Close ad

خبير أمريكي بندوة الغرفة: "كورونا" يعيد رسم خريطة صناعة الملابس الجاهزة

6-5-2020 | 12:14
خبير أمريكي بندوة الغرفة كورونا يعيد رسم خريطة صناعة الملابس الجاهزة صناعة الملابس
عبدالفتاح حجاب

قال روبرت إنتوشاك، الخبير الدولي بصناعة المنسوجات والملابس، إن جائحة كورونا أضفت مزيدا من المعاناة على صناعة الملابس الجاهزة العالمية والتي كانت تعاني قبل الأزمة من تفاقم فوائض الإنتاج، وارتفاع المخزونات بالمصانع، وزادها انتشار الفيروس سوءا مع توقف أغلب الطلبيات من الأسواق الرئيسية المستهلكة.

موضوعات مقترحة

وأشار "إنتوشاك" خلال ندوة نظمتها غرفة صناعة الملابس الجاهزة والمفروشات، باتحاد الصناعات عبر تقنية الفيديو كونفرانس أمس، إلى أن الفترة السابقة شهدت تنافسا محتدما بين المنتجين للتجاوب مع الضغوط المتزايدة من متاجر التجزئة العالمية للحصول على أفضل العروض السعرية، هذه الضغوط السعرية أدت إلى اتباع المصانع لنماذج أعمال لا يتسم أغلبها بالاستدامة. وهناك عدة عوامل تؤثر على سوق صناعة الملابس أحدها كورونا والثانى الإفراط فى الإنتاج قبل الوباء العالمى.

وتابع أن الإنتاج المفرط الذي شهدته الأسواق وما لحقها من اتباع المستهلكين لأنماط شرائية بكميات تفوق احتياجاتهم لرخص الأسعار، أدى إلى زيادة معدلات الإهدار بشكل له تأثير كبير على البيئة، واستنزف وأضعف سلاسل التوريد الرئيسية، وفى المقابل لاحظنا الفترة الأخيرة تراجعا في معدلات استهلاك الفرد للملابس حتى قبل الأزمة.

أشار إلى أن هناك مشكلة كبرى واجهت الدول المستهلكة للملابس وهى قلة نصيب الفرد فى استهلاك الملابس مقارنة بدخله، وهذا قد حدث أيضا قبل انتشار الفيروس، وهذا الانخفاض فى الطلب موجود ولكن الجائحة عجلت من ظهور المشكلة.

وتابع الخبير الدولي والرئيس السابق لاتحاد مصنعي المنسوجات الأمريكي، أن كوفيد 19 سيرسم خريطة جديدة لصناعة الملابس الجاهزة على كل النواحي، حيث سيدفع تباطؤ الطلب العالمي الكثير من وحدات الإنتاج إلى التخارج من السوق، وسيتبع ذلك انكماش ملحوظ في الأسعار لرغبة تجار التجزئة والمصانع في تصريف مخزوناتهم المتراكمة، وسيعقبها عودة لارتفاع الأسعار تدريجيا، بسبب سياسات التحفيز الحكومي وحرصها على ضخ مزيد من السيولة في الأسواق.

وأيضا تراجع الضغوط التي تمارسها شركات التجزئة على المنتجين في ظل تقليص كثير من أنشطتهم. قبل الوباء كنا قد وصلنا لمرحلة الرخاء من حيث المنتجات من الملابس التى أسعارها مناسبة وتصل للمستهلك سريعا، ولهذا أدى ذلك لكثرة المنتجات وضخها فى السوق فأصبح هناك فائض كثير بها بل تشبع وزيادة على الاحتياج.

وفيما يتعلق بسلاسل التوريد العالمية، قال إنتوشاك، الصناعة ستلجأ إلى سلاسل توريد أقل طولا وفى نطاق الإقليم الجغرافي، بما يسهم في خفض المدد الزمنية للإنتاج، كما أن عامل سرعة الوصول والنفاذ للأسواق التصديرية سيتعاظم دوره في المنافسة عن أي وقت سابق، وعلينا أن نبحث السرعة فى الوصول إلى السوق، ومن التغيرات التى سنشهدها أن التجار ستكون أعمالهم أكثر إقليمية. سيكون الاتجاه إلى الأساسيات مثل التيشيرت والجينز، وقد تكون من نفس الإقليم.

وسرعة الوصول للسوق سيكون عاملا رئيسيا لهذه الصناعة أكثر من أى شيء آخر. بعد كورونا المنتجات القطنية ستكون الأكثر طلبا، وذلك لأن الناس ستتجه لكل ما هو طبيعى بعد انتهاء جائحة كورونا

ولفت إلى أنه قد يمنح ذلك المنتجين المصريين فرصة ذهبية لتكون موردا رئيسيا لتلبية الطلب في الأسواق الأوروبية نظرا لقرب المسافة.

أما فيما يتعلق بأنماط الاستهلاك والتصاميم، توقع إنتوشاك، الاتجاه بشكل أوسع إلى القطع الأساسية المستخدمة في الحياة اليومية، والاعتماد بشكل أكبر على المنتجات القطنية بما يعطى ميزة لمصر في تسويق محصولها من القطن. وبشأن التمويل فى المستقبل وما الذى يمكن عمله لتخطى هذا الوضع المالى الصعب؟

وأجاب ما بعد كورونا ستختلف التغيرات، فالقوى كانت لصالح المشترى لفترة طويلة، ولكن بعد كورونا سيختلف الأمر.

وفيما يتعلق بالمنتجات القطنية يطالب بوجود جهاز وجهة دولية لمراقبة الوضع كى لا يكون المنتجون تحت رحمة العقود، وكذلك لمراقبة تجار السلع.

وأضاف أن التسويق الإلكتروني مهم جدا وستزداد أهميته فى المستقبل، ولكن ستروج للأساسيات كالجينز، وحجم المبيعات بالولايات المتحدة تشير إلى أنها نمط شرائى جديد، وعلى العاملين بالتجزئة تقديم نفسهم من خلال البيع أون لاين مرة أخرى، والبعض يتوقع أن الاقتصاد أغلق ولكن هذا غير صحيح، فالاقتصاد لم يتوقف بل أصبح بطيئا وعلينا اللجوء للتجارة الإلكترونية.

واختتم قوله بأن تعافى الصناعة قد يستغرق من عامين إلى 3 أعوام حتى تعود معدلات الطلب إلى ما كانت عليه قبل الأزمة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة