Close ad

من أبطال إلى مخربين.. "خريف 25" يلخص معاناة مصابي الثورة

6-2-2016 | 17:20
من أبطال إلى مخربين خريف  يلخص معاناة مصابي الثورةمصابو الثورة صورة أرشيفية
مروة أحمد
"كانت التضحية علشان الحرية.. عجزة ومصابون من أجل قضية.. وبعد سنين بقوا ناس منسية" اختزلت هذه الكلمات البسيطة التي بدأ بها الفيلم الوثائقي القصير "خريف 25" معاناة مصابي ثورة الخامس والعشرين من يناير في الذكرى الخامسة لاندلاعها.
موضوعات مقترحة


الفيلم الذي عرض أخيرًا بنقابة الصحفيين تدور أحداثه في 11 دقيقة حول مصير 4 من مصابي الثورة أولهم أصيب في قلب ميدان التحرير عشية جمعة الغضب بطلق ناري في العنق وآخر في العمود الفقري، ما أدى لإصابته بشلل نصفي وضمور في خلايا المخ أدى إلى مشكلات في الذاكرة.

يوري الشاب المصاب في الفيلم، أنه اضطر لبيع السيارة الأجرة التي كان يقتات منه، ليتمكن من الإنفاق على علاجه، لكن الأطباء في النمسا أخبروه أن الجراحة التي يحتاج إليها لا تجرى سوى في ألمانيا، وهو لم تساعده أي جهة في مصر على القيام به.

وفي ذات اليوم أصيب بطل الفيلم الثاني بشظايا في العين وأخرى في الظهر، أما المصاب الثالث فيحكي عن أنه شاهد رفيقه في الثورة وهو يسقط قتيلا على الفور برصاصة استقرت في قلبه وقبل أن يفيق من ذهوله كانت الرصاصة الثانية تستقر في رأسه ما أدى إلى أصابته بشلل نصفي نظرا لأن الطلقة أدت لحرق بعد خلايا المخ، لتسبب له ما يعرف طبيًا بالـ"بؤرة الصرعية".

الرصاصة الغادرة لم تحرم بطل الفيلم الثالث من تحريك نصف جسده الأيسر فقط بل حرمته كذلك من التعيين في أي وظيفة حكومية حتى تلك التي خصصتها الدولة لمصابي الثورة عقب نجاحها بسبب خوف القائمين على تلك الجهات من نوبات الصرع التي اصبحت تداهمه، على حد ما قاله ضمن أحداث الفيلم.

أما بطل الفيلم الأخير فقاده الحظ العثر للإصابة في العين في أثناء مروره بالمصادفة رغم أنه لم يكن من بين المشاركين في فعاليات الثورة.

الفيلم الذي رصد اختلاف روايات أبطاله الأربعة عن إصابتهم رصد كذلك اتفاقه رواياتهم عن المعاناة المادية و النفسية التي يواجهونها على إثر تهميشهم وعدم الالتفات لهم والتقليل من شأن التضحية التي قدموها من أجل وطنهم وعبروا عن ذلك بعبارات مثل: "الناس نسيت الثورة أصلا"، "بيقولوا لنا أنتوا لسه عايشين".

الدكتور عماد صبحي عضو جمعية "يهمني الإنسان" لرعاية مصابي الثورة قال ضمن أحداث الفيلم إن انسحاب المجتمع من حول المصابين من أكثر الأزمات النفسية التي تواجههم خاصة في الفترة الأخيرة، فبعدما كان الناس يعاملونهم كأبطال بدأ البعض يعاملهم بصورة سيئة ويحملونهم مسئولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد خلال الخمس سنوات الأخيرة.

"يهمني الإنسان" جمعية تضم مجموعة من المتطوعين بحصر ومتابعة وتحديد حالات مصابي الثورة خاصة أصحاب الإصابات الكبيرة نظرا لتفشي الشلل بأنواعه بين صفوف المصابين، وبدأ تكوينها خلال الثمانية عشر يومًا الأولى من عمر الثورة قبل تنحي مبارك.

الفيلم إعداد وإخراج محمد حمدي وأمل مجدي ومونتاج شيرين علاء، وحضر عرضه محمود كامل رئيس اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين وخالد علي الناشط الحقوقي والمرشح الرئاسي السابق.

وقال خالد علي في تصريحات خلال الندوة التي أقيمت عقب عرض الفيلم إن أهالى شهداء ثورة 25 يناير ومصابيها يشعرون بالإحباط واليأس نتيجة شعورهم بالنسيان والتجاهل، مشيرا الى أن الإطار القانونى الذى يُعالجون به فى غاية السوء وقائم على قرارات إدارية وبيروقراطية، لافتًا إلى أنهم يواجهون تعسفًا من قبل المجلس القومى لمصابى الثورة عند طلبهم للعلاج.

واختتم حديثه بانتقاد كل من يحاول تشويه ثورة 25 يناير و يصفها بالمؤامرة.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة