Close ad

حوار الأزهر والفاتيكان.. جولات من التوتر والانقطاع وتوقعات برسالة قوية لمواجهة الإرهاب والتطرف

23-5-2016 | 15:05
حوار الأزهر والفاتيكان جولات من التوتر والانقطاع وتوقعات برسالة قوية لمواجهة الإرهاب والتطرفاحمد الطيب وبابا الفاتيكان
شيماء عبد الهادي
بعد خمس سنوات من الانقطاع يعلن اليوم وبشكل رسمي عودة الحوار بين الأزهر الشريف والفاتيكان، بزيارة تاريخية هي الأولي من نوعها يقوم بها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلي الفاتيكان، وهي الزيارة التي وصفها الدكتور عبد المنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإسلامية بأنها إرساء لمبدأ الحوار والتعايش مع الأخر الذي حث عليه الدين الإسلامي.
موضوعات مقترحة


وبحسب فؤاد، تعبر زيارة الإمام الأكبر إلي الفاتيكان عن مدي سماحة الدين الإسلامي مع الأخر ومدي تقبل المسلمين لأصحاب الثقافات الأخرى والديانات الأخرى وتأكيدا علي أن نقاط الالتقاء بيننا كثيرة وتحتاج إلي الاجتماع عليها ومنها نشر ثقافة السلام ورفض الاتهامات غير المبررة للإسلام، وهو ما حمل شيخ الأزهر مسئولية نشره في العالم وهو الآن يذهب إلي الفاتيكان ويفتح صفحة جديدة بعدما عكر صفو اللقاءات السابقة بسبب ما صدر من الفاتيكان.

ويلفت عميد كلية العلوم الإسلامية، إلي بداية توتر العلاقات بين الأزهر والفاتيكان، عام 2006 بعد تولي بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان السابق، حين استشهد في أحد خطاباته بإحدي الجامعات الألمانية بقول أحد الفلاسفة الذي ربط بين الإسلام والعنف، ما أثار استياء الأزهر وجمد على أثرها الحوار، ليعود على مضض مرة أخرى عام 2008، لكن، سرعان ما انقطعت العلاقات مرة أخري عام 2011، بعد تصريحات البابا بنديكت السابق حول حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية في يناير من ذلك العام، والتي طالب فيها بحماية المسيحيين في مصر، وهو ما اعتبره الأزهر تدخلا في الشؤون المصرية.

وفي مارس 2014 شارك الدكتور محمود العزب أحد علماء الأزهر في مبادرة بين الطوائف لإطلاق شبكة لمكافحة شتى أشكال العبودية الحديثة والاتجار بالبشر، وهو ما اعتبر وقتها بداية جولة جديدة للحوار بين الأزهر والفاتيكان خاصة بعد تأكيد العزب، في حينها أنه "لم يقطع الحوار أبدا بل علق فقط".

وتابع: الزيارة تدل علي أن التطرف لا مكان له إذا نشرنا ثقافة السلم في العالم والأزهر لا يقفل بابه أمام أحد وهو ما تعلمناه من رسولنا الكريم الذي أرسل رحمة للعالمين أجمعين وليس للمسلمين فقط.

والأن يعود الحوار مرة أخري ليجلس الطرفان علي مائدة في محاولة للخروج برسالة قوية تواجه التطرف والإرهاب، يقول الدكتور عبد المنعم فؤاد، إن زيارة شيخ الأزهر إلي الفاتيكان وعودة الحوار بينهما تدل علي أن الأزهر يريد أن يدعم ولا يفرق حتي ولو كانوا علي غير دين الإسلام، رافضا اتهام الإسلام بأنه ينبذ الأخر وأنه دين العنصرية والإرهاب.

يتابع فؤاد: وما تقوم به الطوائف الأخرى مثل داعش من قتل وتقطيع رقاب هذا كله بعيد كل البعد عن ديننا، فهو دين التسامح واحترام الأخر والتعايش معه ولا يرفض الأخوة الإنسانية بل يدعونا إلي التزوج من أهل الكتاب ومخاطبتهم بالتي هي أحسن، فالإسلام يقول أن الإنسانية جميعا لابد وأن تلتقي علي عتبات السلم العالمي وخير ما يقوم بذلك هو الأزهر الشريف.

وكان الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، قد تلقي دعوات متعددة لعودة الحوار، فيما أكد في فبراير الماضي عقب لقاء الأزهر الشريف والفاتيكان بمقر مشيخة الأزهر بالدارسة، على أهمية عقد لقاء مشترك بينهما للترتيب لعودة الحوار بين الجانبين، وذلك خلال استقباله الأسقف ميغيل آنجل أيوزو جيسكو، مبعوث المجلس الباباوي لحوار الأديان بالفاتيكان، وسفير الفاتيكان بالقاهرة.

ومن المتوقع أن تشمل جلسات الحوار التي تعقد الآن بمقر الفاتيكان بين ممثلين عن الطرفين، إعادة النظر في اتفاقية عام 1989 الخاصة بالحوار بينهما، والتي لم يوضح بنودها حتي الآن.

ويبرر وكيل الأزهر التعديل بقوله: "لأنها جاءت في ظروف مختلفة عما يمر به العالم اليوم، لذلك يجب أن نعيد النظر فيها وتعديلها بما يتناسب مع المستجدات الحالية، حتي يتم الخروج برسالة قوية للعالم تسهم في مواجهة الإرهاب والتطرف وتحقيق السلام والاستقرار"، مشيرا إلى أن الأزهر أعلن استعداده تقديم يد المساعدة دائما لكل ما يخدم الإنسانية وليس المسلمين فقط، وأن رسالته العالمية تنشد تحقيق الاستقرار للبشرية جميعا.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: