قال الدكتور حسام الغايش، الخبير الاقتصادي المتخصص في الشأن الإفريقي، إن انعقاد قمة الاستثمار البريطانية الإفريقية، يؤكد أهمية الاستثمار بإفريقيا، خصوصًا أن الفترة القليلة الماضية من العام 2019، شهدت اهتمامًا من مختلف الدول بالقارة السمراء مثل روسيا واليابان والصين.
موضوعات مقترحة
كانت فعاليات القمة انطلقت اليوم الإثنين، فى العاصمة البريطانية لندن، بحضور قادة وزعماء 21 دولة إفريقية، لتعزيز فرص الاستثمار والتنمية بالقارة.
وأضاف في تصريحات لـ"بوابة الأهرام" أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية التي شهدت أشدها العام المنقضي، كانت سببًا رئيسًيا في انتعاش الاستثمارات بإفريقيا، فضلاً عن الميزات التي تتمتع بها إفريقيا والتي تجذب المستثمرين إليها مثل أن غالبية أعمار السكن في مرحلة الشباب، إذ يوجد نحو 60% من السكان في عمر الشباب، ما يعزز من إيجابية القوى العاملة.
وأوضح أن ارتفاع مستويات التعليم بالقارة خلال السنوات الأخيرة، يؤكد أن المناخ الاستثماري ملائم، لاسيما أنه ستتوفر العمالة المدربة أو جاهزيتها للتدريب، كما أن إفريقيا تتجه خلال الفترة الأخيرة نحو الاقتصاد الرقمي، ما يدفع الدول المتقدمة للانجذاب إليها لعرض خدماتها في القطاع التكنولوجي والتحول الرقمي، ومن ثم تتدفق الاستثمارات الأجنبية للقارة السمراء.
وأشار إلى أن قارة إفريقيا في حاجة ماسة إلى وجود بنية تحتية قوية، إذ تتطلب القارة استثمارات كبرى في ذلك القطاع، إذ تصل استثمارات البنية التحتية في إفريقيا إلى نحو 60 مليار دولار سنويًا، ومن هنا تحرص كافة دول العالم على دخول القارة للحصول على جزء من تلك الاستثمارات، لأن ذلك يعزز تواجدها في إفريقيا، ويؤهلها للاستفادة من ثروات القارة الطبيعية المختلفة.
ونوه بأن مصر تشارك في القمة الإفريقية البريطانية، بصفتين، الأولى أنها من أكبر دول القارة جذبًا للاستثمارات، والثانية بصفة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومن ثم الحديث عن توجهات وأهداف القارة يكون محل اعتبار وتركيز من جانب المشاركين مع رئيس الاتحاد، كما أن تلك الصفتين تعزز دور مصر الأساسي في القمة وبالتحديد في ندوة الاستثمار والتجارة.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قال في كلمته: "يسعدني المشاركة في قمة الاستثمار البريطانية الإفريقية في لندن لمساندة لجهود الدول الإفريقية على مختلف الأصعدة". وأكد أن هناك فرصا واعدة ومتنوعة أمام شركاء إفريقيا للاستثمار.
أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن بريطانيا لديها خبرة وابتكار فريدان في التكنولوجيا، ونمو نظيف وبنية تحتية وتمويل يمكن أن يغذى مطالب القارة السمراء من أجل تحقيق النمو المستدام.
من جانبها، أكدت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أن هذه القمة ستسهم في خلق العديد من الشراكات التي من شأنها توفير المزيد من الفرص الاستثمارية في القارة الإفريقية، وكذا المساهمة في توفير فرص العمل اللائق وتحقيق معدلات نمو بما يسهم في تنفيذ أهداف أجندة إفريقيا ٢٠٦٣.
وأوضحت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، أن عقد مثل تلك المحافل الدولية والقمم التي تدعو إلي المشاركة بين دول العالم يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الأممية، ومن ثَم فإنها تسهم في تحقيق إستراتيجية التنمية المستدامة لكل دولة، موضحة أن القارة الإفريقية بحاجه إلى جذب الاستثمارات الخارجية وتنشيط حركة التجارة الدولية.
ووفقًا لوزارة التخطيط، تسعى العديد من الدول الإفريقية على المستوى الوطني إلى إصلاح الاقتصاد الكلي وترسيخ مبادئ الحوكمة، وطبقًا لمؤشر «Mo Ibrahim» للحوكمة في إفريقيا، فإن مؤشر الحوكمة في تحسن مستمر منذ عام 2007، وأن مصر من بين الدول الإفريقية التي نفّذت العديد من الإصلاحات في مؤشرات سهولة الأعمال، حيث نفذت مصر 4 إصلاحات مهمة خلال عام 2019، منها سهولة الخروج من السوق.
وقالت السعيد إن تلك الإصلاحات انعكست في عدد من المؤشرات الإيجابية، منها: ارتفاع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في إفريقيا ليصل إلى 46 مليار دولار في 2018، بزيادة 11% مقارنةً بـعام 2017، وهو المعدل الأعلى بين مختلف أقاليم العالم، رغم تراجع معدلات الاستثمار الأجنبي المباشر في جميع أنحاء العالم.
وأشارت إلى أن معدل النمو الاقتصادي في إفريقيا يعد الأعلى عالميًا، وحققت مصر معدل نمو 5.6% هو الأول في إفريقيا والثالث عالميًا بعد الصين والهند في الربع الأول من العام المالي الجاري.