Close ad

ما سر فشل"سكوتلاند يارد" في حل لغز مقتل المصريين بعاصمة الضباب؟.. أشهرهم "أشرف مروان" و"سعاد حسني"

27-4-2016 | 11:24
ما سر فشلسكوتلاند يارد في حل لغز مقتل المصريين بعاصمة الضباب؟ أشهرهم أشرف مروان وسعاد حسنيسعاد حسني وأشرف مروان
كمال مراد عبد الحميد
لا يزال الضباب الذي يحيط بالعاصمة البريطانية لندن، يخفي الكثير من الأسرار والألغاز، عن سر مقتل المصريين في العاصمة التي لا ترى الشمس، والتي كان آخرها مقتل الشاب المصري شريف عادل ميخائيل، الشهير بحبيب المصري، الذي عثر على جثته ملقاة، أمس الثلاثاء، داخل أحد جراجات السيارات العمومية، فى منطقة "ساوث هول" بلندن.
موضوعات مقترحة


بالرغم من أن طريقة الحادث غريبة، ومن المكن أن نصفها بالبشعة، إلا أن لغز وفاة الشاب المصري، يضاف لمجموعة من الألغاز، التي فشل جهاز الشرطة البريطاني " سكوتلاند يارد" عن حلها، أشهرها حادث وفاة الفنانة سعاد حسني، وأشرف مروان وزوج ابنة الرئيس جمال عبد الناصر، والفريق الليثي ناصف ورئيس الحرس الجمهوري ومؤسسه، والذين سقطوا جميعًا من شرفة منزلها بالعاصمة البريطانية، ولم يتم حتى الآن تقديم تفسير مقنع عن سبب وفاتهم.


سعاد حسني

لا تزال بناية "ستيوارت تاور"، في ضاحية مايدافيل بلندن، تخفي الكثير من الأسرار عن وفاة الفنانة سعاد حسني، والتي توفت بعد سقوطها من شرفة المنزل الذي تقيم فيه بهده البناية، وكالعادة فشل جهاز الشرطة البريطانية " سكوتلاند يارد"، في الكشف عن حقيقة وفاتها، هل تم قتلها أم قامت بالقفز من نافذة المنزل لتموت منتحرة.

توفيت سندريلا الشاشة العربية، في 21 يونيو 2001، اهتمت الدولة بحادث وفاتها بشكل خاص، حيث طلب الرئيس الأسبق حسني مبارك، من سفير مصر وقتها عادل الجزار سرعة إنهاء الترتيبات الخاصة لدفنها، وكان في استقبال جثمانها بمطار القاهرة، وفود رسمية من وزارات الثقافة والإعلام، والداخلية والخارجية وممثل عن رئيس الجمهورية، ومجلس نقابة السينمائيين، وعدد كبير من الفنانين والمعجبين بفنها، حيث كان خبر وفاتها بهذه الطريقة بمثابة صدمة للعديد من الأوساط.

وبالرغم مرور ما يقرب من 15 عامًا علي الحادث، إلا أنه في كل عام أثناء إحياء ذكري وفاتها، تثار الأقاويل وتتضارب حول الطريقة التي ماتت بها، حيث اتهم الكثير من أقاربها والفنانون المقربون منها، بعض رجال الدولة بالتورط في قتلها بهذه الطريقة، وهو ما دفع العديد من الفنانين والمحققين والصحفيين، بالتحقيق في الحادث، ولكن لم يتوصل أحد لدليل قاطع علي كيفية قتلها.

وزاد من اللغط حول وفاة السندريلا، تأخر التقرير الطبي لتشريح جثمانها، بسبب الإجازة الأسبوعية للأطباء الشرعيين في لندن وهي السبت والأحد، في حين انتهت السفارة المصرية بلندن، من إنهاء أوراق نقل الجثمان يوم الأربعاء، وقد سافر إلى لندن لمتابعة ترتيبات الجنازة ونقل الجثمان زوجها وعدد من أقاربها.

وقال عصام عبد الصمد الطيب، الطبيب المكلف بمتابعة حالتها في المستشفي وقتها، والذي يشغل الآن منصب رئيس الاتحاد المصريين بأوروبا، إنها كانت تعالج لإنقاص وزنها بأحد مستشفيات التأهيل، وخرجت من المستشفى قبل الحادث بأيام معدودة وكانت تعاني من حالة اكتئاب شديدة بسبب الضغوط النفسية والشائعات التي تعرضت لها في الفترة الأخيرة ونتيجة للهبوط الذي يصاحب الريجيم القاسي سقطت سعاد حسني من الدور السادس لأنها لم تستطع التحكم في جسدها وهي تنظر من الشرفة.


أشرف مروان

سقط أشرف مروان، زوج منى جمال عبد الناصر، ابنة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، من شرفة منزله رقم 24 في شارع “كارلتون هاوس تيراس”، بالعاصمة البريطانية لندن، الذي لا يبعد عن ميدان بيكادلي إلا أمتار قليلة.

أثيرت حول حادث الوفاة، الذي وقع في 27 يونيو 2007، الكثير من علامات الاستفهام، هل فقز مروان من شرفة منزله، أم تم دفعه ليلقي حتفه بهذه الطريقة المأساوية، وزاد من غموض حادث وفاته، اهتمت الصحف العبرية اهتمامًا كبيرًا بوفاته، ووصفته بعض الصحف بأنه كان عميلًا مزدوجًا ما بين المخابرات المصرية والإسرائيلية.

في حين أشاد به الرئيس الأسبق مبارك، وقال عنه إن مروان كان وطنيا مخلصا، وقام بالعديد من الأعمال الوطنية، لم يحن الوقت للكشف عنها، ونفي أن يكون جاسوسًا لأي جهة علي الإطلاق، أو أنه أبلغ إسرائيل بموعد حرب أكتوبر، كما أدعي البعض عليه، ولا يزال مقتله لغزًا، عجز جهاز الشرطة البريطانية " سكوتلاند يارد" عن كشفه.

ولد مروان في عام 1944 لأب كان ضابطا بالجيش. حصل على بكالوريوس العلوم في عام 1965 وعمل بالمعامل المركزية للقوات المسلحة ثم مساعدًا لجمال عبد الناصر. في سنة 1970 أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس الراحل أنور السادات. ترأس الهيئة العربية للتصنيع بين عامي 1974 و1979.


الليثي ناصف

بينما كانت زوجة الفريق الليثي ناصف، مؤسس سلاح الحرس الجمهوري في مصر، وقائده في عهدي عبد الناصر والسادات، تحضر وجبة الإفطار، طرق الباب ضابط إنجليزي، ليخبرها أن زوجها سقط من البلكونة، وأن جثته ملقاة على الرصيف الآن، أسفل عمارة ستيوارت تاور شرق العاصمة البريطانية لندن.

وبالرغم من مرور ما يزيد على 40 عامًا علي الحادث، الذي وقع في 24 أغسطس عام 1973، إلا أن هناك الكثير من الألغاز لا تزال تحيط به، وقالت ابنة الصغرى هدي في أحد البرامج التليفزيونية أن والدها هو من طلب الابتعاد عن قيادة الحرس الجمهوري والشأن السياسي والعمل بوزارة الخارجية بعد علمه بتدبير مؤامرة ضده للإطاحة.

سافر الليثي برفقة زوجته وابنتيه إلى انجلترا لإجراء بعد الفحوص الطبية، ومن بعدها السفر إلى اليونان لتسلم مهام عمله الجديد كسفير للبلاد إلا أنه القدر لم يشأ ذلك فعندما وصل الليثي وعائلته إلى إنجلترا نزل بشقة تابعة للمؤسسة الرئاسة في عمارة ستيوارت تاور شرق العاصمة البريطانية لندن، والتي وقع بها الحادث.

وانتهت التحقيقات التي أجرتها الشرطة البريطانية لعدة أيام لكشف ملابسات الحادث وقد انتهت التحقيقات في النهاية إلى أن الليثي توفي نتيجة شعوره بدوار وأن ما أدى إلى سقوطه بهذا الشكل أنه طويل القامة وبالتالي يسهل سقوطه من الشرفة.


جهاز الشرطة البريطاني" سكوتلاند يارد"

بالرغم من تأسيسي جهاز الشرطة البريطانية "سكوتلاند يارد"، منذ عام 1829 بهدف مكافحة الجريمة، علي يد روبرت بيل، فإن الجهاز فشل في حل الكثير من القضايا، أشهرها حادث مقتل الأميرة ديانا ودودي الفايد في حادث سيارة سنة 1997 وفشله منع تفجيرات قطارات الأنفاق التي حدثت بلندن في يوليو 2005، كما أنه فشل في الكشف عن الأسباب الحقيقة، وراء مقتل مشاهير المصريين الذين قتلوا بالسقوط من نوافذ مساكنهم، وأشهرهم سعاد حسني وأشرف مروان والليثي ناصف.

العميد حسين حمودة الخبير الأمني والإستراتيجي يقول لـ"بوابة الأهرام"، إن الطريقة التي تم بها "قتل" عدد من مشاهير المصريين بالعاصمة البريطانية لندن، تكشف عن تواطؤ واضح بين جهاز الشرطة البريطاني "سكوتلاند يارد"، وعدد من أجهزة المخابرات بعدد من الدول، وأوضح أن أسلوب القتل عن طريق الإلقاء من النوافذ، تكرر في حالة الفنانة سعاد حسني، وأشرف مروان والفريق الليثي ناصف، وفي الثلاث حالات كان هناك قصور في التحقيقات وغموض يدل علي هذه التواطؤ، بحد قوله.

وكشف الخبير الأمني، أن ذلك واضح جدا في قضية مقتل الفريق الليثي ناصف، مشيرًا إلي أن ابنته حضرت إليه خلال تواجده بالخدمة بجهاز أمن الدولة، وأخبرته بقيام والدها بعمل عملية استئصال الزائدة قبل الحادث، ولكن تقرير الطب الشرعي الذي اعتمدت عليه الشرطة البريطانية، لم يشر من قريب أو بعيد لهذا، هو ما يدل على القصور المتعمد في التحقيقات والتواطؤ.

وأكد أن الحادث الذي تعرض له الشاب المصري، الذي وجد محروقًا داخل إحدى السيارات، أمس، لا يمكن الحكم عليه الآن إلا بعد قيام أجهزة الأمن بتحليل الأدلة، وهو ما يتطلب جهدًا أمنيًا من جهاز الشرطة البريطاني، بالتعاون مع الجانب المصري لاستيفاء التحقيقات بشكل محترف.
كلمات البحث