اختراع بطاقة ذكية "تحمل أموالا طائلة.. حلم لم يخطر ببال أحد فى السنوات الماضية، اختراع غيّر شكل المال والأعمال على وجه الأرض.. بدءًا من البنوك ووصولا إلى الميديا والاتصالات.
موضوعات مقترحة
البطاقة الذكية بقدر ما تبهرك.. لكن ما سيبهرك أكثر أن الفضل فى اختراعها يعود إلى عالم فرنسي الجنسية مصري الأصل، يدعى رولاند مورينو بهبوت، ولد بالقاهرة في يونيو عام 1945م لأبوين من اليهود المصريين، وتحديدا فى مثل هذا اليوم، لكن قبل 44 عامًا.
رولاند كان مبدعًا بقدر كبير في مجال الإلكترونيات، سجل ما يقرب من 45 براءة اختراع فى هذا المجال إلى أن وصلت "البطاقة الذكية" للشكل الذى نعرفه الآن، وتحديدا قام مورينو بتسجيل براءة اختراع هذه البطاقة في عام 1974م.
مورينو فى اختراعه الجديد ثقته كانت مطلقة بلا حدود، لدرجة أنه أعلن في عام 2000 رصد جائزة مقدارها مليون فرنك فرنسي لأي شخص يستطيع التحايل على البطاقة الذكية، التي نجح في تصنيعها وتحدى العالم، وبالفعل فاز بالرهان بعد أن فشلت جميع المحاولات في التحايل على هذه البطاقة أو اختراقها .
اختراع مورينو "البطاقة الذكية" يكمن فى بطاقة بلاستيكية تحوي بداخلها شريحة، يمكنها حفظ المعلومات الرقمية والأبجدية، وتتوافق مع أجهزة الحاسب الآلي، وتختلف أحجام التخزين فيها من شريحة إلى أخرى، فهي تتنوع من واحد كيلو بايت إلى واحد ميجابايت، وهي أشبه ما تكون بجهاز تسجيل إلكتروني.
ومن العجيب أنه أصبح لهذه البطاقة مكانة مذهلة فى عالم التسوق الالكتروني، والاقتصاد، والاتصالات لدرجة، أن هناك مؤسسات يتوقف عملها على هذه البطاقة، وذلك يرجع لقدرتها على الاحتفاظ بالمعلومات المهمة كالسجلات الطبية، ومعلومات الحسابات المصرفية للمستخدم؛ لذا يتطلب استخدام هذا النوع من البطاقات إدخال رقم سري، وفي حالة محاولة سرقة هذه البطاقة يكون من الصعب جدا على أي شخص معرفة الرقم السري لها.
يذكر أن لهذه البطاقة أنواع منها التلامسية، واللاتلامسية، وهناك البطاقة المزدوجة التي تمزج بينهما في وقت واحد، وأيضا بطاقة الذاكرة الضوئية، التي يمكن أن تخزن حوالي 10 ميجا بايت، ومهما اختلفت في أنواعها، فإن فكرتها قائمة على تخزين المعلومات والبيانات الشخصية كالاسم، والرقم القومي، ورقم سري، والرصيد للمستخدم في حالة التطبيقات المالية.
سهلت "البطاقات الذكية" المعاملات التجارية والمالية وحركة التواصل بين الأشخاص وبعضهم البعض، كما أحدثت ثورة كبرى في عالم التليفون المحمول، فمن خلال هذه الشريحة التى يتم وضعها داخل الهاتف النقال يمكن التواصل مع أبراج الاتصالات، و تحديد مكان وجود الهاتف، والقيام بالمكالمات الهاتفية، فضلا عن تطوير الأجهزة الخاصة بسحب الأموال من الصراف الآلي، لذا فقد تركت بصمة قوية الأثر في كيان اقتصاد العالم لدرجة جعلته عاجزا حتى الآن عن الاستغناء عنها .
عبقرية مورينو الفذة في مجال البطاقة الذكية، جعلت الفرنسيون يطلقون عليه لقب "بيل جيتس فرنسا"، حيث إن اختراعاته في هذا المجال لا تقل أهمية عما قدمه بيل جيتس للعالم في مجال البرمجيات .
وتوفي مورينو في باريس عام 2012م عن عمر ناهز 66 عاما، بعد حياة حافلة ومليئة بالانجازات والاختراعات في مجال الالكترونيات.