Close ad

في ذكرى ميلاد صانع "بنكنوت مصر".. تعرف على طلعت حرب مؤسس الاقتصاد الحر

25-11-2018 | 15:45
في ذكرى ميلاد صانع بنكنوت مصر تعرف على طلعت حرب مؤسس الاقتصاد الحربنك مصر - محمد طلعت حرب باشا
محمود عبدالله

تمر اليوم الذكرى الـ 151 على ميلاد رائد النهضة الصناعية والاقتصادية في مصر محمد طلعت حرب باشا والذي وُلد في 25 نوفمبر 1867 بقصر الشوق بحي الجمالية، والذي طالما ارتبط اسمه، ببنك مصر، مصر للطيران، واستديو مصر، وغيرها من المؤسسات التي أنشأها، فظلت خير دليل على عشقه لبلده.

موضوعات مقترحة

أُطلق على "طلعت حرب" أبو الاقتصاد المصري، لأنه أسس كثيرًا من المشروعات في مصر، وكان له أمنيته الخاصة في أن تملك مصر اقتصادًا حرًا دون تدخل أجنبي، وبدأ ذلك ببعض المقالات التي تطالب باقتصاد مصري حر منذ مناصرته للثورة العرابية ثم جاء عام 1911، ليبدأ أولى خطواته الفعلية ويصدر كتابه "علاج مصر الاقتصادي وإنشاء بنك للمصريين" والذي قدم به أفكاره الثورية لتغيير اقتصاد مصر.

وتخرج طلعت حرب، في مدرسة الحقوق الخديوية عام 1889، و كان من رفاقه في المدرسة مصطفي كامل ومحمد فريد، واشتغل مترجمًا بقلم قضايا الدائرة السنية "أراضي ملك الدولة" عام 1888، ثم مديرًا لمكتب حل النزاعات عام 1901 حتي 1905.

ثم انتقل من الدائرة السنية إلى العمل في شركة كوم أمبو لاستصلاح الأراضي، حيث عين مديرًا تنفيذيًا لها. وتعد "كوم أمبو" واحدة من أكبر شركات للأراضي في مصر في مطلع القرن العشرين.

وأصدر كتاب "قناة السويس" عام 1910 هاجم فيه محاولات مد امتياز قناة السويس لمدة أربعين سنة أخري لشركة قناة السويس المملوكة للأجانب.

واهتم طلعت حرب بقضايا مصر الاقتصادية، وكان شديد العداء للهيمنة الاقتصادية الأجنبية، فرأي مساوئ احتكار الأجانب للصناعة والاقتصاد المصري، وأصدر عام 1910 كتابه "علاج مصر الاقتصادي" الذي نظر فيه لإنشاء بنك وطني مصري برؤوس أموال مصرية وموجه لخدمة مشروعات وطنية.

وكان "حرب" من المساهمين الأوائل في بنك مصر الذي اُفتتح عام 1920 لكسر احتكار الأجانب للبنوك و لتوجيه الاستثمارات في مشاريع تستفيد منها مصر، ويعتبر إنشاء بنك مصر برأسمال وطني خالص وخبرة وطنية خالصة من المعالم الكبري في تاريخ مصر الاقتصادي.

وتصدي طلعت حرب لحملات التشكيك والتثبيط، فسار في توسيع أنشطة البنك، فلم تقتصر علي قبول الودائع و فتح الاعتمادات، وإنما تجاوز ذلك إلى تقديم التمويل المطلوب لصناعات مصرية ناشئة، ومن ضمن المشروعات التي ساهم بها البنك وطلعت حرب:

بنك مصر برأسمال 80 ألف جنيه، شركة مصر للطباعة، ببرأسمال 5 آلاف جنيه، شركة مصر لصناعة الورق برأسمال 30 ألف جنيه، شركة مصر لحلج القطن برأسمال 30 ألف جنيه، شركة مصر لصناعة السينما "استديو مصر" برأسمال 15 ألف جنيه، الشركة المصرية العقارية برأسمال 116 ألف جنيه، تأسيس النادي الأهلي المصري 100 جنيه، وكذا بنك مصر الفرنسي برأسمال 5 مليون جنيه، شركة مصر للغزل والنسيج، برأسمال 300 ألف جنيه، شركة مصر لمصايد الأسماك، برأسمال 20 ألف جنيه، شركة مصر لغزل الحرير، برأسمال 10 آلاف جنيه، شركة مصر للكتان، برأسمال 45 ألف جنيه، بنك مصر سوريا، برأسمال مليون ليرة سوري.

ومن ضمن المشروعات التى ساهم فيها أيضا، شركة مصر للنقل والشحن، برأسمال 160,000جنيه، شركة المصنوعات المصرية، برأسمال 5 آلاف جنيه، شركة مصر للطيران، برأسمال 40 ألف جنيه، شركة مصر للسياحة، برأسمال 7 آلاف جنيه، شركة المصريون للجلود والدباغة، شركة مصر للمناجم والمحاجر، برأسمال 40 ألف جنيه، شركة مصر لصناعة وتكرير البترول، برأسمال 30 ألف جنيه، وشركة مصر للصباغة (بالتعاون مع برادفورد)، برأسمال 250 ألف جنيه، وشركة مصر للمستحضرات الطبية والتجميل، برأسمال 10 آلاف جنيه.

وترجع نهضة مصر المعاصرة في جزء كبير منها إلي تلك العبقرية والإرادة الصامدة والنظرة بعيدة المدى لطلعت حرب. واضطر طلعت حرب للاستقالة من رئاسة بنك مصر عام 1939، بسبب تعرض البنك لأزمة كبيرة في أعقاب اندلاع الحرب العالمية الثانية واندفاع المودعين لسحب ودائعهم من البنك، فلم يستطع البنك الوفاء بكل طلبات السحب، وتدخلت الحكومة وأجبرت "حرب" على الاستقالة وقامت بإعادة هيكلة البنك وشركاته المعروفة بمجموعة شركات مصر.

وتوفي طلعت حرب في 13 أغسطس عام 1941 عن عمر يناهز 74 عامًا. وألف الكاتب الأمريكي إيريك ديفيز كتابًا بعنوان "طلعت حرب وتحدى الاستعمار.. دور بنك مصر في التصنيع 1920- 1941) وهي دراسة أكاديمية نال عنها رسالة الدكتوراه من جامعة شيكاغو، حيث تناول الكتاب تجربة طلعت حرب في التنمية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: