Close ad

"إيني" تنقذنا من براثن الغاز الإسرائيلي.. تاريخ تحول مصر من دولة مصدرة إلى مستوردة للبترول

1-9-2015 | 14:55
إيني تنقذنا من براثن الغاز الإسرائيلي تاريخ تحول مصر من دولة مصدرة إلى مستوردة للبترولحقل الغاز ايني "ا.ب"
محمد محروس
جاء حقل الغاز الجديد الذي اكتشفته شركة "إيني" الإيطالية ليمثل فرصة لمصر لتوفير احتياجاتها المحلية من الطاقة ووقف نزيف احتياطاتها النقدية من العملة الأجنبية، بعدما تحولت من دولة مصدرة إلا مستوردة.
موضوعات مقترحة


كانت مصر أكبر منتجة للبترول في أفريقيا بعد الدول الأفريقية الأعضاء في أوبك بحجم إنتاج مليون برميل في اليوم عام 1995 وكان استهلاكها نصف مليون برميل، ولكن منذ ذلك التاريخ بدأ إنتاجها في الانخفاض واستهلاكها في الارتفاع حتى تساوى في 2008 إنتاجها واستهلاكها وبعدها تحولت إلى دولة مستوردة.

ووفقًا لتقرير إدارة الطاقة الأمريكية، يبلغ احتياطي بترول مصر 4.4 مليار برميل ولكن أحد أكبر التحديات التي تواجهها هو تزايد طلبها المحلي للبترول في الوقت الذي بدأ إنتاجها في الانخفاض حيث ارتفع استهلاكها من 550 ألف برميل يوميًا في عام 2000 إلى 815 ألف برميل عام 2011، وتستهلك مصر 100 ألف طن غاز وحوالي 49 ألف طن مازوت يوميًا.

وقبل اكتشاف حقل الغاز، قال وزير البترول شريف إسماعيل إن مصر تتوقع بدء استيراد الغاز من قبرص خلال عام 2018، وذلك بعدما وقعت مصر مع قبرص مذكرة تبادل معلومات لدراسة مد خط أنابيب من حقل أفروديت للغاز إلى مصر على أن تنتهي الدراسة منتصف هذا العام.

كانت مصر ستبدأ في استقبال شحنات من الغاز المسال لأول مرة في الربع الأخير من السنة المالية الحالية 2014-2015 بعد وصول محطة هوج العائمة لتحويل الغاز المسال إلى حالته الغازية لمصر في مطلع أبريل، مكان مصر تصدير الغاز الطبيعي المسال ولكن لم يكن بوسعها استيراده قبل وصول محطة هوج.

الاكتشاف أثر على أسهم شركات التنقيب عن الغاز في إسرائيل التي أنهت تعاملات على هبوط حاد، حيث انخفضت سهم ديليك الإسرائيلية 13.6% في بداية التعاملات في بورصة تل أبيب كما هبطت أسهم شركتي ديليك دريلينغ وأفنر أويل التابعتين لديليك أكثر من 13%.

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز: إن الحقل الذي ذكرت إيني أنه قد يغطي احتياجات مصر من الغاز لعقود قد يكون له تداعيات على إسرائيل التي تتطلع إلى تصدير غازها من مياه المتوسط.

وتاريخ الغاز في مصر بما يكون محيرًا، ففي عام 2010 أعلنت شركة «أمبال-اميركان إسراييل كوربوريشن» الإسرائيلية،
إن شركات «إسراييل كاميكالز»، و«ديد سي ووركس»، و«أويل ريفاينريز»، و«أو بي سي روتم» وقعت اتفاقات تقضي بتسلم 1.4 مليار متر مكعب من الغاز المصري خلال عقدين مع خيار رفع هذه الكمية إلى 2.9 مليار متر مكعب.

وبهذه العقود ارتفعت كمية الغاز التي كان يفترض تسليمها إلى إسرائيل إلى ما مجموعه ستة مليارات متر مكعب بقيمة 19 مليار دولار، لأن شركة «إيست مديرانيان جاس» سبق أن وقعت سلسلة أخرى من الاتفاقات مع شركات إسرائيلية أخرى منذ
العام 2005.

وبعدها بأربعة أعوام، قال شركاء في حقل «لوثيان» الإسرئيلي للغاز الطبيعي، إنهم وقَّعوا خطاب نوايا غير ملزم مع مجموعة «بي.جي» البريطانية، لتصدير غاز لمحطة الغاز الطبيعي المسال التابعة للمجموعة في مصر لتتحول مصر من مصدر للغاز إلى مستورد.

ووقعت مصر الاتفاقية مع إيني مطلع 2014 الخاصة باتفافية البحث والتنقيب الموقعة مع الشركة الإيطالية وبها ثلاث فقرات للبحث والاستشكاف، وبدأ الحفر في 28 يونيو 2015، وستضمن الكشف احتياطيات أصلية تقدر بحوالي 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي لأنه من الحجر الجيري.

وتتوقع وزارة البترول أن يبدأ الحقل في الإنتاج خلال فترة تترواح ما بين 30 إلى 36 شهرًا"، مضيفة أن هناك اتفاقًا مع المملكة العربية السعودية لتوفير احتياجات مصر من الغاز لمدة 3 أشهر، والاتفاق تجاري لكن بتسهيلات.

قال الدكتور جمال الأيوبي، أستاذ الهندسة بالجامعة الأمريكية، في تصريحات تلفيزيونية إن الاكتشاف الجديد لبئر الغاز الطبيعي في حدود مصر بالبحر الأبيض المتوسط ينقل البلاد إلى الدول صاحبة النسب العالمية من احتياطي الغاز.

وأضاف "الأيوبي" أن إيران صاحبة أكبر احتياطي عالمي بنسبة 18% تليها روسيا 17.4%، وقطر في المركز الرابع بـ13%، مشيراً إلى أن مصر أصبحت تملك 7% من احتياطي العالم، موضحًا أن الاكتشاف الجيد يجعل ميزان الاستثمارات في العالم يختلف، وميزان القوة يميل تجاه مصر بقوة.

وقال الدكتور حسام عرفات رئيس شعبة المواد البترولية إن حقل "شروق" للغاز الطبيعي الذي أعلنت عنه شركة إيني الإيطالية للبترول سينعكس بشكل كبير علي الاقتصاد المصري في السنوات المقبلة.

وأشار عرفات في تصريحات تليفزيونية، إلى أن عائد حقل الغاز الجديد سيبدأ اعتبارًا من عام 2019، وأنه سيوفر حوالي 5 مليارات ونصف مليار برميل زيت.

وأوضح عرفات إن هذا الحقل رفع تصنيف الاقتصادي حيث أصبحت مصر ثاني أكبر دولة في العالم من حيث التنقيب واستخراج الغاز، وهذا يصنف أكبر حقل بترولي غاز في الشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط.
وأشار إلى أن أكثر المستفيدين من هذا الحقل الأجيال المقبلة لأنه سيساعد في استخدامات توليد الكهرباء وصناعة البتروكيماويات، كما أنه سيكون فرصة حقيقية لتغذية الاستثمارات والمشاريع المختلفة التي سيتم إنشاؤها بمحور قناة السويس، مشيرًا إلى أنه يجب الاستفادة من هذه الثروة بإقامة مناطق استثمارية للبتروكيماويات

ويعود اكتشاف الغاز في مصر إلى عام 1967 حين اكتُشِفَ حقل أبى ماضى في وسط الدلتا الذي كان بداية الاستكشافات الكبرى للـغاز الطبيعى في مصر، وتبعه اكتشاف حقل أبى قير البحرى في البحر المتوسط في عام 1969 وهو أول حقل بحرى للغاز الطبيعى في مصر ثم حقل أبى الغراديق في الصحراء الغربية في عام 1971، وأدت النتائج المُشجِّعة لتلك المرحلة المبكرة لتوسع عمليات البحث في الدلتا والصحراء الغربية وفي مياه البحر المتوسط التي بدأت الاستكشافات الأولية فيها عام 1975، إلا إنه لم تبدأ حملات الاستكشاف المكثفة هناك قبل عام 1995 لتقود العديد من اكتشافات الغاز التجارية منذ عام 1998 وحتى الآن.

وزاد استهلاك مصر من "الغاز الطبيعى" من 2 مليون طن مكافىء خلال (1981 / 1982) إلى 23 مليون طن مكافىء خلال (2003 / 2004)، و"مصر" طبقًا لأرقام عام 2005 م هى الدولة الأولى في استهلاك الغاز في "إفريقيا" والثالثة في الوطن العربى بعد "السعودية" و"الإمارات" من حيث استهلاك الغاز الطبيعى. ويتصدر المستهلكون قطاع الكهرباء الذى استهلك 61% من الغاز الطبيعى في عام 2005 / 2006 يليه قطاع الصناعة ثم الأسمدة والأسمنت والحديد والصلب..
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: