Close ad

مكرم محمد أحمد يفتح النار: نقابة الصحفيين تحكمها "الشللية" وكلام رشوان عن التوافق حول القانون الموحد "ادعاء"

13-3-2016 | 18:06
مكرم محمد أحمد يفتح النار نقابة الصحفيين تحكمها الشللية وكلام رشوان عن التوافق حول القانون الموحد ادعاءمكرم محمد احمد
الأهرام المسائى
فتح الكاتب مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق النار على نقابة الصحفيين من جهة، والنقيب الأسبق للنقابة ضياء رشوان من جهة أخرى، حيث قال، إن النقابة تدار بأسلوب "الشللية" ، فيما اتهم ضياء رشوان بالادعاء بأن غالبية الصحفيين يوافقون على القانون الموحد للإعلام.
موضوعات مقترحة


جاء ذلك فى حوار أدلى به مكرم لـ"الأهرام المسائى"، ونشره اليوم.. وفيما يلى نص الحوار الذى أجرته المحررة بالجريدة منال عبيد:

-النقيب السابق ضياء رشوان صرح بأنك الشخص الوحيد في مصر الذي يرفض القانون الموحد، وأن هناك توافقا حوله.. ما ردك؟

ادعاء غير صحيح وغير نزيه! فكل الصحفيين أو أغلبهم علي الأقل، ضد هذا القانون ولا أريد أن أذهب بعيدا لأقول، إنهم غير متحمسين لنقابتهم، التي تحكمها "الشللية"، وأنا مسئول عن هذا الكلام، والصحفيون شهود.

-هل صحيح أن اعتراضك الوحيد علي القانون الموحد هو أنك تري وجوب تشكيل الهيئات أولا وقبل إقرار القانون؟

هذا آخر اعتراضاتي، وليس الاعتراض الوحيد، فالقانون لا يحقق مصلحة الصحفيين وملئ بالمشكلات، أولها أنه وحد بين الصحفيين والإعلاميين في بند واحد، وهذا خطأ كبير لاختلاف طبيعة العمل، فكل صحفي يمكنه أن يصبح إعلاميا لكن ليس كل إعلامي هو صحفي، كما أنه جمع بين الإعلام الخاص والحكومي رغم الفروق الشاسعة بين الاثنين: فالإعلام القومي مشكلته الأساسية في الديون التي تكبله، وللأسف فإن بعض أطراف السلطة تتصور أن من مصلحتها أن يظل رؤساء التحرير مهمومين بتوفير المرتبات بدلا من أن يهتموا بالتحرير نفسه، أما الإعلام الخاص فمشكلته عدم حماية حقوق العاملين به، الذين يجبرونهم علي كتابة استقالاتهم قبل تعيينهم! فما الذي جمع الشامي علي المغربي دون ضرورة؟ أما ثالث الاعتراضات فهي أن القانون الموحد ابتسر قانون المعلومات في بندين اثنين، واقتصر علي حق الصحفي في الحصول علي المعلومة دون أن يحدد آليات ذلك، ولا طرق تنفيذه، ولا كيفية مواجهة عدم التنفيذ، بالإضافة إلي أن حق المعرفة يكفله العالم أجمع للمواطنين كافة، وليس للصحفيين فقط.

أما رابع الاعتراضات فهو أن الدستور طالب بألا يقر التشريعات الإعلامية إلا الهيئات الوطنية الثلاث المزمع إنشاؤها، فكيف يصدر قانون لم تشكل الهيئة
المنوط بها إقراره من حيث الأساس؟!!.

لكن القانون أعده خبراء قانونيون، بالإضافة إلي النقابات والمجالس المتخصصة المختلفة، فكيف فاتهم هذا العوار؟.

يجب أن أقول، إن القانون الموحد هو جهد مشكور من نقابة الصحفيين ومن شاركها من المتخصصين، وقد يكون جيدا لو وافقت عليه الجمعية العمومية للصحفيين التي يدعون موافقتهم، لكن لا يخفي علي أحد أن كل القوانين يمكن أن ينظر إليها من أكثر من ناحية، وتستخدمها كل الأطراف لتحقيق مصلحتها.

- علي العموم صرح النقيب السابق بأن الحكومة وافقت علي القانون وفي سبيلها إلي إصداره ولن يستطيع أحد عرقلته... ما تعليقك؟

لو كان كلامه صحيحا، فلماذا لم يصدر القانون حتي الآن؟ لقد شكلت الحكومة أيام محلب لجنة موازية لوضع التشريعات الإعلامية، تكونت مني وصلاح منتصر وفاروق جويدة وآخرين، وفهمنا أنها لجنة أساسية، أما اللجنة الأخري فتقول إن الحكومة أخبرتهم أننا مجرد لجنة استشارية، وأنا لا معلومات عندي عما يقولونه ولا عما تنوي الحكومة فعله، لكن لو صح كلامهم بأنها تتجه لإصدار هذا القانون المعيب فهي تكون مخطئة وستفتح الباب أما مشكلات قانونية كبيرة ولن يمر القانون بسهولة من البرلمان، الذي سيظل يراجعه ويناقشه لأكثر من عام ونصف تظل الأحوال خلاله علي ما هي عليه، وهذا هو بالتحديد ما يرغب فيه واضعو القانون الموحد ولو حدث هذا، فسيدل علي أن الدولة لم تفهم دوافعهم الخفية!

- هذه فترة طويلة لن تتحملها حالة الإعلام التي تزداد سوءا كل يوم.. أليس كذلك؟

طبعا.. فموازين القوي كلها تصب حاليا في صالح رجال الأعمال الذين يملكون الفضائيات، وكل همهم تحصيل الإعلانات فيلجأون للخرافة والإثارة في مواجهة محطة حكومية واحدة غلبانة وحريتها منقوصة، وتحكمها قوانين صارمة وروتين عقيم والساحة الإعلامية سداح مداح، ولم تعد هناك منافسة بل أصبح التليفزيون الحكومي يصبو لتقليد الفضائيات، فنتج عن هذا ما نشاهده حاليا من مسخرة برامج التوك شو التي يقدمها إعلاميون أصيبوا بتضخم الذات، ويتصورون أنهم يصنعون مستقبل مصر، وأصبح الفنانون مقدمي برامج وأصبح الصحفيون ممثلين.

- ابنتك الإعلامية أمنية مكرم واحدة من مقدمي البرامج.. فهل تشاهد تلك البرامج؟

أقسم بالله أنني لم أشاهد ابنتي علي الشاشة ولا مرة، لأنني قررت من البداية أن أدعها تخوض تجربتها بلا تدخل مني، ولم أحدث مسئولا بشأنها يوما، بل إنني لا أعرف ما هي مشكلاتها أساسا لدرجة أنها عندما أرادت في البداية تلقي دروسا في اللغة العربية، رفضت أن أدرسها فلجأت إلي فاروق خورشيد، وكان هذا أفضل لها، لكنني أشاهد برامج أخري يتميز مقدموها بالمهنية مثل لبني عسل وشريف عامر ومعتز الدمرداش الذي لا أعلم لماذا اختفي.

- هل ساهم هذا الإعلام في تشكيل وعي الناس الذي أفرز البرلمان الحالي؟

لكل عملة وجهان، فلا ننسي للإعلام الذي ذكرنا مساوئه أنه ساهم بقوة في إسقاط حكم الإخوان، أما بالنسبة للبرلمان فإنني أجده متنوعا ونشيطا ولا تحكمه أغلبية جاهزة الصنع ليس به شاذلي ولا عز بإشارة من إصبعه يحصل علي أغلبية، حتي عندما حاولت دعم مصر القيام بهذا الدور فوجئت بمقاومة شديدة ولم يمرر البرلمان قانون الخدمة المدنية رغم أنفها هي والحكومة.

- إذن لماذا في رأيك يعطي هذا البرلمان انطباعا سلبيا لدي الشارع؟

كلنا نخطئ وهذا البرلمان تسربت إليه شخوص من الممكن أن يطلق عليهم مهرجون أو صناع أزمات، وصموه بتصرفاتهم الغريبة في ظل قيادة لم تكن حازمة بالقدر الكافي لم تستطع الحفاظ علي تقاليد المجلس منذ اليوم الأول، فأعطي صورة بالغة السوء ولا أدري هل سيستطيع رئيس البرلمان أن يستجمع شجاعته لأداء أفضل أم لا ولا إلي متي سيظل المجلس علي مقاومته لدعم مصر، مع العلم أن إصلاح البرلمان تقع مسئوليته بالقدر الأكبر علي عاتق أعضائه الحزبيين، لأن الأحزاب هي أساس العملية الديمقراطية وعليهم الإسراع في تصحيح الوضع.

- هل إسقاط العضوية عن عكاشة هي خطوة علي طريق هذا الإصلاح؟

أولا، عكاشة لم يخالف القانون باستقبال السفير الاسرائيلي لأن مصر لها علاقات رسمية معها، ومن حقه أن يستقبله شريطة أن يعلم مردود ذلك علي أهل دائرته التي كنت أفضل أن يترك لها البرلمان مهمة محاسبة عكاشة، وبالتأكيد كان حسابها سيكون عسيرا ربما يفوق عقوبة فصله من البرلمان التي ربما تجعل منه بطلا.

- أنت من القلائل الذين لم يتلونوا، فكيف يتفق ما قلته لي في حوار سابق من أن مبارك زعيم وطني مخلص وحكيم، مع وصفك ليناير بأنها ثورة؟

25 يناير كانت هبة ضمير من شباب، احتجاجا علي إهمال الدولة لهم، طالبوا كثيرا بالتغيير، لكن كانت بينهم وبين الحكم حالة فصام، فلم تتم الاستجابة لمطالبهم، لكنها خابت بعد ذلك، ولم يعد خافيا علي أحد الدور الذي لعبته أمريكا والمتآمرون الذين تلقوا التدريبات في الخارج علي مقاومة الشرطة وإسقاط النظام، لكن يظل يوم 25 يناير بريئا وخطيرا، أما بالنسبة لمبارك فلا أحد ينكر أنه أنجز أكبر وأفضل عملية إصلاح اقتصادي في مصر، كما أصلح البنية الأساسية وأعاد العرب إلي مصر، وأبدع المدن السياحية وعلي رأسها شرم الشيخ، وليس صحيحا أن الإسرائيليين يحبونه، فهم لم يكرهوا أحدا مثلما كرهوه، وليس صحيحا أنه كان صديق الأمريكان ولا عميلا لهم، وأشهد أنني رافقته في رحلته الأخيرة لأمريكا فتم تفتيشنا ذاتيا لدرجة خلع الأحذية في رسالة صريحة منهم، أننا لسنا أصدقاء!.. لكن في السنوات الخمس الأخيرة، مرض الرجل وأرهق وأساء التقدير وترك مقاليد الحكم بيد ابنه جمال، وكان الأب أحسن وأرحم من ابنه، فلا تعارض بين كل ما أقوله.

- بجرأتك المعروفة: هل تعتقد أن الدولة الآن أدركت أهمية استيعاب الشباب؟

للأسف لا.. والدولة يجب عليها أن تصغي السمع للشباب، لأن هذا هو ما سيكون وراء معظم المشكلات المقبلة، والسيسي لم يحقق الطفرة المرجوة في تقليل الفجوة بين الدولة وبين الشباب، فهذا لن يحدث بمجرد دعوتهم للقاءات والتقاط الصور معهم بينما علي أرض الواقع لم يحدث أي تغيير.

- فما الذي يمكنه إحداث التغيير الحقيقي بين الدولة وبين شبابها؟

الشباب لن يشعر بالتغيير إلا إذا اتخذ السيسي قرارا واحدا، هو احترام تكافؤ الفرص بين الجميع وتحقيق المساواة والعدل، فالشباب في مصر يعامل بمبدأ المساواة في الظلم عدل، وهذا خطر لأنه يخل بنظام القيم لديهم، هذا القرار هو السبيل الوحيد لتقويض احتجاجاتهم القادمة.

- هل تري أن مصر حققت استقرارا مناسبا بعد ما يقرب من عامين منذ انتخاب الرئيس؟

علي المستوي السياسي أري أنها حققت نسبة عالية من الاستقرار، فهي تبني علاقات قوية عربيا وإفريقيا وأوروبيا، كما أن مواقفها السياسية رشيدة، ولم تقع في أخطاء جسيمة حتي الآن، فهي ضد الحرب في اليمن وتسعي للحفاظ علي سوريا وتحافظ علي شعرة معاوية المطلوبة مع الأمريكان، وعلي المستوي الشعبي، أعتقد أن السيسي مازال يحتفظ بثقة ومصداقية، لكن ما يطمئن هو أنه من الواضح أن النظام يقظ لمعالجة هذا بدليل منافذ البيع التابعة للقوات المسلحة التي تتزايد لمواجهة الإقبال الشديد، أما علي المستوي الاقتصادي، فأشعر أننا لم نبدأ الطريق الصحيح بعد! فلدينا وزير سياحة كثير الكلام قليل الفعل، عطل السياحة وخسرنا الكثير بدون داع، فما الذي كان سيضيره لو سمح لشركات أمن روسية وألمانية بإدارة أمن المطارات مادامت تستقبل العدد الأكبر من مواطنيهم؟ كل العالم يستعين في ذلك بشركات أجنبية، أما الصناعة التي بها تنهض الدول لم نحقق فيها حتي الآن شيئا واحدا، ولم ننتج حتي موتورا صغيرا! والزراعة مرهقة تعاني من مشكلات جسيمة لم تجد حلا من أسمدة فاسدة، وتحكم قلة من التجار بينما الفلاح البسيط غلبان ومفلس.

- البعض يلوم السيد الرئيس علي جولاته الخارجية الكثيرة في ظل هذه الظروف.. هل تتفق معهم؟

لا أستطيع أن ألوم السيسي علي معظم هذه الزيارات التي أعتقد أنها في غاية الأهمية، فدولة مثل الصين لن ألومه لو ذهب إليها عشر المرات! لأنها المستقبل ولا أستطيع لومه علي توطيد علاقته بموسكو التي يكفي أنها ستساعد في بناء أول محطة نووية في مصر، ولا أستطيع لومه علي زياراته لدول إفريقيا التي تم إهمالها لسنوات طويلة.

- السيسي يحرث.. فمن يزرع؟! المهم هو عائد تلك الزيارات التي تعرقلها البيروقراطية التي تمثل عبئا علي الدولة المصرية لم يستطع عبد الناصر نفسه أن يتخلص منه.

كنت تفتخر بأنك الصحفي الذي يعرف دبيب النمل في مصر، فهل مازلت؟

طبعا لكن علي قدر جهدي وسني فأنا حريص حتي الآن علي إجراء4 مقابلات أسبوعية مع مصادر مختلفة سعيا لمعرفة المعلومات والحقيقة، علمت مثلا من مصدر موثق أن عدد أفراد الأمن المركزي الذي نزل إلي الشارع في25 يناير لم يزد عن 14 ألف فرد في حين يدعي البعض أن ربع مليون فرد أمن واجهوا الناس في الشوارع!

-ألا يدفعك امتلاكك لهذه المعلومات الوثائقية والتاريخية لأن تكتب مذكراتك؟

أرغب في ذلك بشدة، لكن للأسف لا وقت لدي لذلك، فأنا أستيقظ كل يوم في الخامسة صباحا كي أقرأ23 صحيفة يومية! ثم أعكف علي كتابة العمود اليومي الذي يستغرق وقتا وجهدا كبيرا حتي أستطيع تقديم كل ما يفيد القارئ، وأعتبر أن إمداد القارئ بما يفيد حياته الحالية أهم وأولي من تقديم مذكرات للتاريخ، لدرجة أن هاجس اعتزال العمل الصحفي أصبح يراودني بقوة وبطريقة مؤلمة لكنني سرعان ما أضعف أمام مهنتي التي أعشقها، وأمام واجبي نحو قرائي.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة