قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة وعضو مجلس إدارة جمعية البترول المصرية، إن منتدى غاز شرق المتوسط بداية لتكوين منظمة عالمية للدول المصدرة للغاز الطبيعي، مؤكدا أن هذا المنتدى فكرة مصر، والتي تبنت جزءا كبيرا من الأمور التي تحقق مصالح الدول المتواجدة في حوض شرق المتوسط والتي يبلغ عددها 7 دول، بالإضافة إلى دولة الأردن والتي ليست على الحوض ولكن من الدول التي تريد أن يكون لها تأثير في تسعيرة ونظام الغاز العالمي.
موضوعات مقترحة
كان وزراء الطاقة القبرصى واليونانى والإسرائيلى والإيطالى والأردنى والفلسطينى اجتمعوا في القاهرة، الإثنين لمناقشة إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط (EMGF)، وذلك بناء على دعوة وزير البترول المصري طارق الملا.
وأعلن الوزراء عن اعتزامهم إنشاء "منتدى غاز شرق المتوسط (EMGF)" بهدف تأسيس منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء بشأن مواردها الطبيعية بما يتفق ومبادئ القانون الدولى.
وأضاف القليوبي في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام"، أن الظروف التي نتحدث عنها تحتاج من المنظور العام للبحر المتوسط او منطقة حوض البحر المتوسط تعتبر رقم 2 عالميا من الاحتياطيات العالمية، حيث يبلغ الاحتياطي العالمي لمنطقة المتوسط أكثر من 287 ترليون قدم مكعب من الغاز وبالتالي هذا كم كبير جدا .
وبحسب القلويبي فإن الدولة المصرية هي أعلى دولة لها مساحة في منطقة المتوسط حيث تبلغ حوالي 39% من احتياطي الحوض، وتليه كل من قبرص واليونان باحتياطيات تصل ما بين 13 إلى 15 تريليون قدم مكعب غاز ثم تأتي إسرائيل باحتياطيات تصل الى 36 تريليونا ثم تليها الشواطئ الفلسطينية باحتياطيات تصل الى 3.5 تريليون قدم مكعب ثم احتياطيات في منطقة لبنان تصل إلى أكثر من 15 تريليون أيضا أمام الشواطئ السورية تصل إلى أكثر 55 تريليون قدم مكعب.
وتطرق أستاذ هندسة البترول في حديثه، إلى أن هذا الحوض يحتوي على الكثير من الأطماع، والصراعات والتكتلات السياسية، وبالتالي فإن المنظور العام هو أن مصر الدولة الوحيدة التي لديها كل الإمكانات، وبالتالي جاءت الفكرة من القاهرة التي أشارت لها القيادة السياسية في القمة السادسة بين مصر وقبرص واليونان، على أن يكون هناك منتدى للغاز في المتوسط، هذا المنتدى يشمل مصالح الدول المقابلة والمجاورة والتي ليست لديها إمكانات من البنية التحتية سواء بناء أو إنتاج أو تصنيع الغاز المتاح.
وأكد عضو مجلس إدارة جمعية البترول المصرية: بالنظر إلى دول الحوض فإن مصر هي الدولة الوحيدة التي تمتلك بنيه تحتيه وتشمل الخط الغاز العربي والذي يصل إلى كل من إسرائيل والأردن ومن شمال العريش إلى عسقلان وأيضا من شمال العريش إلى خليج العقبة إلى الأردن، وأيضا هناك شبكة داخلية تشمل 28 محافظة لها قيمة استهلاكية عالية.
وقال القليوبي، إلى أنه من خلال المنتدى يمكن إيجاد نوع من التخاطب والنقاش والحلول الذي يصل إلى المنفعه، فهناك حقول أمام الشواطئ الفلسطينية لم يتم عملية البحث والتنقيب فيهما، أو التنمية والتطوير والإنتاج من هذه المنطقة، نتيجة التعنت الإسرائيلي في هذه المنطقة، كما أن هناك أيضا المنفعة بين الجانب الإسرائيلي والجانب اللبناني، فهناك نوع من الصراع بين الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي، والذي توقف عندها أحلام اللبنانيين في عملية البحث والتنقيب.
وتابع: هناك أيضا التعنت التركي على الجزء الشمالي الشرقي لدولة ذات سيادة وهي قبرص وهي عضو في الاتحاد الأوروبي وعضو أيضا في هيئة الأمم المتحدة، وبالتالي قبرص مازالت محتله في الجزء الشرقي الشمالي لها، من الجانب التركي وهناك توقف في عمليات البحث والتنقيب في هذه المنطقة.
وبحسب أستاذ هندسة البترول والطاقة، فإن هذا المنتدى يمثل نوعا من التغيير في سياسة تسعيرة الغاز حيث إن تسعيرة الغاز لدينا تعتمد على منظومتين الأولى تسعير الغاز بالمليون وحدة حرارية وهي تشمل منظمة هوب أو مؤسسة هوب الأمريكية وتعتمد على نظرية العرض والطلب كلما كان الغاز كثيرا داخل الولايات المتحدة الأمريكية، كانت قيمة المليون وحدة حرارية قليلة.. وكلما قل المعروض من الغاز الطبيعي زادت قيمة المليون وحدة حرارية.
بينما التصنيف الثاني للتسعيرة ، يعود لمنظمة الأوبك وهو عبارة عن القيمة المصاحبة لقيمة البرميل.
وأوضح أن منظومة المنتدى سوف تجعل أيضا نوعا مختلفا من التسعيرة طبقا لنظرية العرض والطلب وطبقا لمنظور الاحتياج العالمي، وبالتالي سوف تكون نواة لـمنظمة عالمية للدول المصدرة للغاز الطبيعي، كما أن هناك أيضا شراكة كبيرة في هذه الدول من ناحية الانتاج فمصر تعبتر أكبر دولة منتجة بما يوازي 6.6 مليار قدم مكعب غاز يويما وبالتالي نسعى لأن يكون هناك نوعا من التكتلات والتي تستطيع أن تحمي نفسها من خلال اقتصادياتها إما باستخدام البنية التحتية المتاحه كما هو الحال في مصر ومن خلال الاندماج والتعاون بين إسرائيل ومصر كاستيراد الغاز الطبيعي والتعاون بين مصر وقبرص في هذا الخط القبرصي لاستيراد الغاز القبرصي أيضا تطلع من الاتحاد الأوروبي لمد الخط المصري القبرصي لأوروبا وبالتالي استقبال الغاز الإسرائيلي وبيعه لأوروبا من خلال الخطوط المصرية القبرصية اليونانية سوف يكون له تأثير أكبر على كل الدول مجتمعة.
وبحسب القليوبي فإنه من المتوقع دخول أعضاء جدد من دول المتوسط إلى المنتدى سوف تكون مستقبليا لبنان وسوريا وليبيا والمغرب والجزائر وتونس وإنجلترا وإيطاليا.