تشهد مصر حالياً واحداً من أهم المشروعات الصحية الاقتصادية للمواطنين، وهو المشروع القومى لتطوير مراكز تجميع الألبان فى محافظات الجمهورية، وذلك فى إطار النظرة المستقبلية للرئيس عبد الفتاح السيسى، وبدعم من السيد القصير وزير الزراعة لتحسين المستوى الصحى والاقتصادى للمواطن المصرى.
موضوعات مقترحة
ومن جانبها تقول الدكتورة نهلة أحمد شوقى أبوالروس رئيس بحوث بمعهد بحوث الصحه الحيوانية فرع شبين الكوم بمحافظة المنوفية، إن المشروع القومى لتطوير مراكز تجميع الألبان له أهمية كبرى وتأثير كبير على صحة الإنسان، حيث يستهدف التطوير سلسلة إنتاج الألبان عبر مراحلها المختلفة بدءاً من تربية ورعاية الماشية مروراَ بعمليات الحلب والفحص والتجميع والنقل، وانتهاءً بعمليات التصنيع والتسويق .. حيث يتم تقديم الدعم الفنى من خلال الخبراء لطرق التربية الحديثة، وتقديم الرعاية البيطرية للأبقار والجاموس، وكذلك دعم معامل معهد بحوث الصحة الحيوانية بالأجهزة، مع تنفيذ الإجراءات المناسبة للوصول إلى المعايير المطلوبة للحصول على شهادات الجودة العالمية، وكل ذلك للنهوض بمراكز تجميع الألبان، وتطوير نظم العمل من الطريقة البدائية للوسائل الأحدث عالمياً.
حجر الأساس
وأشارت أبو الروس إلى أن المعامل الفرعية لمعهد بحوث الصحة الحيوانية التابع لوزارة الزراعة، بدعم وقيادة الدكتور ممتاز شاهين مدير معهد بحوث الصحة الحيوانية، تعتبر حجر الأساس فى منظومة عملية تطوير مراكز تجميع الألبان، حيث إن الأجهزة عالية التقنية التى تم تزويد المعامل بها من قبل وزارة الزراعة تمكن الباحث من تحليل الألبان كيميائياً وبكتريولوجياً بدقة وسرعة، وذلك لرفع جودة الألبان ومنتجاتها المباعة للمستهلك، من حيث جودتها الصحية وضمان خلوها من الأمراض والملوثات البيولوجية والكيميائية والفيزيائية، وكذلك توافقها مع المواصفات القياسية المصرية.
وتقوم فرق الجودة بالمعامل بدعم مراكز تجميع الألبان ومصانع إنتاج الأجبان فنياً وعملياً للحصول على شهاده تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة HACCP وشهادة نظم إدارة سلامة الغذاء المعروفة ISO 22000 ، حيث تقوم المعامل فنياً بمساعدة المراكز على فهم وتطبيق أسس نظام تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة، وذلك بإقامة دورات تدريبية بصفة دورية لأصحاب مراكز التجميع والعاملين بها، لتوضيح قواعد ومتطلبات النظام والتدريب على الأسس الصحية السليمة الواجب اتباعها لإنتاج ألبان عالية الجودة، أما عملياً وذلك بتحليل الألبان الواردة للمركز بالأجهزة الحديثة.
المواصفة القياسية
وأضافت أبو الروس أنه يتم تحليل عينات ألبان من كل مورد لمركز التجميع لمعرفة تركيبها الكيمائى ومدى توافقها مع المواصفة القياسية المصرية، وكذلك لتقييم نوعية التغذية التى تتلقاها الحيوانات الحلابة، وكذلك لضمان خلوه من الغش التجارى.
كما يتم الكشف أيضاً عن غش الألبان بزيت النخيل، والذى يعتبر من أكثر أنواع الغش ذيوعاً وانتشاراً.
وتقوم المعامل أيضاً بتحليل الألبان لمعرفة العد الكلى البكتيرى الذى يعتبر مرآة حقيقية لصحة الحيوانات الحلابة، وكذلك مقياس لمعرفة مدى اتباع المزارع للاشتراطات الصحية قبل وأثناء وبعد الحلب.
ويستطيع الباحث معرفة عدد الخلايا الجسدية فى عينة الألبان، والذى يسمح بالتنبؤ المبكر بحالات التهاب الضرع قبل حدوثها، والتى تحمى الحيوان من الإصابة بهذا المرض، الذى يؤدى إلى مشاكل صحية صعبة العلاج وعالية التكاليف.
يوجد بمعامل المعهد أيضاً أجهزة حديثة للكشف عن السموم الفطرية فى الألبان، وهذه السموم لها تأثير تراكمى خطير على صحة الإنسان، حيث إنها تسبب أوراماً سرطانية عند تناول الألبان الملوثة بها.
البلمرة المتسلسل
وأعلنت الدكتورة نهلة أحمد شوقى أبو الروس أنه قد تم إمداد المعمل أيضاً بأجهزة تشخيصية عالية التقنية (جهاز الاليزا وجهاز تفاعل البلمرة المتسلسل)، وهى أجهزة حديثة تعمل على تشخيص الأمراض البكتيرية والفيروسية بطريقة دقيقة وسريعة ولامجال فيها للشك، كما يوجد بالمعمل أيضاً(جهازالفايتك)، يتمكن الباحث بهذا الجهاز من إجراء اختبارات الحساسية للمضادات الحيوية مما يسهل اختيار المضاد الحيوى المناسب لعلاج كثير من الأمراض، مما يوفر على المزارع كثيراً من النفقات، ويمنع الاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية، علماً بأن كل هذه الفحوصات كانت تستغرق فى الماضى أياماً عدة، وقد أصبحت تتم الآن فى غضون دقائق أو ساعات معدودة.
وبدعم معهد بحوث الصحة الحيوانية بمعامله الفرعية لمراكز تجميع الألبان وإرساء قواعد نظام الهاسب HACCP بها لا تتم زيادة جودة اللبن الذى يصل إلى المستهلك فقط، بل كذلك الذى يصل إلى مصانع منتجات الألبان، أيضاً والذى يوقف كثيراً من الخسائر التى كان يتعرض إليها المصنع، والنابعة من ارتفاع الحمل البكتيرى تارة، و تراجع جودة اللبن الكيمائية تارة، ومن وجود بقايا المضادات الحيوانية تارة أخرى، والتى كانت تتسبب فى كثير من المشاكل التصنيعية، وبذلك يستطيع المصنع أن ينتج منتجات ألبان عالية الجودة، ينافس بها فى الأسواق العالمية، تمكنه من تصدير منتجه للخارج، وذلك بحصوله على على شهادة نظم إدارة سلامة الغذاء ISO22000 .
لبن نظيف
وبذلك يستطيع معهد بحوث الصحة الحيوانية التابع لوزارة الزراعة، بقيادته وكوادره البحثية الساعين إلى النجاح مع استخدام أجهزته الحديثة، أن يساهم فى تحقيق النجاح لمبادرة السيد رئيس الجمهورية، بدعم مراكز تجميع الألبان، والتى تضمن للمواطن كوب لبن نظيفاً خالياً من الأمراض والملوثات، ومتوافق مع المواصفات القياسية العالمية، وأن يساعد فى رفع مستوى جودة منتجات الألبان، لتستطيع أن تنافس مثيلتها فى السوق العالمية، مما يرفع من المستوى الاقتصادى والمعيشى للمواطن المصرى.