Close ad

«التريكو» يكسب فى تحدى غزو الأسواق وأصبح «موضة» بـ«الشنطة» و«الشال» و«الفستان»

6-2-2021 | 19:22
«التريكو يكسب فى تحدى غزو الأسواق وأصبح «موضة بـ«الشنطة و«الشال و«الفستانالتريكو
هند رافت
الأهرام المسائي نقلاً عن

عاد بـ «البلوفر» و«الكُوفيِّه»..«التريكو» يكسب فى تحدى غزو الأسواق وأصبح «موضة» بـ«الشنطة» و«الشال» و«الفستان»

موضوعات مقترحة
«التريكو رجع موضة تاني».. عبارة باتت مسموعة كل شتاء منذ اللحظة التى عاد فيها التريكو من جديد لسوق الملابس وزاد عدد محبيه والعائدين إليه، ليتحول من مجرد تفضيلات شخصية لدى البعض بارتداء الملابس التريكو شتاءً إلى موضة يسعى لارتدائها ويحبها الكثيرون.

رجال ونساء وأطفال، لم يعد الأمر مقتصرا على فئة معينة بل استطاعت ملابس التريكو باختلاف أذواقها وأنواعها اكتساب المزيد من الزبائن.

«أول حفيد» هو كلمة السر فى حياة «مها حسين» الجدة التى بلغت سن المعاش قبل أن يصل ذلك الحفيد فأرادت أن تستعد لاستقباله بشكل عملى وأن تترجم مشاعر الفرحة وتستغل فترة انتظاره فى إنتاج شيء خاص له، وقررت أن تكون أولى هداياها له من صنع يديها حتى تكون هدية ذات طابع خاص ومميز، إلى جانب رغبتها فى القضاء على شعور الملل والفراغ الذى أصابها بعد سنوات طويلة اعتادت فيها الذهاب للعمل وشغل ساعات طويلة من يومها بمهام وظيفتها.

بدأت تعلم الكروشيه عن طريق اليوتيوب حيث أرادت أن تمنح نفسها من الوقت ما يؤهلها لدراسة كافية ومستوفية لتخرج بنتيجة مُرضية، وبالتجربة قامت بعمل أول «طقم مولود» بالشكل واللون الذى اختارته، لتبدأ رحلة حبها للكروشيه الذى لم يملأ فراغها فقط بل بات جزءاً أصيلاً فى يومياتها، لتقرر «مها» بعد ذلك الترحيب بكل مولود جديد فى العائلة على طريقتها وليس فقط أحفادها الذين حظوا واحداً تلو الآخر بمجموعة مميزة من الملابس ماركة «صنع بيد جدتى وقلبها». أما «مى محمد» التى قررت المزج بين كونها ربة منزل وامرأة عاملة، فأرادت أن تكون نسخة عن والدتها وجدتها وتتعلم التريكو والتطريز بخلاف خبرة بسيطة صغيرة اكتسبتها من حصص «التدبير المنزلي»، وتقول: «كانت أول مرة أفكر أتعلم التريكو من مادة التدبير، قد إيه إحساس جميل إنك تعمل حاجة بإيدك وتتقنها وتشوف نتيجتها»، واستكملت حديثها قائلة: «الفضل الأول كان لجدتى التى علمتنى أصول التريكو، فكانت تسعد بكل قطعة تنتهى منها».

وأضافت أنها كانت تشعر فى كل مرة تنتهى فيها من قطعة كأنها أعدت أكلة جديدة شهية أحبها الأولاد وأثنوا عليها، لذلك جاء قرارها بإتقان التعلم والتطور فيه وعدم الاكتفاء بالأساسيات أو التقليد فاجتازت دورة تدريبية تعلمت فيها كل شيء وكانت البداية. هدايا «شتوية» للأحبة والأصدقاء أبرزها «الكُوفيَّة» سعت «مي» لتقديمها لكل من حولها، وكانت كلمات الشكر والثناء والتقييم الإيجابى حافزاً لها خاصة بعد اتساع الدائرة لتشمل أصدقاء الأصدقاء ومعارفهم، فقد كانت الهدايا دون أن تدرى نماذج مما صنعته أيدها يراها من لا يعرفها ويسعى لاقتناء شيء مثلها.

قررت «مي» أن يأخذ «التريكو» شكلاً آخر فى حياتها فلن يبقى الهواية التى تسعد بها ومن حولها بل أصبحت العمل الذى اختارته لنفسها من خلال «جروب على فيسبوك» بات هو متجرها ونافذة البيع الذى تعرض من خلاله كل ما تصنعه، وقد أشارت إلى مساعدة الإنترنت لها بفتح مجال كبير وواسع لنماذج مختلفة كانت تقوم بتنفيذها باحترافية شديدة ليتطور الأمر من مجرد «الكوفيِّة الشتوية» إلى «اللكلوك» و«الطواقي» و«الشنط» ومستلزمات الأطفال من مفارش وأسرِّة و«كوفرتات» وحافظة أقلام للمدرسة، ليستمر تطوير الذات والأداء بالمزج بين الخشب والجلد مع الكروشيه، الأمر الذى لاقى قبولاً وإقبالاً كبيراً.

وتوضح أن «الكروشيه» لم يعد مقتصراً على فصل الشتاء فقط بل هناك خيوط قطنية تستخدم لفصل الصيف وعليها الطلب أيضاً، مشيرة إلى أن السبب فى عودة التريكو والكروشيه والإقبال عليهما لرغبة البعض فى ارتداء شيء من اختيارهم من حيث الشكل واللون لتكون القطعة من الألف إلى الياء حسب أذواقهم.

وهو الأمر نفسه الذى بدأت به «غادة سعيد» حديثها مؤكدة أنها تُفضِّل «التريكو» على الملابس الجاهزة ليس فقط لأنها تُشرف على كل خطوة حتى تصبح القطعة بين يديها بل يمكنها اختيار الشكل بالجمع بين أكثر من موديل وبألوان من اختيارها ولكن أيضاً لارتفاع أسعار الملابس الجاهزة بشكل مبالغ فيه على حد وصفها، مشيرة إلى أن الملابس «التريكو» تؤدى نفس غرض التدفئة فى الشتاء بدلاً من الجواكت التى ترتفع أسعارها وتتراوح ما بين 700 لـ 1000 جنيه، وفى الوقت نفسه يتفوق التريكو عليه فى مستوى الأناقة والذوق.

ويرى «محمد الساكت» - بائع فى منطقة وسط البلد- يتنقل ببضاعته من بلوفرات تريكو بمختلف أشكالها وألوانها بين شوارع وسط البلد ويفترشها لتختار من بينها الفتيات اللاتى تقع أبصارهن على بضاعته فى أثناء التجوال بوسط البلد مؤكداً أن هناك إقبالا على «لبس التريكو»، مستطرداً حديثه قائلاً: «البنات بيحبوا يشتروه، الأول كان قليلا بس من ساعة ما زاد وبقى موضة بقى بييجوا كتير يشتروه، وبيجيبوا من اللى على الرصيف أحسن من اللى فى المحلات لأن أسعارنا أرخص ولبس الشتا معروف إنه غالي».

وردًا على رواج بيع منتجات التريكو المختلفة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى يقول: «أسمع أنهم بيبيعوه على النت لكن عندنا بردو أرخص» مشيراً إلى أن أى موضة جديدة تتعلق بحركة البيع والشراء تنتقل بالعدوى «وكله بيقلد بعضه، وإحنا لينا فى النهاية نبيع اللى عليه الطلب» على حد قوله.

لدواع شتوية
مجرد كلمات ولكنها أصبحت علامات مسجلة فى صحيفة «الفصل البارد»، لا يمكن أن يمضى دون ذكرها أو استدعائها خلال فصل الشتاء، بعضها من التراث، والبعض الآخر ارتبط بأجواء البرودة والأمطار دون سبب واضح، فيما يمثل البقية طقساً شتوياً حاضراً ولو بحديث عابر فقط.
«الكلســـون».. «كان بلدى وبقى موضة»
هو ذلك اللباس الداخلى الذى كان له من السخرية والتهكم نصيب كبير، فكان مجرد ذكر اسمه كفيلاً بإثارة موجة ضحك غير مبررة، «الكلسون» الذى كان يراه البعض أحد الأزياء الشعبية التى لا يرتديها سوى فئة معينة بات الآن متربعاً على عرش الموضة العالمية دون مبالغة، الأمر الذى ترجمه بعض النجوم العالميين الذين قاموا بعرض مجموعات من الكلاسين الشتوية بألوان مختلفة فى عروض أزياء كبيرة، قد أصبح الآن أهم قطعة ملابس شتوية يحرص على اقتنائها الجميع.

فالكلسون الذى يعود تاريخه للقرون الوسطى وكان له شأن عظيم آنذاك عاد لينتقم من فترة السخرية التى لم تدم طويلاً وأثبت نفسه كجزء أصيل من الملابس الشتوية للرجال والنساء والأطفال، لا يمكنهم الاستغناء عنه أبدًا.

طوبة وأمشير .. «عُقدة ومثل شعبى»
«طوبة» و«أمشير» أكثر الشهور القبطية شهرة ربما للتزامن مع شهور الشتاء التى تشهد تغييرات مناخية واضحة وشديدة، الأمر الذى أصاب البعض بـ«عُقدة» منهما بسبب ربطهما بموسم الرياح والأمطار والأتربة.

«طوبة تخلى الشابة كركوبة»، «أمشير يفصص الجسم نسير نسير» و«أمشير أبو الزعابيب» و«أمشير ياخد العجوزة ويطير».. كل هذه الأمثال الشعبية التراثية كتبت قصة شهرى طوبة وأمشير مع المصريين وعبرت عن حالة القلق التى تصيبهم عند قدوم طوبة وحالة البرد الشديدة التى تصاحبه وأمشير الذى يشهد فى أغلب الأحيان أتربة وعواصف.

مشمع الغسيل.. وكلمة السر «الدنيا بتمطر»

«مشمع الغسيل» هو كلمة السر فى حياة ربات البيوت اللاتى يتابعن النشرات الجوية يوميا باهتمام وحرص شديد للوقوف على آخر تطورات حالة الطقس، أولاً لتحديد أفضل مواعيد غسل الملابس وثانياً للتأكد من عدم هطول أمطار فى أثناء عملية نشره وتجفيفه، ليكون «المشمع» حاضراً دائماً لاستخدامه فى أى لحظة يبدأ فيها سقوط الأمطار.ومن المفارقات الكوميدية التى يتداولها بعض الأبناء لوصف الأمهات عند سقوط الأمطار هى أول فكرة تدور فى أذهانهم وتترجمها ألسنتهم: «الدنيا بتمطر وفى غسيل!».

الدفاية.. «البرد ولا نارها»

هى شبح مخيف فى ليالى الشتاء، رغم شدة الحاجة لحالة الدفء التى تكون سبباً فى بثها داخل المنزل، ولكنها «الدفاية» التى يراها البعض مصدر خطر داخل البيت نظراً لوقوع بعض الحوادث بسببها.
ولكن لا يمكن إنكار أن الكثيرين يحرصون على اقتنائها لتشغيلها خلال الأيام الباردة من فصل الشتاء لعدم قدرتهم على تحمل موجات البرد، ويبقى الفيصل بين الفريقين سؤال تكشف إجابته إلى أيهما تنتمي: «نار الدفاية ولا جنة البرد؟!».

فيروز والقهوة وطقوس «الشتوية»
هى علاقة مُبهمة غير معلومة الأسباب، ربما أغانى فيروز الشتوية كانت سبباً ودافعاً لربطها بأيام الشتاء ولياليه واعتبارها جزءا من طقوسه، ولكن يبقى الربط بين أغنياتها والقهوة والشتاء علاقة غامضة ليس لها تفسير ولكنها دائماً حاضرة فى أحاديث الشتاء خاصة مع بداية حلول الفصل البارد الذى يرتبط بأحد أشهر أغنياتها «رجعت الشتوية».


مها حسينمها حسين

نماذج عمل نماذج عمل
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة