك - أن كل ما جرى من وقائع حتى لو تم حسمها وعلاجها لن تنفى الحقيقة الواضحة فى أن خسارة أدبية كبيرة طالت الكيان نفسه ،خسارة فى صميم مصداقية وروح ومعنى الاتحاد عكستها أخبار عن معارك ووقائع عنف وبلطجة ومحاضر فى أقسام الشرطة وتدخل جهات أمنية ، لاتدل سوى عن معنى واحد وهو التشبث بالكراسى ناهيك عن اتهامات متبادلة وقضايا فى المحاكم، ومذكرات وبيانات وتقارير، تحقيقات وأخبار ساخنة وتفاصيل غامضة وتائهة وملفات ضائعة، وهى الخسارة التى لايعوضها منصب عارض مهما طال الزمن سيزول، أو مال يمكن انفاقه لإنقاذ الصورة الممزقة، والتى طالت اسم وتاريخ وقامات شكلوا لسنوات ذلك الاسم الكبير: اتحاد كتاب مصر!

جاء اجتماع يوم الأحد من الأسبوع الماضى بمثابة المفاجأة فى مقر الاتحاد، وماأسفر عنه من إعلان رئيس جديد ومعه هيئة مكتب أيضا جديدة، وقد جاء فى محضر جلسة المجتمعين: اجتمع مجلس إدارة الاتحاد فى الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد الموافق ٢٠١٦/٧/٢٤ م، وقد بدأ الاجتماع بكلمة الأستاذ حزين عمر السكرتير العام ورئيس الجلسة، وسكرتارية محمد الشيباوى مدير عام الاتحاد ، وقد بدأ الأستاذ حزين عمر رئيس الجلسة بأن أوضح قائلا: «نحن فى حالة انعقاد دائم كمجلس إدارة بناء على قرار مجلس إدارة الاتحاد فى 22/3/ 2016، وبهذا تعد الجلسة مكتملة وقانونية، ويتضمن جدول أعمالها؛ أولا/ اعتماد محضر الجلسة الأخيرة لمجلس الإدارة في 22/3/ 2016، وقد تم عرض المحضر على السادة أعضاء المجلس، وصدق الحاضرون بالإجماع على محضر الجلسة المنعقدة فى 22/3/ 2016. (وهنا يجدر التذكير بأن اجتماع مارس المقصود كان اتخذ قرارا بالإجماع بسحب الثقة من الدكتور علاء عبدالهادى كرئيس للاتحاد.

وعليه فإن اجتماع الأسبوع الماضى، بتصديقه على ذلك، قد صدق تماما على سحب الثقة من الدكتور أوكما ذكر (السيد / علاء عبدالهادى)، حيث يشكك عدد كبير من أعضاء المجلس الجديد فى درجة الدكتوراه الحاصل عليها علاء عبدالهادى، وأنه أخفى الملف الخاص به من وثائق الاتحاد، ومعه ملفات بقية الاعضاء، وأنه ليس هناك مايثبت فى ملفه هذه الدرجة العلمية أو غيرها لدرجة أنهم يشككون حتى فى درجة البكالوريوس)!

ثم يأتى القرار الثانى الذى اتخذه المجلس المعلن الجديد باستكمال تشكيل هيئة المكتب بتحديد منصب الرئيس ونائب الرئيس وأمين الصندوق وفيه: وقد عرض السيد الأستاذ رئيس الجلسة منصب الرئيس لمن يرغب فى الترشح له فتقدم الدكتور حامد أبوأحمد وتم انتخابه بالتزكية ، وتقدم لمنصب النائب الدكتور مدحت الجيار وتم انتخابه بالتزكية، وتقدم الدكتور جمال العسكرى لمنصب أمين الصندوق وتم انتخابه بالتزكية، وعليه يكون تشكيل هيئة المكتب على النحو التالى: الدكتور حامد أبوأحمد رئيساً للاتحاد، الدكتور مدحت الجيار نائبا لرئيس الاتحاد، الأستاذ حزين عمر سكرتيرا عاما للاتحاد، الدكتور جمال العسكرى أمينا للصندوق.

