Close ad

بالفيديو..فتاوى الجفري عن الزواج العرفي والحب تشعل نارًا.. وأزهريون يؤيدونه بشروط..وأبو الحسن: "أراؤه متطرفة "

22-2-2016 | 11:17
بالفيديوفتاوى الجفري عن الزواج العرفي والحب تشعل نارًا وأزهريون يؤيدونه بشروطوأبو الحسن أراؤه متطرفة الحبيب على الجفرى
طارق عصام-هبة محمد حسن-غادة عادل
أثار لقاء الحبيب علي الجفري المفتوح مع طلبة جامعة القاهرة، يوم الخميس الماضي، الذي قال فيه إن الزواج العرفي بين الطلاب حلال بشرط وجود شاهدين، وأن الحب فريضة بينهما قبل الزواج، جدلاً كبيرًا، خصوصًا بعدما تلقفتها وسائل التواصل الاجتماعي، لتنزل بها إلى منحدر السياسة مع اتهام الشيخ اليمني بالتسييس، وفتح الباب أمام المزيد من حالات الزواج العرفي.
موضوعات مقترحة


يأتي ذلك في ظل أرقام ضخمة للزواج العرفي كشف عنها تقرير نشرته شبكة المعلومات الإقليمية للأمم المتحدة، نقلًا عن جمعيات حقوقية وتعمل فى مجال المجتمع المدني، مؤكدًا وجود أكثر من مليون حالة زواج عرفي فى مصر، وأكثر من 14 ألف حالة قضية نسب أمام القضاء.

تجولت "بوابة الأهرام" بعدستها داخل أروقة الحرم الجامعي، لتلتقط عددًا من ردود أفعال الطلبة والطالبات على تصريحات الجفري، وكذلك توجهت بالسؤال إلى بعض الآباء لمعرفة رأيهم وهل يمكن أن يقبلوا بحدوث مثل ذلك مع بناتهم؟

الدكتور محمد رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: أيد تصريحات الجفري فى الزواج العرفي ولكن بشرط حيث يقول لـ"بوابة الأهرام"، إن الزواج العرفي حلال، فى حالة وجود شاهدين وولي للمرأة، مع أهمية تحديد مهر لصون حقوق الزوجة، مشيرًا إلى أن الزواج كان شفهيًا فى العهود السابقة، ولكن ومع تدهور الأخلاق أصبح لتوثيقه عن طريق الجهات الرسمية فى الدولة أمرًا ضروريًا لحفظ حقوق الزوجة وأبنائها إذا أنجبت.

وذهب عثمان إلى ما هو أخطر من تصريحات الجفري قائلًا: أن الأمام أبي حنيفة أجاز للمرأة البالغة العاقلة تزويج نفسها دون ولي، ثم عاد ليؤكد، أن أبي حنيفة بنفسه لو كان موجودًا فى وقتنا هذا ورأى ما آلت إليه الأخلاق من تدني لتراجع عن إجازته وحرم الزواج دون ولي للمرأة.

ويؤكد عالم الأزهر، أن فتوى الجفري فى الحب، وأنه فريضة ستؤدي إلى الحرام حتمًا متابعًا، أن هناك فى الإسلام ما يسمى بـ"سد الذرائع" بمعنى أن هناك من الأمور التي إذا تحدثنا فيها، فستؤدي إلى ضرر، وخصوصًا إذا كنا نتحدث فيها أمام شباب لديهم غريزة وغير قادرين على الزواج لارتفاع نفقاته، لافتًا إلى أن الحب يكون بين الشاب وخطيبته أو بين من عقد عليها ولكن، قبل ذلك فلا يكون مطلوبًا.

وتشير الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إلى أن الزواج العرفي لا يخالف الزواج الشرعي في شئ سوى فى توثيق العقد، فالعرفي إذا توافرت فيه أركان الإشهار والشهود وولي الأمر كان زواجًا صحيحًا.

ولفتت فى تصريحها لـ"بوابة الأهرام" إلى أن السيدات الأرامل غالبًا ما يلجأن إلي الزواج العرفي، حتى لا تفقد المعاش الذي تتقاضاه من الدولة عن زوجها المتوفي، لافتة إلى أن "العرفي" لن يوثق اسمها فى الدفاتر الرسمية وبالتالي لا يُسقط عنها المعاش.

