Close ad

انقسام حول "صناعة البديل".. واستياء بين القوي السياسية من طرحها دون التشاور بشأنها

6-3-2016 | 09:51
انقسام حول  صناعة البديل واستياء بين القوي السياسية من طرحها دون التشاور بشأنهاحمدين صباحي
هبة عبدالستار
أثار حمدين صباحي، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعى، وفى الشارع السياسي منذ أول أمس بعد نشره على صفحته الرسمية على فيسبوك بياناً يدعو إلى صناعة ما وصفه بـ"البديل الحقيقي"، وتوحيد القوى المدنية الوطنية استنادًا إلى 7 مباديء.
موضوعات مقترحة


وبرغم انتهاء البيان بتوقيع ما يسمى بـ"اللجنة التحضيرية لتوحيد القوى الوطنية المدنية" إلا أن نشرها على صفحة صباحى تسبب فى الهجوم والانتقاد له وللدعوة ما بين مؤيد ومعارض لهما، حيث اعتبر بعض المعارضين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن صباحي يسعى لتصدر المشهد بسبب طموحه الشخصي فى الزعامة طارحاً نفسه بديلا للرئيس السيسي وأن المبادرة غير واقعية، -بحسب قولهم-.

كما قوبلت المبادرة بانتقادات حادة من بعض المحسوبين على التيار الإسلامى لشعورهم بأنها تستبعدهم وتكرر أخطاء المبادرات السابقة والنظام الحالى بإقصاء هذا الفصيل من الحياة السياسية دون تفرقة، -على حد تعبيرهم-.

فيما رحب المؤيدون بالمبادرة وما تطرحه، مطالبين القوى الوطنية الديمقراطية بالتوحد حول رؤى وبدائل قابلة للتطبيق تستند إلى مبادئ وأهداف الثورة بعيدًا عن أى شخصنة والتعلم من أخطاء الماضي وعدم تكرارها.

وقال د. عمار على حسن، أستاذ الاجتماع السياسي وعضو اللجنة التحضيرية لتوحيد القوى الوطنية، إن مبادرة "لنصنع البديل" تهدف لتوحيد القوى الوطنية لخلق تيار معارض للسياسات المرفوضة شعبيًا، مضيفا أنه لو اقتصر مسار المبادرة على كونها جماعة ضغط لترشيد القرار السياسي فهذا فى حد ذاته سيكون أمرًا جيدًا، مشيرا إلى أنها تلقت استجابات من نواب مستقلين مثل هيثم الحريرى ومجموعة ائتلاف"25 – 30".

وأوضح عمار خلال لقاء له أخيرا ببرنامج "ساعة من مصر"، المذاع على قناة "الغد" أن البيان الذى أصدرته المبادرة والذى صاغه بنفسه لم يسبقه مشاورات مع القوى السياسية.

وأضاف عضو اللجنة التحضيرية "هناك فى مؤسسات الدولة من اعتقد بعد 25 يناير أن أقصر طريق للحفاظ على الدولة هو إجهاض الثورة ولكننا نختلف مع ذلك ونتمسك بالتغيير للأفضل لذا طرحنا المبادرة للخروج ببدائل للسياسات الحالية"، منتقدا محاولات تشويه المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعى وفى الإعلام.

ورفض بشدةد. عبدالخالق فاروق، الخبير الاقتصادى وعضو اللجنة التحضيرية للمبادرة فى تصريح لـ"بوابة الأهرام" ما اعتبره ترصدًا للمبادرة عبر توصيف وسائل الإعلام لها ونسبتها واختزالها فى شخص المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحى، مؤكدا أن اللجنة التحضيرية للمبادرة تضم أكثر من 85 شخصية عامة بينهم صباحي.

وبسؤاله عن أسباب الإعلان عنها لأول مرة من خلال الصفحة الرسمية لصباحى على فيسبوك، مما دفع وسائل الإعلام لنسبتها له وعدم تفضيل اللجنة لعقد مؤتمر صحفى للإعلان عنها كى لا يتم اختزالها فى أى شخص؛ قال فاروق: " د. عمار على حسن، أستاذ الاجتماع السياسي وعضو اللجنة التحضيرية أعلن عنها عبر صفحته على فيسبوك، ونظرا لامتلاك حمدين صباحى آلية إعلامية منذ حملته الرئاسية لذا فضلنا استغلالها فى الإعلان عن المبادرة على أن يتم عقد مؤتمر صحفى لاحقا فى غضون الشهور القليلة المقبلة للكشف عن آليات تنفيذها كما أن المبادرة التى نشرت على صفحة صباحى حملت توقيع اللجنة التحضيرية لتوحيد القوى المدنية الوطنية".

وأوضح فاروق أن اللجنة تضم شخصيات ذات تاريخ وطنى بعضهم محسوبون على التيار القومى بصفة عامة وتيار العدالة الاجتماعية، منهم على سبيل المثال لا الحصر : د. عمار على حسن، د. سعيد سليمان، د. محمد سعيد إدريس، زكريا الحداد، معصوم مرزوق، د. عمرو حلمى، سعد عبود، بالإضافة إلى عدد كبير من شباب التيار الشعبي وحزب الكرامة.

ولفت عضو اللجنة التحضيرية إلى أن الهدف منها هو صياغة بدائل اجتماعية وسياسية واقتصادية للسياسات الحالية، مضيفًا " شعورنا بالخطر من تبعات السياسات المتبعة حاليا هو ما دفعنا لصياغة المبادرة لأنه اتضح للكثيرين أن تلك السياسات لن تصل بنا للنتائج والطموحات التى يتطلع لها الشعب بعد ثورتين"، بحسب قوله.

ولم تقتصر الانتقادات للمبادرة على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث علمت "بوابة الأهرام" من مصادر مطلعة بتحالف التيار الديمقراطى أن هناك حالة من الاستياء الشديد لدى قوى التيار التى فوجئت بإعلان المبادرة عبر صفحة صباحى دون طرحها للنقاش أولا خلال اجتماعات التيار على الرغم من العمل عليها خلال الأشهر القليلة الماضية.

وأوضحت المصادر أن الاجتماع المقبل للتيار الديمقراطى المقرر عقده الأربعاء المقبل سيتضمن توجيه انتقادات لصباحى ولحزبى الكرامة والتيار الشعبي على الأسلوب الذى تم خلاله تجاهل الشركاء فى التحالف والإعلان عن المبادرة بهذه الطريقة، بحسب المصادر.

وكشفت المصادر عن أن بعض أعضاء وقيادات الديمقراطى يشعرون بأن الإعلان عن المبادرة دون التشاور معهم جاء ردًا على رفضهم ما سبق وعرضه صباحى من قبل على قوى التيار بتوحده فى حزب موحد يترأسه حمدين، مما دفع صباحى للتواصل مع شخصيات عامة للانضمام إليه، موضحة أن تلك المبادرة قائمة على المشاورات التى تمت خلال الفترة الماضية لاندماج حزبى الكرامة والتيار الشعبى وأن صباحى كان يضغط من أجل إتمام اندماج الحزبين فى الفترة الأخيرة ليكون ذلك نقطة الانطلاق للمبادرة التى تسعى فى أحد محاورها لتكوين حزب موحد.

ورجحت المصادر أنه حال مناقشة المبادرة وقبولها خلال الاجتماع المقبل فإن المجلس الرئاسى للتيار الديمقراطى سيكون داعمًا لتأسيس جبهة موسعة مع احتفاظ الكيانات بشخصياتها الاعتبارية المستقلة، والاكتفاء بالتنسيق من خلال الآليات التى ستقترحها المبادرة، ولن يتم الموافقة على الانصهار فى حزب سياسي موحد نظرا لتنوع إيديولوجيات قوى التيار الديمقراطى.

وقال مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكى، إن الحزب والتيار الديمقراطى لم يطلعا على المبادرة قبل إطلاقها ولم يتم التشاور معهما بشأنها؛ لذا تستوجب دراستها جيدا والتشاور مع أصحابها قبل اتخاذ أى قرار، مشيرًا إلى أن الحزب وتحالف التيار الديمقراطى منفتحان على عقد تحالفات أوسع طالما تتسق مع مبادئهم وأفكارهم.

وبدوره أعرب جورج اسحق، عضو المجلس الرئاسي للتيار الديمقراطى عن تحفظه قائلا :"ليس لى أية علاقة بالمبادرة ولم تطرح علينا فى التيار، وسيتم التشاور بشأنها فى اجتماع الأربعاء المقبل، وسنعلن بعدها رأينا فيها".

وأضاف حمدى السطوحى، رئيس حزب العدل أن المبادرة تحمل مبادىء وأفكارًا تحتاج للدراسة المتأنية دون أن يتم شخصنتها فى شخص من يطرحها، مؤكدًا أنها مبادرة فردية من حمدين صباحى وليست نابعة من التيار الديمقراطى لذا سيناقشها التيار فى اجتماعه الرئاسي المقبل.

وأضاف السطوحى "مصر فى أزمة حقيقية والملف السياسي وكل الكيانات السياسية فى أزمة ستؤثر بشكل مباشر على مختلف مناحى الحياة، وهذا أمر على كل القوى السياسية مناقشته ووضعه على أولوياتها لبحث حلول للخروج من تلك الأزمة، وأرى أن مصر لا تحتاج لأشخاص بقدر ما تحتاج لآليات جديدة ومختلفة وبديلة للتفكير وإدارة أزماتها عما يحدث حاليا".

ورفض شادى الغزالى حرب، مؤسس تيار الشراكة الوطنية عضو التيار الديمقراطى التعليق على المبادرة، مشيرا إلى أنهم لن يبدوا رأيهم فيها إلا بعد مناقشتها فى اجتماع التيار المقبل.

فيما أكد المهندس محمد سامى، رئيس حزب الكرامة عدم علمه بتفاصيل المبادرة، مضيفا " حتى هذه اللحظة لم يكن لدى علم بطرح المبادرة والمعنى بالإجابة عن أى تساؤلات تتعلق بها هو حمدين صباحى".

إلا أن حامد جبر، القيادى بحزب الكرامة،وعضو مجلس أمناء التيار الشعبي أكد أن اللجنة التحضيرية تعمل على تشكيل المبادرة منذ 6 أشهر، موضحًا أنها تقوم على ثلاثة محاور تتمثل فى :تكوين حزب موحد قوى يضم المؤمنين بالثورة وجبهة موسعة تتمدد لتصبح شبكة تشمل منظمات المجتمع المدنى، لافتا إلى أنهم يستعدون من الآن لخوض انتخابات المحليات.

وبدوره أكد محمد بسيونى، الأمين العام لحزب الكرامة أن المبادرة لن تفتح حوارا مع حزب مصر القوية الذى يقوده د. عبد المنعم أبو الفتوح أو مع قيادات جماعة الإخوان لأنها تستهدف كل الرموز التى لا ترى 25 يناير مؤامرة و 30 يونيو انقلاب، مشيرا إلى أنها ستسعى لفتح حوار مع قوى التيار الديمقراطى والحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى وعدد من الشخصيات العامة الوطنية.

ولم يستبعد البرلمانى هيثم الحريرى، عضو مجلس النواب وعضو ائتلاف "25 – 30 " المزمع تدشينه، التنسيق مع المبادرة، مشيرا إلى أن ما أعلنته من مبادئ يتماشي مع توجهات الائتلاف، مؤكدا فى الوقت نفسه أن الائتلاف سيكون متحدثا عن الشعب المصرى وليس عن كيان بعينه، و سيتواصل مع كل القوى الديمقراطية والجميع دون استثناء.

من جانبه قال حمدين صباحى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، إن المبادرة تهدف لتوحيد التيار الشعبى وحزب الكرامة وكذلك محاولة تقوية التيار الديمقراطى كجبهة سياسية.

وأضاف صباحى فى تصريحات صحفية :"المبادرة لا تخصنى وحدى على الإطلاق، وأنا أحد أفراد جماعة وطنية تتحاور حول كيف أداء دورها، وهى اتفقت على أن مصر تحتاج حزبًا أو جبهة قوية، وهى ليست جبهة إنقاذ جديدة، ونسعى لتقوية التيار الديمقراطى ،وهناك فرص جديدة وقوية للوحدة بين بعض الأحزاب، والأهم أن الشعب المصرى يحتاج جبهة قوية توحد صفوفه".
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة