قام متحف الفن الإسلامي بالقاهرة بتنفيذ عدة فيديوهات عن تاريخ المتحف والآثار الاسلامية، مثل فنون الأرابيسك؛ حيث استوحى عدة مشاهد من المسلسل الشهير "أرابيسك"، تأليف الراحل أسامة أنور عكاشة.
موضوعات مقترحة
وتحدثت مقاطع الأرابيسك عن كثير من الأعمال الأثرية، ومنها منبر مدرسة تتر الحجازية التي أنشأتها السيدة تتر ابنة الناصر محمد بن قلاوون في الجمالية، وعرفت تتر بنت قلاوون بالحجازية نسبة إلى زوجها ملكتمر الحجازي.
كما قام المتحف بإعداد عدة فيديوهات متنوعة للقطع الأثرية النادرة التي يضمها المتحف، ومنها قصة القميص السحري؛ حيث قامت إدارة المتحف بتنفيذ فيديوهات بالرسوم المتحركة عن القميص السحري الذي يعتبر القميص الثامن في العالم.
ودول مثل مصر وإيران وتركيا وألمانيا يطلقون على القميص "القمصان المسحورة" لما تحمله من كتابات غامضة، وكان الأمراء وقادة الجيوش يرتدونها كوقاية من غمار المعارك الحربية، والقميص يندرج تحت بند التمائم والأحجبة المصنوعة من النسيج، التي كان لها شيوع في عصرها، والتي كان يدخل الأمراك والملوك بها الحروب.
وتناولت فيديوهات القميص السحري قصة الفيل الأزرق، الذي قام ببطولته الفنانان كريم عبدالعزيز وخالد الصاوي؛ حيث يشير فيلم الفيل الأزرق، من إنتاج عام 2014، واقعة سرقة المتحف الإسلامي والقميص السحري.
الدكتور عبد الحميد عبد السلام، الذي أعد رسالة ماجستير عن القميص السحري يقول لـ"بوابة الأهرام" إن القميص السحري، المصنوع في عهد الدولة الصفوية بإيران، مسجل بالمتحف الإسلامي بالقاهرة، لافتًا إلى أن المتحف تسلم القميص في عهد ماكس هرتز، الذي كان يشرف آنذاك على المتحف الإسلامي بالقاهرة، مشيرًا إلى أنه قام بشراء القميص بمبلغ 5 جنيهات من شخص يدعى مصطفى بك شمس الدين، وتم إنهاء كافة إجراءات البيع للقميص الذي يوجد عليه دم يغطي جنباته في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث إن له من العمر 349 سنة.
وتناولت الفيديوهات، التي قام بأدائها فريق المتحف الإسلامي، تاريخ المتحف من خلال الجد الذي يشرح للطفل علاء الدين تأسيس المتحف في عهد الخديو عباس حلمي الثاني، وسيطرة الأجانب على تولي إداراته، كما يؤكد الفيديو على لسان الراوي أنه لايعرف أي شيء عن القميص المسحور، الذي ربما تم استقدامه بعد رحيل مدير المتحف من منصبه.
وقد تخلص مصطفي بك شمس الدين من القميص السحري الذي تم تصنيعه في عهد الأمير المنحوس، وهو سليمان الصفوي، بأبخس الأثمان، رغم أنه من أفضل قمصان العالم، كما يؤكد الأثريون، وقام ببيعه بأبخس الأثمان للمتحف.
وأضاف الدكتور أحمد الشوبكي، مدير المتحف، في تصريح لـ"بوابة الأهرام"، اليوم السبت، أن هذه الفيديوهات تم إنتاجها وتنفيذها بالكامل من خلال العاملين بالمتحف، بخاصة منصور حسن الذي يقوم حاليا بعمل مصور المتحف، والهدف منها توثيق أعمال التطوير، وعرض مشروعات وبرامج المتحف بطريقة جديدة وجذابة تساهم في لفت الأنظار للمتحف ولمجموعته الفنية التي تعد الأهم والأكبر على مستوى العالم.
وأضاف الشوبكي أنه كان الحرص في تنفيذ هذه الفيديوهات على أن لا يتم الاستعانة بأية خبرات خارجية؛ حتى لا يتم التوقف في أية لحظة، "بل كان العمل على الخبرات المتاحة والعمل على تطويرها للوصول إلى المستوى المطلوب، ونحن نعمل في المتحف بطريقة من سيبدع أكثر ومن صاحب فكرة اليوم، وهذه الطريقة تشعل حماسة الفريق وتؤتي ثمارها بالتنوع والأفكار الإبداعية غير المتوقعة."