ظاهرة الزواج العرفي قد تفاقمت فى السنوات الأخيرة خصوصًا بين الطلبة والطالبات بالجامعات من وراء ظهر الأهل، الأمر الذي أدى إلى مشاكل جمة كان نتاجها أطفال لا ذنب لهم.

وأفاد تقرير رسمي صدر عن وزارة التضامن الاجتماعي سابقًا، أن هناك 552 ألف حالة زواج عرفي بين طلبة الجامعة أي 71 ألف طفل مجهول النسب ناتج عن تلك الزيجات غير الموثقة.

الدكتور طه أبو الحسن أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، يقول لـ"بوابة الأهرام"، بلهجة لا تخلو من الغضب من تصريحات الشيخ اليمني، برغم أن اشتراطات الشريعة الإسلامية فى الزواج تتفق مع ما قاله الجفري "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل"، إلا أن تصريحه لا يجوز ولا يليق في وجود جمع من الشباب تختلف بيئاتهم وعقولهم وإدراكهم للأمور، وسينتهزون فرصة تصريحات الجفري ليحلون لأنفسهم ما هو باطل.

ولفت إلى أن مثل تلك الفتاوى تضر أكثر مما تنفع، حيث يستغلها الشباب الصغير بالشكل الذي يتوافق مع هواه، مشيرًا إلى أن الحب كمشاعر لاضرر فيه، ولكن يجب أن يكون منضبطًا بين من هم مرتبطون أمام الأهل بخطبة أو عقد قران.

والشيخ الحبيب الجفري هو ضيف شبه دائم لكثير من الفضائيات المصرية الخاصة، وله العديد من اللقاءات المفتوحة مع الجمهور سواء فى الجامعات أو المدارس، والنوادي الرياضية والاجتماعية، وله مريدون ومحبون لخطبه ودروسه الدينية، الأمر الذي أثار القلق من أن يتبع قوله الشباب صغار السن، ممن يلتفون حوله.وعن دور الأزهر الشريف فى تثقيف الشباب دينيًا، حتى لا يقعوا فريسة لفتاوى من هنا وهناك قالت شاهين: إنه لا يوجد برامج دينية قوية على الفضائيات المصرية الرسمية أو الخاصة، ولافتة إلى أن الأزهر الشريف له بوابة إلكترونية يشرح من خلالها الزواج الشرعي والعرفي.

ويقول محللون أن الشباب يلجأ إلى الزواج العرفي لزيادة تكاليف الزواج الرسمي والتي تفرضها الأهالي على الشاب المتقدم لخطبة ابنتهم من مهر وشبكة ومؤخر صداق وشقة وأثاث فلا يجد أمامه فى بعض الأحيان سبيلًا لتحقيق رغبته فى الزواج سوى بالعرفي، خادعًا الفتاة باسم الحب.

وهذا ما يتسق مع رأي الدكتور جمال حماد، أستاذ علم الاجتماع، قائلًا: إن الشاب البالغ يصبح كل همه هو التفكير فى إشباع رغبته الجنسية ويحقق ذلك بالزواج العرفي واهمًا نفسه بأنه حلال وتسهل له فتاوى مثل ما قاله الجفري ذلك.

وأكد حماد لـ"بوابة الأهرام"، أهمية أن يفهم الشباب جيدًا السياق الذي تحدث خلاله الجفري فربما أكمل فتواه ساردًا محظورات، ولكن الإعلام تصيد له الجزء الذي ياتي على هواهم، مشيرًا إلى التكنولوجيا الحديثة والإنترنت سببًا فى انزلاق الشباب للزواج العرفي والعلاقات الشرعية في خلسة من الأهل.

من جانبه، حاول الداعية الجفري توضيح ما قاله في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" يوم الخميس الماضي، حيث قال: " قيل أنني أبحت الزواج العرفي بين الشباب، والواقع هو أنه تم التحذير منه، وبيان انحرافه عن مقاصد الزواج وإن توافرت فيه شروط النكاح".
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة