أكد خبراء اقتصاديون أن بدء تبادل الجنيه واليوان أمس الخميس تتويج للعلاقات المصرية الصينية التي شهدت تطورًا كبيرًا في الفترة الأخيرة، وسيفتح آفاقًا واسعة من التجارة بينهما.
موضوعات مقترحة
وقال مستشار محافظ البنك المركزي المصري مجدى عامر إن البنك أطلق آلية تبادل العملات مع الصين بدءًا من اليوم الخميس.
وأضاف ، خلال المنتدى المصري الصيني أمس، أن العلاقات المصرية الصينية تطورت خلال فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر الزيارات الرسمية على المستوى الرئاسي، بالإضافة إلى الزيارات الوزارية.
وأوضح أن العلاقات لم تتطور فقط على المستوى السياسي بل على المستوى المالي، إذ إن الصين تعد من أكبر الداعمين لمصر، حيث أقرضت مصر 1.800 مليار دولار .
وأكدت رانيا يعقوب، خبيرة الاقتصاد وأسواق المال، اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعلاقات مع الصين، إذ قام بزيارة تاريخية لها، وتم توقيع عدة اتفاقيات تعاون بين البلدين، في عدة مجالات أهمها مجال التجارة والصناعة، وتعزيز الاستثمارات.
وأشارت إلى أن التبادل التجاري بين البلدين بالعملات المحلية يعمل على توفير ما يقرب من 4 مليارات دولار، ويخفف الضغط على طلب العملة الصعبة، كما أعلنت الصين نيتها ضخ استثمارات في مصر تتعدى 20 مليار دولار، بالعاصمة الإدارية الجديدة، والطاقة، والبنية التحتية.
وأوضحت أن النظرة الايجابية للصين لمصر انعكست على حجم الاستثمارات الصينية، مما سيكون له أثرًا على المساعدة على استقرار الجنيه، خاصة بعد الضغوط العنيفة التي مر بها الاقتصاد المصري، ففي وجود شريك مثل بكين بقوته الاقتصادية، سيساعد على دعم المبادرات المصرية، وتخفيف الطلب على الواردات وتكلفتها العالية.
وقال عاطف عبد اللطيف، عضو جمعيتي مستثمري مرسى علم وجنوب سيناء، إنه يمكن تنشيط السياحة الصينية لمصر أيضا، من خلال التعامل بالعملة الصينية، وبهذه العملة نوفر احتياجات مصر الاستيرادية من الصين، وبذلك يخف الطلب على الدولار الذي أصبح توفيره صعباً في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، وتنشط حركة السياحة الصينية إلى مصر.
ولأهمية التعامل مع الصين باليوان أشار عاطف إلي أن آخر إحصائية لحجم التبادل التجاري بين مصر والصين، بلغت 12.9 مليار دولار، 80% منها لصالح الصين، ولو تم التعامل باليوان هذا يعني أن مصر ستوفر أكثر من 8 مليارات دولار تقريبا كل عام .
وأكد عاطف عبد اللطيف، أن تبادل العملات بين مصر والصين سيكون له دور كبير في تنشيط السياحة الصينية، إلى مصر حيث سيتم تعامل السائح الصيني بعملته في مصر أو الجنيه المصري، ولن يحتاج إلي الدولار.
وتشير الإحصائيات إلي أنه في عام 2015، بلغ عدد السائحين الصينيين الذين زاروا مصر 115 ألف سائح، وبلغت فترة الإقامة في الفنادق 637 ألف يوم ، متوقعًا أن التعامل باليوان سيحول مصر إلي مقصد سياحي رئيسي للصينيين، بعد وضع آلية لمقايضة العملات بين البلدين في المستقبل.
وأكد أن عدد السياح الصينيين الذين زاروا مصر ضعيف جدًا مقابل حجم السياحة الصينية حول العالم حيث إنه طبقًا لإحصائيات صينية، فإنه بلغ عدد السياح الصينيين الذين سافروا إلى الخارج عام 2015 أكثر من مائة مليون، بزيادة قدرها 19.5 % على عام 2013.
وطالب عاطف، بضرورة وضع برامج سياحية جاذبة للصينيين وغير تقليدية تشجعهم على زيارة مصر، وقضاء ليال سياحية طويلة، مثل توفير برامج سياحية بالتنسيق بين وزارتي الطيران والسياحة، تشمل الطيران، والإقامة، والتنقلات الداخلية أيضًا، وبأسعار جاذبة، وكذلك زيادة رحلات مصر للطيران إلى الصين، وتطبيق منح التأشيرة "الأون لاين" للأفراد، ومطلوب من وزارة السياحة التوسع في تخريج دفعات من المرشدين للغة الصينية، وكذلك اهتمام الجامعات المصرية بتدريس تلك اللغة، في كليات الآداب، والألسن، والسياحة، والفنادق.