ويستكمل مجلس الإدارة المعلن الجديد فى محضره البنود التى تؤكد أنه الكيان الذى أصبح بالفعل قائما بإدارة نواحى العمل فى مختلف الأعمال المتعلقة بشئون الأعضاء، فيقوم رئيس الاتحاد الجديد الدكتور حامد أبوأحمد بتفويض «حزين عمر» سكرتير عام الاتحاد للقيام بأعمال رئيس الاتحاد ونائبه فى حالة غياب أى منهما وقد وافق المجلس بالإجماع على هذا التفويض.

كما قام المجلس كذلك، ووفقا لمحضر جلسته، بتشكيل اللجان القانونية وهى (صندوق المعاشات والإعانات، لجنة القيد، والشعب واللجان (كشعبة النقد الأدبى وإصدار النشرة وتم إسنادهما لعضوين من أعضاء الجمعية العمومية هما: الدكتور محيى عبدالحى للنقد الأدبى، ومحمد ثابت لإصدار النشرة)، وتناول المحضر أيضا طلب الدكتور أيمن تعيلب مناقشة تقرير لجنة الجوائز والتجهيز لإعلان النتائج، وطلب جابر بسيونى تحديد موعد عاجل لإجراء انتخابات فروع الاتحاد.

وليس من شك للمطلع على محضر جلسة يوم «الأحد المفاجئ»، ورغم ما ضمه من تشكيل اللجان وأعمال وضعها على جدوله لتنفيذها كموضوع انتخابات الفروع ولجنة الجوائز، من أن محوره الرئيسى ومركزه الحقيقى هو الإعلان عن الإطاحة بعلاء عبدالهادى، وتسمية رئيس جديد يقوم مكانه بإدارة المجلس والاتحاد بالطبع.

لكن هل توقفت الصورة عند هذا الحد؟!

محضر اجتماع المجلس المعلن الجديد، لم يكن الوحيد الذى حمل على أوراقه علامة اتحاد كتاب مصر الشهيرة والتى تملؤها رسمة الريشة والورقة، لكن بيان الدكتور علاء عبدالهادى هو الآخر جاء حاملا نفس العلامة مؤكدا أن البريد الإلكترونى الذى استخدمته مجموعة المجلس المعلن حديثاً هو بريد غير حقيقى، معلنا هو الآخر أنه لا قيمة إعلامية أو قانونية لأى بيان يصدر باسم الاتحاد إلا إذا جاء من عنوان بريد إلكترونى صحيح للاتحاد، ومن ذوى صفة تم انتخابهم فى انتخابات صحيحة أشرف عليها القضاء، وتعبر - حسب قوله - تعبيراً صحيحاً عن إرادة نقابية منعقدة وفق القانون واللائحة.

الطرفان (مجلس حامد أبوأحمد)، و(مجلس علاء عبدالهادى)، كلاهما يؤكد قانونية وجوده وأنه جاء بناء على مواد تضمنتها لائحة الاتحاد، فى الوقت الذى يتهم الآخر بأن وجوده غير قانونى ، فالأول والذى أعلن عن وجوده منذ الأسبوع المنصرم (مجلس أبوأحمد)، يؤكد أنه ومنذ مارس الماضى وخطوات عمله قانونية واستند على مواد فى اللائحة منها المادة ٣٧ والتى نصت فى الفقرة (م) على أن لمجلس الإدارة الحق فى الدعوة للجمعية العمومية، وأنه كان فى حالة انعقاد دائم منذ ذلك التاريخ، مؤكدا أن سحب الثقة من علاء عبدالهادى تم بشكل قانونى سليم وفق نتائج الجمعية العمومية والتى أكد المستشار القانونى لوزير الثقافة صحة سحب الثقة من خلالها.

واستفسرت عن الموقف برمته من الشاعر والكاتب الصحفى حزين عمر فقال: الأمر ليس صراعا بين طرفين، بل يتعلق بالسلطة المطلقة على الاتحاد، وهى سلطة الجمعية العمومية، والتى يمثلها مجلس الإدارة المنتخب فى مارس ٢٠١٥، (وهنا نشير إلى أن هذا المجلس من وجهة نظر علاء عبدالهادى لم تعد له صفة بعد استقالة غالبية أعضائه ٢٠ عضوا وتصعيده لمن يليهم فى نتائج الانتخابات)، وهى أيضا الخطوة التي - كما يكمل حزين عمر- تنم عن محاولة للانفراد بالقرار فى الاتحاد والاستمرار فى سيطرة شخص واحد على كل أمور الاتحاد بشكل غريب ومستفز للجميع .

بينما يتكئ الدكتور علاء عبدالهادى المطاح به على الحكم الصادر من القضاء الإدارى لصالحه والذى ينص: (قضت المحكمة بوقف تنفيذ القرار المطعون فيه مع مايترتب على ذلك من آثار أخصها عودة المدعى (أى علاء عبدالهادى) إلى منصبه، وكذا مجلس الإدارة وممارستهم لكافة الاختصاصات الموكولة إليهم من قبل الجمعية العمومية والمنصوص عليها فى القانون) فى الوقت الذى يشكك فيه حزين عمر فى صحة هذا الحكم بأنه حكم ابتدائى صدر من القضاء الإدارى موحيا بأنه كان مؤامرة من محامى الاتحاد مع علاء عبدالهادى حيث لم يتقدم المحامى بأوراق تثبت إجراءات صحة سحب الثقة من «الرئيس المخلوع».

ملابسات كثيرة وتفاصيل أكثر فى الصراع والمواجهة بين جماعة عبدالهادى وجماعة أبوأحمد، يظهر منها أقل مما يخفى، فالاتهامات المتبادلة تطول كلا الطرفين فى تربيطات ومؤامرات. فبينما يؤكد دائما عبدالهادى أنه جاء حاملا مشاعل التطوير والإصلاح، يتعجب أعضاء المجلس من انفراده بالقرارات وتعاليه على الحوار، وسلوكه المتمسك بالكرسى دون النظر لصالح الجماعة الغالبة عددا فى الاتحاد، فى الوقت الذى يتهم عبدالهادى جماعة أبوأحمد بأنهم جماعة مغتصبة لحقوقه ومنعدمة الخبرات الإدارية والنقابية وأنهم يمثلون الحرس القديم المعوق لكل تقدم وإصلاح .

لكن هل حقا هذه الاتهامات هى الحقيقة؟! أم أن هناك خفايا أخرى وأشياء خلف الكواليس؟!

ثم من يحسم مايجرى فى الاتحاد بشكل نهائى وعاجل؟!

النزيف مستمر على الرغم من تأكيد الطرفين أن الأمر برمته محسوما لصالحه، وأنه هو الكاسب فى هذه المعركة، لكن إذا كان كل طرف هو الكاسب!

ترى من هو الخاسر؟!

أليست هى صورة منبر كبير للفكر والثقافة فى مصر؟!

بدأ «الأهرام» تحقيقه حول ما يجرى من أزمات فى اتحاد كتاب مصر منذ مارس الماضى، واقفا على مساحة متساوية من جميع الأطراف لكشف حقيقة مايجرى فى أروقة هذا الصرح الفكرى والثقافى المصرى والعربى الكبير، وفتحنا الباب للجميع للحديث والحوار لتكون الصورة واضحة وجلية أمام الرأى العام، وحين تجددت الأزمة من بدايات الأسبوع الماضى وعند كتابة سطور تطوراتها طلبنا من الطرفين ،وهما الدكتور علاء عبدالهادي، والدكتور حامد أبو أحمد الحديث، واستجاب الدكتور حامد للحوار، وطلب الدكتور علاء الأسئلة مكتوبة وأرسلناها له وبانتظار إجاباته عنها كاملة.

ويستمر الأهرام فى فتح ملف اتحاد الكتاب لعله يساعد فى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من نزيف قد يطول ولا يثمر!
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: