اضطر جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جيه.بي مورجان تشيس أكبر بنك في الولايات المتحدة إلى الإعلان عن تعرض بنكه لخسائر بلغت ملياري دولار نتيجة معاملات في منتجات مالية عالية المخاطر.
موضوعات مقترحة
وقال ديمون المتحمس دائما والمعروف بأنه أنجح مصرفي بالولايات المتحدة "هناك الكثير من الأخطاء والارتباكات وسوء التقدير" وراء هذه الخسائر.
وأضاف في مؤتمر "نحن نستحق كل انتقاد يوجه إلينا".
ومنذ صدور إعلان جيه.بي مورجان بخسائره أمس مني سهم البنك بخسائر كبيرة حيث فقد السهم حوالي 9% من قيمته في تعاملات بورصة وول ستريت أمس الجمعة بعد أن كان قد فقد حوالي 6% من قيمته في التعاملات الإلكترونية مساء أمس الاول الخميس.
وقال توماس هارتمان أستاذ الاقتصاد في جامعة كولونيا الألمانية "من الواضح أن هناك أخطاء ارتكبت في إدارة المخاطر بالبنك.. لا اعتقد أن وسيطا واحدا (يعمل بالبنك) كان يحاول انتهاك القواعد بصورة متعمدة".
وقد تراجعت أسهم البنوك في مختلف دول العالم خلال تعاملات امس الجمعة. ولم يقتصر التراجع في بورصة وول ستريت على سهم بنك جيه.بي مورجان وإنما امتد إلى باقي البنوك المنافسة مثل بنك أوف أمريكا الذي خسر حوالي 3% من قيمة سهمه وكذلك بنك ويلز فارجو.
وفقد مؤشر داو جونز الصناعي القياسي في وول ستريت 44ر34 نقطة بما يعادل 27ر0% من قيمته إلى 6ر12820 نقطة في حين تراجع مؤشر ستاندرد أند بورز الأوسع نطاقا بمقدار 6ر4 نقطة أي بنسبة 34ر0% إلى 39ر1353 نقطة. وتراجع مؤشر ناسداك لأسهم التكنولوجيا بمقدار 18ر0 نقطة أي بنسبة 01ر0% إلى 82ر2933 نقطة.
وأعاد إعلان بنك جيه.بي مورجان عن خسائره مساء أمس الاول الخميس إلى الأذهان ذكريات الأزمة المالية العالمية التي تفجرت في خريف 2008 بسبب خسائر البنوك الأمريكية من المنتجات المالية عالية المخاطر.
وقال جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جيه.بي مورجان إن هذه الخسائر نجمت عن "أخطاء فادحة" حيث حدثت الخسائر في أوراق ائتمانية غير أصلية وهي استثمارات لمشتقات مالية ترتبط بالأداء الائتماني.
والحقيقة أن بنك جيه.بي مورجان هو أحدث بنك عالمي يضطر إلى الكشف عن خسائر كبيرة في معاملاته المالية بعد إعلان سوسيتيه جنرال الفرنسي ويو.بي.إس السويسري عن خسائر كبيرة في فترة سابقة.
في الوقت نفسه فإن الكشف عن خسائر جيه.بي مورجان جاء في أسوأ توقيت بالنسبة للنظام المصرفي العالمي حيث يشعر المستثمرون بقلق متزايد على استثمارات المؤسسات المالية والبنوك في الديون السيادية للعديد من دول العالم وبخاصة في منطقة اليورو التي تعاني أزمة مالية طاحنة.
كما يتزايد القلق بشأن آفاق الاقتصاد العالمي في ظل مؤشرات على أن النمو الذي سجلته اقتصادات رئيسية في العالم العام الماضي فقد قوة دفعه خلال العام الحالي.
يأتي ذلك فيما قال جيه بي مورجان في تقرير فصلي إن "هذه المحفظة أثبتت أنها أكثر مخاطرة وأكثر تذبذبا وأقل فعالية كأداة تحوط اقتصادي عما كانت تعتقده المؤسسة من قبل".
وقال رئيس البنك إنه "بعد إدراك متأخر، وجدنا أن الاستراتيجية الجديدة معيبة ومعقدة ولم تراجع بشكل جيد وتم تنفيذها ومتابعتها بشكل ضعيف".
وأضاف أن الخسائر يمكن أن تنمو أو تتقلص خلال الربع الجاري.
وجاء في الوثائق التي قدمها البنك للبورصة أنه يجري عملية "تغيير صورة" محفظته من المنتجات الائتمانية المركبة.
وأشار البنك إلى أنه يتوقع تسجيل خسائر قدرها 800 مليون دولار خلال الربع الثاني من العام الحالي في حين كانت التوقعات السابقة تشير إلى تحقيق أرباح قدرها 200 مليون دولار خلال هذه الفترة.
وقال البنك إنه تأكد من أن محفظته الاستثمارية أعلى مخاطرة وأشد تقلبا وأقل فاعلية مما كان.