أكد الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، أنه غير خاضع للكسب غير المشروع بحكم القانون، مشيرا إلى أنه لم يشتري متر أرض من الدولة، ولم يورد بجنيه دواء واحد للدولة، ولم يدخل فى مناقصات وزارة الصحة، وأنه يعمل طيلة عمره معارضًا.
موضوعات مقترحة
وكشف البدوى، فى الجزء الثانى من حواره مع "بوابة الأهرام"، أن محمد بهاء أبوشقة، مستشار الرئيس عبد الفتاح السيسى، لم يتدخل لدى الرئيس، لتعيين والده المستشار بهاء أبوشقة سكرتير عام حزب الوفد، وأن تعيينه جاء لقيمته القانونية والدستورية.
وأعرب رئيس حزب الوفد، عن انزعاجه من حوار "حمدين صباحى"، وقال : "لو حواره ممكن أن يسقط دولة دى تبقى كارثة"، مشددا على أن مصر أكبر من مثل هذه الأمور، والرئيس السيسى أقوى من ذلك.
وجاء نص الحوار كما يلي:-
- ما هى الرسالة التى ستوجهها للنواب الوفديين؟
أنتم تمثلون حزبا عريقا له تاريخ وطنى مشرف وهو "حزب الوطنية المصرية"، وله حاضر مشرف، شارك فى كل المواقف الوطنية والثورات، كان من عوامل تفجير ثورة 25 يناير يوم انسحابه من انتخابات 2010، معربا عن فساد نظام الحكم، وعدم اعترافه بشرعيته، فأنتم تمثلون حزبا له تاريخ وله حاضر، وعلى أيديكم وأيدى الوفديين يكون له مستقبل، وبالتالى أناشدهم وأطالبهم وهم على قمة من الوعى السياساسى والوطنية أن يلتزموا بكل ثوابت الوفد الوطنية التى لا يستطيع حتى رئيس الوفد أن يحيد عنها.
- هل تدخل محمد بهاء أبوشقة لتعيين والده المستشار بهاء أبوشقة سكرتير عام حزب الوفد فى مجلس النواب، خاصة وأنه تم تسجيل اسمه فى كشوف المعينين بأنه محام حر، وليس بصفته الحزبية؟
ليس له تدخل على الإطلاق، وتعيين المستشار بهاء أبوشقة كان تقديرا من رئيس الجمهورية، لحزب الوفد، ولم يكن التعيين صدفة أو مصادفة، الجلسة الافتتاحية للبرلمان كانت تحتاج إلى إدارة وخبير دستورى وقانونى ولشخصية عامة لها تقديرها لدى النواب لإدارة هذه الجلسة، فلم يكن قبل تعيين "أبوشقة" من يترأس الجلسة، مع تقديرى الكامل للدكتورة آمنة نصير، كما أن أسباب الاختيار ترجع إلى عدة أسباب منها التقدير لقيمة "أبوشقة"، ومجلس النواب فى احتياج إلى من هم أصحاب قيمة قانونية وتشريعية، وتقدير الوفد، واختيار من يترأس الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب.
- ما سبب الصدام الحاد والمستمر بينك وبين عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار، هل هى أمور شخصية؟
العلاقة طيبة الآن، لأنه لم يكن هناك أى علاقات شخصية بينى وبينه، لكن القصة أن الناس لا تميز بين الخلاف السياسى، والعلاقات الانسانية، فعلى سبيل المثال علاقتى طيبة جدا بالمهندس نجيب ساويرس، والبعض متصور أن بيننا خلافات، ورغم عدم وجود صداقة بيننا، لكننى أحترمه، وعندما نختلف فى موقف سياسى الناس بتخلط، وأقدر ذلك باعتبار أن كل الأحزاب مازالت فى سنة أولى ديمقراطية.
- نواب الوفد يمتلكون حصانة برلمانية، إذن أى حصانة يمتلكها السيد البدوى؟
لا أحتاج إلى حصانة، والنائب يحتاج إلى حصانة حتى يتحرر من أى قيود قانونية فى إبداء رأيه تحت قبة البرلمان، لكن رئيس الوفد أو أى سياسى فى مصر لا يحتاج إلى حصانة، وحصانتنا هى الالتزام بالقانون، لأن الاضطهاد وارد، وفى عهد الإخوان قد صدر قرار بالقبض عليا، وكنت على قوائم الممنوعين من السفر، وبالتالى لسنا بحاجة إلى حصانة، لأن حصانتى من ربنا، ثم الوفديين أعظم أعضاء لأى حزب سياسى فى مصر، ولا توجد مرة أحتاجت فيها إلى دعم بينى وبين نفسى ألا وأجد الوفديين بالآلاف، وفى انتخابات 2010 كانت الهتافات داخل الحزب تنادى بالانسحاب من الانتخابات، والذى ساندنى هم الوفديين بحماسهم فى ذلك الوقت.
- البعض يقول إن اليوم الذى ستترك فيه الوفد ستكون وراء القضبان، ما هو ردك عليهم؟
أعرف من يروج لذلك هم شوية "مجانين"، ولم أشترى متر أرض من الدولة، ولم أورد بجنيه دواء للدولة عندما كنت رئيس مجلس إدارة مصانع أدوية، ولم ندخل فى مناقصات وزارة الصحة، ولم أتعامل مع الدولة، لأن طول عمرى كنت معارض، ومعارض فى نظام فاسد، وكنت متوقع لكل شئ يحدث.
وفى عهد الإخوان كل الجهات الرقابة الادارية والأموال العامة والكسب غير المشروع، كانت تتحرى عن أملاكى أنا وزوجتى فى الجمعيات الزراعية، والحمدلله ليس لدى أملاك سوى أسهمى والبيت الذى أسكن فيه، وبالتالى أنا غير خاضع للكسب غير المشروع بحكم القانون، لأن رؤساء الأحزاب غير خاضغين بالفعل للكسب غير المشروع، وأنا طول عمرى بأشتغل قطاع خاص، ولم أشتغل فى الحكومة، ولو حد عايز يكذبنى يطلع.
- فى حالة عدم الاقتناع ببرنامج الحكومة ما هو تصورك للذى سيحدث؟
لكى أكون صادقا مع نفسى ومع نوابنا الحكومة التى سيطرحها رئيس الجمهورية سيوافق عليها النواب، لسبب بسيط أن رئيس الجمهورية وهو الرئيس الأعلى للسلطة التنفيذية، وهو المسئول أمام الشعب عن تنفيذ برنامجه لانتخابى، والمسئولية تقتضى أن يكون لديه سلطة كاملة التى من أولوياتها هو تعيين الحكومة، وبالتالى الوفد لن يعترض على ذلك، ولابد من منح الفرصة للرئيس للحصول على سلطاته الكاملة، حتى نستطيع أن نسانده.
- هل الكنيسة تخلت عن دعم حزب الوفد فى الانتخابات؟
لابد وأن تنأى كافة المؤسسات الدينية عن التدخل فى العمل السياسى، بمعنى ألا يتدخل الأزهر أو الكنيسة فى العمل السياسى، وأن طبيعة المسيحية لا شأن لها بالسياسة، باعتبار أنها دعوة روحية، وأتمنى من كل المؤسسات الدينية أن يترفعوا وألا يتدخلوا فى الشأن السياسى، وبالتالى من يدافع عن حقوق أقباط مصر هو الوفد، وأقول ذلك ليس مجاملة لأحد، لأنها أهم قيمة وتراث توارثنه عن حزب الوفد الذى لازال شعاره الوحدة الوطنية والهلال معانقا الصليب.
وكلفت المستشار بهاء أبوشقة ومدحت استافانوس وأشرف عزيز، بالحوار مع كل الكنائس المصرية ومعرفة أهم القضايا التى تهم الأقباط، وعلى رأسها أول مشروع قانون سنقدمه هو بناء وترميم الكنائس المصرية، وفقا لنص دستورى ألزم المجلس بأن ينهى هذا القانون خلال دورة انعقاد البرلمان الأولى، خاصة وأن الوفد هو المتبنى لكافة قضايا الأقباط فى مصر، وسينحازوا إلى الوفد دون توجيه من أحد.
- هل أنت راض عن أداء الرئيس السيسى؟
أنا بالفعل راض عن أداء الرئيس، وعمرى ما جاملت رئيس، وأتمنى من أى متابع للشأن العام أن يعد لى ما قلته قبل ثورة 25 يناير واليوم ماذا أقول، ففى عام 2005 فى انتخاب الرئيس المخلوع حسنى مبارك، شاركت فى حوار فى التليفزيون المصرى مع جورجيت قلينى التى كانت تمثل مرشح الحزب الوطنى "الرئيس السابق حسنى مبارك"، وأنا كنت أمثل مرشح الوفد "الدكتور نعمان جمعة"، وقارنت بين مرشح الوفد ومرشح الحزب الوطنى، التى كانت كل مؤهلات تمثل فى أنه يستطيع قيادة طائرة حربية، و"نعمان جمعة"، كان وكيلا للنائب العام وفدائيا وتم أسره فى حرب 56، وأستاذ للجامعة فى فرنسا لمدة 10 سنوات، وكان عميدا لكلية الحقوق، ونائبا، وكان آخر يوم ظهور لى فى التليفزيون المصرى، وبالتالى لا أجامل الرئيس السيسى، وأخشى فى يوم من الأيام أن يقال أننى جاملته.
- ما هو طموح البدوى السياسى؟
جلست على كرسى منصب رئيس الوفد، وهو أرفع منصب لى، وبعد هذا المكان لا يوجد مكان آخر بعد كرسى سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد باشا سراج الدين، وحفاظى على هذا المكان ينسب لرئيس الوفد، وليس "للسيد البدوى" الذى جامل على حساب الحق، وعندما أقول إن الرئيس السيسى هو أصلح شخص لهذه المرحلة، لأنه لا يوجد بديل لهذا الراجل، خاصة وأنه لازال حتى اليوم يتمتع بدعم شعبى قوى، وأى بدائل أخرى ستدخل البلد فى حلة فوضى لا يعلم مداها إلا الله.
- ما الذى ينقص الرئيس السيسى؟
ينقصه فقط أصحاب رؤية سياسية بجواره التى ستأتى من خلال الممارسة السياسية للنواب والأحزاب، وكان فى الأول يتعامل مع 102 حزب، واليوم سيتعامل مع 7 أحزاب، وستكون هناك لقاءات كثيرة مع الأحزاب، وسيكون الحوار سهلا والأيام القادمة ستحسن الكثير.
- ما تعليقك على الحوار الأخير لحمدين صباحى وانتقاده للنظام الحالى؟
أنا منزعج جدا من رد الفعل من حوار "حمدين صباحى"، ما الذى قاله، وهل حواره ممكن أن يسقط دولة دى تبقى "كارثة"، مصر أكبر من كدا، والرئيس السيسى أقوى من ذلك، لكن الحقيقة إذ لم نكن نسمح بالرأى الآخر فستكون كارثة لا يقبلها الرئيس ولا إحنا نقبلها، وبالتالى نتفق مع "صباحى" أو نحتلف معه، لكنه من حقه أن يعبر عن نفسه بكل حرية، ولا تكال له الاتهامات بالخيانة والعمالة والبلاغات عند النائب العام، "إيه القرف ده.. ولا دى مصر.. ولا هذا يرضى الرئيس"، دى ناس متطوعة تعتقد أنه بهذا التطاول وبهذه الأمور فهم يقتربون من الرئيس، ويجب أن نترك أو نمنح الفرصة للرأى والرأى الآخر، وإلا سيكون هناك غليان.
- ما هى توقعاتك لذكرى 25 يناير؟
لن يحدث فيها شئ سوى الاحتفال بهذا اليوم، وبعيد الشرطة، وهو يوما وفديا، فكان وزير الداخلية فؤاد سراج الدين باشا، الذى أعطى تعليماته لقوات الأمن بمقاومة المحتل البريطانى، وهو يحاصر محافظة الاسماعيلية، وسنحتفل بذكرى هذا اليوم، أما النزول فى الشوارع، فلن يحدث، لأن الشعب أصبح واعيًا، والبلد لا تحتمل.